الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية يتحدث لـ"البوابة": أتباعنا تجاوزوا 3 ملايين.. وانتخابات الصوفية قدمت نموذجًا في الديمقراطية.. والإعلام يتجاهل ما نقوم به متعمدًا.. ونجحنا في تجديد الخطاب الديني

طارق الرفاعى شيخ
طارق الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية يتحدث لـ«البوابة»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«السيسي» حمل مصيبة فوق ظهره.. ويقاتل داخليًا وخارجيًا لأجل مصر
«طريقنا دين بلا بدعة.. وهمة بلا كسل.. وعمل بلا رياء» مقولة للإمام الرفاعى، وضعها شيخ طريقته الحالى طارق الرفاعى، خلف مقعده، ليداوم على تكرارها أثناء حواره لـ «البوابة»، حيث أكد قيام الصوفية بمهام تجديد الخطاب الدينى بشكل عملى، يحرص البعض على تجاهله، وتصدير صورة مشوهة بتسليط الضوء على نسبة أخطاء لا تتجاوز 2%  على حد وصفه.
وأوضح «الرفاعى»: "طريقتنا الأكبر بين الطرق، حيث يتخطى عدد مريديها ٣ ملايين على أقل التقديرات، ووفقا لآخر إحصائية تم رصدها، إضافة إلى مليون آخر من المحبين نجدهم دائما يحرصون على حضور موالد آل البيت، مشيرا إلى أن الطريقة بها علماء يعتمدون عليهم فى تجديد الخطاب الدينى بصورة أكثر واقعية من خلال أفعال حقيقية جعلت المحبين فى تزايد وبشكل مستمر... وإلى نص الحوار:
■ بداية.. ما أبرز استعدادات الطريقة الرفاعية لإحياء شهر رمضان؟
- الطريقة الرفاعية من أكبر الطرق المتواجدة فى مصر، وهناك نائب عنها فى كل محافظة، وقرية، ونجع، خلاف خليفة الخلفاء، ويقوم كل واحد منهم برعاية الاحتفالات التى تقام على مدار ٣٠ يوما، داخل المقرات المختلفة عن طريق موائد رمضان، فاحتفالنا ليس مقصورا على مسجد الرفاعى فقط، فنحن بدأنا بموكب الرؤية فى الجمعة الأخيرة لشهر شعبان، ولدينا أيضا مشاركة بصوان المشيخة العامة للطرق الصوفية المقام بمحيط مسجد الإمام الحسين فى اليوم السادس من شهر رمضان، إلى جانب إقامة التراويح بصفة يومية بمسجد الرفاعى، وما تقدمه مقرات المحافظات المختلفة فى المنوفية والقليوبية وغيرهما لا يمكننى حضورها جميعا لظروفى الصحية. 
أيضا لدينا احتفالات أربعة كل جمعة بواقع ٤ حضرات أسبوعية، وحفل ختم القرآن بالبحيرة سيتم خلاله توزيع جوائز ليلة القدر على حفظة القرآن. كما أن جميع الطرق الصوفية تقوم بتعميم تلك الاحتفالات داخل مقراتها، ويتم تخصيص يوم لها بصوان المشيخة المتواجد بالحسين، هذا العام حددت المشيخة موضوعات سيتم طرحها داخل ندواتنا العلمية تدور حول التعايش، التسامح، الظروف التى تواجهها البلاد، الفكر المتطرف، تجديد الخطاب الدينى، نعتمد خلاله على علمائنا المنتشرين بالأزهر والأوقاف كالشيخ سعيد محمد على وكيل وزارة الأوقاف وغيره. 
■ وكم يبلغ عدد أتباعها؟
- الطريقة الرفاعية هى الطريقة الأكبر بين الطرق، ويقدر عدد مريديها من ٢ إلى ٣ ملايين وفق إحصائية أخيرة، تمت فى عهد السيد أحمد كامل ياسين، وهى الآن تتجاوز ٤ ملايين وفق تقديرى، وهى منتشرة فى جميع أرجاء الجمهورية، ولها نواب يحظون بمحبة وتقدير واحترام غير التابعين للطريقة ما يجعلنا نؤكد أننا نجحنا فى تجديد الخطاب الدينى.
■ بذكر الخطاب الدينى.. ما المفهوم الذى يضعه الصوفية لهذا الأمر؟
- الطرق الصوفية، ومن بينها الطريقة الرفاعية، تؤمن بأن تجديد الخطاب الدينى يقوم على تربية النشء الصاعد على حب الوطن والمحبة وتعاليم القرآن ومواجهة الإرهاب، ونحن نقوم بالتجديد ونمارسه منذ زمن طويل، بدليل وجود المحبين لآل البيت من غير أبناء الطرق الصوفية، والتجديد لدينا يعتمد على إزالة الفكر الخاطئ وتقويم السلوكيات، وأن نربى النشء على مبادئ الدين، وحفظ الأوراد، فالتجديد بصفة عامة هو نزع الفكر الإرهابى والمتشدد وزرع النزعة الوطنية والقيم الدينية النبيلة، ويكون بالممارسة العملية لا الكلام والشعارات.
