أكد علماء أزهريون، أن الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، يستخدم المرجوح في العلوم ويترك الراجح، مؤكدين أن فتواه الأخيرة التى أجاز فيها زواج الرجل من بنت زوجته شرط أن تربى بعيدًا عنه، تعد من الأفكار المغلوطة، والتي تحدث بلبلة فى المجتمع، فيما طالبوه بالابتعاد عن الآراء التى لم يجر عليها العمل ومتروكة من قبل العلماء.
وأكد الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، أنه رغم أن القرآن الكريم كان صريحًا في تحريم زواج الرجل من بنات زوجته، إلا أن الشيخ سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عارض الآية الكريمة في قول الله تعالى "وربائبكم اللاتى فى حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن"، وأفتى بأحقية زواج الرجل من بنت زوجته شريطة أن تربى بعيدًا عنه، مؤكدًا حرمتها كما أنها فتوى خاطئة ليس لها علاقة بصحيح الإسلام.
وعاب الأطرش، على الهلالي، إخراجه مثل تلك الفتاوى التي تحدث بلبلة وتشويشا للعوام، مطالبا إياه بالابتعاد عن الآراء التى لم يجر عليها العمل ومتروكة من قبل العلماء، مشيرًا إلى أن زواج الرجل من ابنة زوجته محرم شرعا بنص الآية "حرمت عليكم أمهاتهم وربائبكم اللاتى فى حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم"، مؤكدًا أن الآية الكريمة قيدت الحل بعدم الدخول بالأم، فقط، موضحًا أن كلمة "ربائبكم" لبيان بنت الزوجة وليس التربية فى كنف زوج الأم، بإجماع المذاهب الأربعة وجمهور الصحابة.
وأكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر، أن ما قاله هلالي حرام شرعا، مرجحًا عدم اتزان أفكاره التى يستخدم دائمًا المرجوح منها ويترك الراجح، وتحدث بلبلة فى المجتمع، ومن خلالها يجني على الدين ويجنى على الحضارة والأمة الإسلامية، مطالبا إياه بأن يحترم ذاته، وأن يوقف نزيف الدين الذى يقدمه من خلال أفكاره.
وأشار إلى أن التراث يجمع بين الغث والثمين وقيمة العالم أنه يأتى بالراجح دائمًا بعدما يعرض الآراء لا بد أن تكون هناك آراء ترجيحية، موضحا أن الدخول على الأمهات يحرم الدخول على بناتها، والدخول على البنات يحرم الدخول على الأمهات.
ولفت إلى أن الآية الكريمة قالت نصا: "حرمت عليكم أمهاتهم وربائبكم اللاتى فى حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن"، موضحًا أن الربيبة هى بنت الزوجة.
كان الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قال في برنامج "خير سلف": إنه يجوز شرعًا الزواج من ابنة الزوجة بعد موتها أو طلاقها، شرط أن تكون تربية هذه الفتاة بعيدًا عن زوج الأم مثل منزل العم أو الخال، مشيرًا إلى أن المذاهب الأربعة لا تقول بزواج الرجل من بنت زوجته "غير الربيبة"، بينما مذهب الظاهرية قالوا بجواز ذلك، مستدلًا بأن "الصحابة وجمهور الفقهاء قالوا لا يجوز".. لأنه قيد لبيان الواقع وليس قيد للتقيد، وعليه التحريم يكون على الربيبة وغيرها.. لكن الإمام على بن طالب له رأى مخالف".
