يختلف شهر رمضان من دولة إلى أخرى، وبخاصة داخل القارة السمراء التى تختلف فيها جميع العادات والتقاليد وفقًا لتنوع الشعوب، ففى دولة جزر القمر أو ما تعرف رسميًا بـ«الاتحاد القمري»، يحرص القمريون على الاستعداد لشهر رمضان الكريم، بداية من شهر شعبان، من خلال السهر على السواحل حتى وقت الصباح كما جرت العادة لديهم.
يقول «عيسى صالح أحمد»، أحد الوافدين على الأزهر وجامعه، إن جزر القمر هى دولة إفريقية عربية إسلامية صغيرة، وتتكون من أربع جزر وهى «إنجزيجة، وموالي، وأنزواني، وماهوري»، بالإضافة إلى العديد من الجزر الأصغر مساحةً، وتقع فى المحيط الهندي، وأهلها القمريون يستعدون للشهر الكريم من خلال الاهتمام بالمساجد وإنارة مصابيحها وتعميرها بالصلاة وقراءة القرآن، بالإضافة إلى الإكثار من الصدقات وفعل الخيرات ابتهاجًا بقدوم الشهر الكريم.
ويضيف، فى رمضان يمنع أى نوع من التبرج والزينة من ارتدائها، ومن يخالف ذلك يغرم ثم يتم حبسه، فالقمريون يترقبون رؤية هلال رمضان بفارغ الصبر، وعند إعلان انتهاء شهر شعبان تتبدل ملامح الدنيا عامة، وتبلغ عدد ساعات الصوم للمسلمين داخل جزر القمر ١٢ ساعة ونصف الساعة، وتعتبر أقصر الدول العربية فى الصيام.
ويؤكد، لجزر القمر عادات فى الاحتفال بشهر رمضان، فينشغل القمريون بأعمالهم اليومية فى الصباح الباكر إلى النهار، وبعد صلاة العصر تتوقف الكثير من الحركات التجارية ويتوجه الناس إلى المساجد لحضور الحلقات الدراسية، خاصة حلقات تفسير القرآن الكريم التى يقيمها الخريجون من الجامعات الإسلامية.
ويشير «عيسى» إلى أن شعب جزر القمر يتحول فى رمضان إلى أسرة واحدة، يجمعها نداء الأذان بالصلاة، ويجمعها الحب والتآلف على مأدبة الإفطار، ومع أذان المغرب يخرج أبناء الجزر من كل حدب وصوب، يتجهون إلى المساجد لأداء الصلاة التى يحرصون عليها، وبعد العودة من أداء الصلاة يتناولون الإفطار.
وحول الأكلات والوجبات التى يتم تناولها، يقول، إن «مائدة الإفطار فى جزر القمر هى شربة طحين أو ذرة، بالإضافة إلى الشاى وبعض المشويات كـ«المنيوك والموز الأخضر والبطاطس مع اللحم أو السمك المقلى أو المشوى وغيرها من عصائر الفواكه الطبيعية من المانجو والأناناس»، وغيرها من أنواع الفاكهة المختلفة.
«التراويح» فى جزر القمر مختلفة عن مصر
فيما يخص العادات والعبادات الإسلامية فى رمضان، يوضح «عيسى» أن القمريين يحافظون على الكثير منها، والتى تمارس فى رمضان، كالاعتكاف فى المساجد خاصة فى العشر الأواخر من رمضان، فلا يخلو مسجد من المعتكفين، وأيضا تواصل المساجد فى ختم القرآن الكريم فى صلاة التراويح، بالإضافة إلى حرصهم على أدائها بـ٢٠ ركعة على خلاف المتعارف عليه فى مصر الذى يجرى العادة فيه أن تكون ١٢ ركعة.
كما أن أبناء القرى وشبابها وشيوخها يجتمعون فى حلقات يستمعون من خلالها إلى بعض الدروس والمحاضرات الدينية التى عادةً ما تدور حول فضائل الشهر الكريم وآداب الصوم.