■ ولماذا يتهمكم البعض بالتقصير؟
- البعض يظن أننا شركات مقاولة.. ويطالبنا بتقديم كشف إنجازات، ونحن رغم ما نتعرض له من هجوم وحرب يقودها الوهابية والإخوان، والصراعات التى نشهدها والعزوف الإعلامى وهجومه علينا طوال الوقت، نعمل وفق الإمكانات المتاحة، وقد قدمنا الكثير لكن التركيز الإعلامى يقوم بتصيد نسبة الأخطاء التى تحدث من قبل المحبين كربط العمامة بشكل خاطئ أو تدخين الشيشة، التمايل فى الذكر، وغيرها وهى نسبة أخطاء لا تتعدى ٢٪ من جملة الاحتفالات البالغ عددها ٣٥٠٠ احتفال سنوي، وندعو القائمين عليه أن ينظروا داخل المسجد ليسلطوا الضوء على ما نقدمه لتجديد الخطاب الدينى، من علماء تزخر بهم الطرق المختلقة وفى مقدمتهم الرفاعية، المحمدية الدسوقية، والبرهامية أتباع الشيخ محمد على عاشور، فنحن وسطية الإسلام، ونحن الزهد فى أرقى معانيه، ونستطيع أن نواجه الفكر المتطرف، فشيخ الطريقة مربٍ وليس صاحب شركة ليطالبه البعض بتقديم كشف لإنجازاته، وفى نظرى تربية المريد هى قمة التجديد وذلك من خلال إزالة الفكر الخاطئ وتقويم سلوكيات الإنسان. 
■ ما تقييمك للانتخابات الأخيرة التى شهدها الأعلى للطرق؟
- الانتخابات الأخيرة هى عرس ديمقراطى بمعنى الكلمة، وقد أعطت للعالم نموذجا حيا من أرض مصر، التى تتهم كل يوم بأنها لا تعرف الديمقراطية، وذلك من خلال البرهنة على أن هناك انتخابات ديمقراطية تعانق فيها الجميع فمن جملة ٧٦ طريقة وشيخ، أبدى ٦٦ منها رأيه وخرجت يدا واحدة، ما يدعونا إلى القول إن هذه هى الصوفية التى تتهم بالأكاذيب أنها جماعة من المجاذيب وغيرها من الألفاظ المسيئة، فالتجربة أعطت درسا للجميع وادعوا العالم كى يتعلموا مما فعلناه. 
■ وهل يمكن أن يحقق المجلس شيئا؟
- بالطبع.. فلدى ثقة فى المجلس الجديد وأدعمه فى كل قراراته، ويمكن القول إن الدكتور القصبى مر بظروف صعبة هو ومجلسه السابق والمجلس الذى قبله، من ثورات، وفترة حكم الإخوان، وقدم الكثير، وقادر على تقديم الأفضل فيما هو آتٍ، ويكفى أننا اليوم لقنا العالم درسا لن ينساه فى الديمقراطية كما سبق وأكدت.
■ كيف ترد على مزاعم المرجعيات الشيعية فى رأس الحسين؟
- هذا الموضوع عارٍ عن الصحة، فنحن لدينا لجنة شكلها الأزهر والأوقاف كان ضمنها الشيخ منصور الرفاعى، الذى أكد بما لا يدع مجالا للشك أن اللجنة تأكدت من وجود الرأس الشريف، ونحن فى حرب بدأت منذ زمن بعيد ولن تنتهى كما أننا لن نلتفت إليها.
■ كيف تجد دعوات الحسبة التى يطلقها أتباع التيار السلفى فى مصر مؤخرا؟
- حديث لا قيمة له، فلن يحدث أبدا عندنا ولن نكون السعودية رقم ٢، فرغم الخطر الوهابى القديم إلا أن مصر تجد حماية الله الذى حباها بآل البيت، فنحن نحب جميع الأديان دون تشدد والتطرف الذى نجده ثقافة وافدة جاء بها الإخوان والسلفيون ونحن لن نقبلهما بيننا.
■ ماذا عن تجربة الأزهر المؤخرة فى المقاهى والمترو؟
- خطوة جيدة، وفهم للتجديد الذى يقوم على الممارسة العملية وليس الحديث الشفوى، والصوفية قامت بفعل هذا منذ زمن بعيد، فكانت النتيجة هى ارتفاع أعداد المحبين لآل البيت الذى يتجاوز المليون محب خلاف أبناء الطرق ومريديها، ويمكن القول إنه أخيرا نزل الأزهر إلى أرض الواقع.
■ كيف تنظر إلى الفترة الماضية من حكم الرئيس السيسي؟
- الرئيس السيسى يمكن القول إنه استلم «بلوة» أو مصيبة، ورغم ذلك استطاع أن يسير بها نحو الأفضل، وهذا ليس تطبيلا، فقد استلم البلاد فى ظروف صعبة بعد ثورتين، ووضعها على خريطة العالم، ورغم الأخطاء والصعوبات التى تواجهها البلاد اقتصاديا، إلا أنه وضع طبيعى تمر به معظم دول العالم، وعلينا أن ندعمه، وأن نعمل من أجل الإنتاج، فمصر لن تنصلح إلا بالعمل، وهناك شواهد مبشرة شاهدتها بنفسى فى محافظات القناة ومنها بورسعيد على وجه الخصوص، ويجب أن نربط على بطوننا كى نتجاوز معا الظروف الحالية، وبرأيي الوضع يسير إلى الأفضل بجهود هذا الرجل الذى استطاع أن يقاتل داخليا وخارجيا لأجل مصر، وأصبح لدينا كيان ونظرة يستمع إليها العالم اليوم.