يعيش المسلمون فى تايلاند فى الولايات الجنوبية المجاورة لماليزيا، حيث تتركز أغلبية مسلمة فى تلك الولايات التى تشكل إقليم «فطانى» المسلم، ويتسم شهر رمضان فى إقليم فطانى بمظاهر خاصة، حيث يعد المسلمون أطعمة خاصة برمضان، وتعم مظاهر البهجة بيوت المسلمين، احتفالا بدخول شهر الصيام، ويقبل الكبار والصغار على قراءة القرآن وصلاة قيام الليل، والصدقات على الفقراء والمساكين.
«البوابة» تحدثت مع «محمود» وهو طالب تايلاندى، مقيم فى مصر ويدرس بالأزهر الشريف، فى السنة الأولى بكلية الدراسات الإسلامية، حيث قال، إن هناك أنواعا كثيرة جدا من الحلوى والمأكولات ترتبط بشهر الصيام فى تايلاند، مثل أكلات الـ«فَدْفِد»، والـ«كِنسوم» وغيرهما، والتى تتكون غالبا من الخضروات والفواكه والأرز، وبعضها يحتوى على مأكولات بحرية يتم اصطيادها كالجمبرى والأسماك، إلا أن أشهر الأكلات والتى يأكلها المسلمون غالبا عند الفطور هى أكلة تسمى «مأتابأفوجود»، التى تتواجد على مائدة الإفطار فى معظم البيوت، مضيفًا أن الناس بمجرد أن ينتهوا من صلاة التراويح ينتشرون فى الشوارع، لكى يشتروا ويأكلوا الأطعمة الفطانية التى تباع فى الأسواق.
ويحكى «محمود»، أنه بحلول يوم ٢٨ من رمضان تتغير الأطعمة وتستعد ربات البيوت لاستقبال عيد الفطر بصناعة الـ«توفأ» وهى واحدة من الأطعمة المرتبطة بثقافة أهل «إقليم فطانى» القدامى، مثلما تصنع السيدات فى مصر كعك العيد.
أما عن العبادات فى شهر رمضان فى تايلاند، فالناس يجتمعون فى صلاة التراويح ويجلسون بعد كل أربع ركعات من التراويح ليرددوا الصلاة والسلام على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وبعدما ينتهى الناس من الصلاة يجلسون فى المسجد، لكى يأكلوا بعض الأطعمة كالحلوى والفواكه والمشروبات، التى أعدها بعض الناس وجاءوا بها للمسجد لتوزيعها على المصلين، حتى إذا حان العشر الأواخر من رمضان بدأ بعض الناس يعتكفون فى المسجد مع أطفالهم لاغتنام ليلة القدر وإدراك فضيلتها.
ويتسابق المحسنون لتجهيز موائد الرحمن والإنفاق عليها، فتتم دعوة الفقراء والأطفال اليتامى لحضورها، وتشمل الموائد أشهى المأكولات والعصائر والفاكهة، وتصطف السيدات لإعداد وتجهيز الموائد وتقديم الطعام للمدعوين، أمام كل مائدة، وتوزيع أكياس العصائر الطازجة.
جدير بالذكر أن عدد المسلمين فى منطقة جنوب تايلاند، يقدر بأكثر من ثلاثة ملايين نسمة، يعيشون فى أربع ولايات هى «بنغنارا، وجالا، وفطانى، وسانول»، وهناك أعداد من المسلمين تنتشر فى باقى تايلاند، لاسيما فى العاصمة بانكوك، ويستخدم المسلمون فى إقليم فطانى التراجم الماليزية للقرآن الكريم والكتب الإسلامية، حيث يتكلمون نفس اللغة التى يكتبونها بالحروف العربية، كما طبعت نسخ عربية من القرآن الكريم فى تايلاند يتداولها الطلبة الذين تعلموا اللغة العربية.
