الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

إيمان الفراعين.. تحتمس الرابع منقذ أبو الهول من الغرق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شيد تحتمس الرابع، ثامن فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، فى مصر القديمة، وابن الملك أمنحتب الثانى والملكة «تى عا»، معبدا جنائزيا إلى الجنوب الغربى من معبد أبيه أمنحتب الثانى، وقام «حور محب» فى العام الثامن من حكمه بإصلاح وترميم مقبرة تحتمس الرابع بوادى الملوك، تحت إشراف المهندس «مايا»، ونقلت مومياء هذا الملك إلى مقبرة أمنحتب الثانى فترة حكم الأسرة الحادية والعشرين.
استمر حكم تحتمس الرابع تسع سنوات وثمانية أشهر، وتبين من فحص موميائه، أنه توفى فى الثلاثين من عمره، ويتمثل إنجازه الرئيسى فى مجال السياسة الخارجية، بخلاف بعض الحملات التأديبية ضد البدو وبعض القبائل النوبية، كما توصل إلى حل سلمى للمشكلة الميتانية، فلم يكن والده الملك أمنحتب الثانى قد حصل إلا على هدنة مؤقتة، قام بعدها تحتمس الرابع بحملة حربية ضد ميتانى فى شمال الهلال الخصيب فى سوريا، أعقبها معاهدة سلام مع ملكها «أرتاتاما»، تبعها إرسال إحدى بنات هذا الملك إلى نساء الفرعون فى ختام مفاوضات شاقة ومضنية.
ومن الإنجازات الضخمة التى حققها الملك تحتمس الرابع، إقامته لمسلة الملك تحتمس الثالث بالكرنك، والتى تركت دون استكمال طوال اثنين وأربعين عاما «مسلة لاتران»، كما أضاف إضافات كثيرة لعدد من المعابد مثل معبد الكرنك، حيث نقش مناظر أضيفت للبوابة الرابعة، ونقش أيضا القرابين التى كان قدمها لآمون بعد عودته من حملته الأولى ببلاد آسيا، وعثر له على تماثيل فى الكرنك، كما قام بتشييد مسلة فى معبد الكرنك كانت قد تم قطعها فى عهد تحتمس الثالث، وهى من الجرانيت الأحمر ويبلغ طولها حوالى ٣٢ مترا، وتعتبر أطول مسلة فى العالم، وعندما قام الرومان بغزو مصر فى القرن الأول قبل الميلاد حملوها معهم إلى روما، حيث توجد الآن فى ميدان سانت بيتر فى الفاتيكان.
ويعد أهم وأبرز ما قام به تحتمس الرابع، هو إزالة الرمال المحيطة بتمثال أبوالهول بالجيزة، وحمايته ببناء حائط حوله، فأثناء استلقائه للحصول على قسط من الراحة، وهو منهك القوى بعد إحدى مغامرات الصيد أيام شبابه فى جبانة منف، ظهر له أنه أزال الرمال التى تُغطيه، لذلك قام ببناء سور من حوله لحمايته، لذا أقام الملك الشاب لوحة أبوالهول، أو لوحة الحلم فى أول عام من حكمه بين مخلبى أبوالهول، وما زالت قائمة حتى الآن.
وقد سجل الملك تحتمس الرابع على اللوحة قصته مع أبوالهول، فقال:«إنه بينما كان يتنزه فى المنطقة المحيطة بالأهرامات، جاء وقت الظهيرة فجلس فى ظل تمثال أبوالهول، الذى كان معظمه مغمورا بالرمال فى ذلك الوقت، حتى أخذته سنة من النوم، ورأى فى منامه أحد الكائنات الإلهية وهو «حور – ام – آخت» الذى حدثه قائلا، إنه إذا قام برفع الرمال التى كانت تغمر تمثال أبوالهول، فإنه سيكون حاكما على مصر العليا والسفلى موحدة».
وكان اسم أبوالهول فى مصر القديمة هو «حور – ام – آخت»، أى حور «حورس» الذى فى الأفق، واستنتج العلماء من اللوحة أن تمثال أبوالهول قد غمر بالرمال عدة مرات فى التاريخ، ومنها الفترة السابقة على حكم الملك تحتمس الرابع، الذى قام برفع الرمال من حول التمثال.
واحتوت لوحة الحلم أيضا، على خرطوش الملك خفرع، مما جعل الأثريين يفترضون أن خفرع هو الذى نحت تمثال أبوالهول، مع أن اللوحة لا تذكر بشكل وأضح أن خفرع هو من نحت أبوالهول، وقد يكون ذكر السبب فى ذكر اسم الملك خفرع على لوحة الحلم أنه كان أحد مرممى التمثال، وأنه قام بعمل مشابه لعمل تحتمس الرابع، من حيث رفع الرمال وتنظيفها من حوله، وأهم ما يلفت النظر فى لوحة الحلم هو احتواوها على تمثالين لأبو الهول وليس تمثالا واحدا، حيث يقف الملك أمام كل تمثال منهما ويؤدى طقوس التطهر بالماء وحرق البخور.