الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

إيمان الفراعين.. أمنحتب الثاني استعان بالشباب في بناء الدولة

أمنحتب الثانى سابع
أمنحتب الثانى سابع ملوك الأسرة الثامنة عشرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو سابع ملوك الأسرة الثامنة عشرة، شغل الحكم لمدة ثمانية وعشرين عاما، وشارك أباه فى الحكم ثلاث سنوات منها، كان رجل رياضة عظيماً قوى العضلات، فكان قوى الساعد لا يكل من التجديف يتميز برمى السهام، وكان خيالا بارعًا.. إنه الملك أمنحتب الثانى، الذى سار على نهجه فى كل أعماله، إلا أن فترة حكمه شهدت تغيرًا عميقًا، على المستوى الثقافى والفنى. 
ففى الوقت الذى حاول فيه كل من حتشبسوت وتحتمس الثالث، أن يتضمن الفن والثقافة نوعا من الأساليب التقليدية الحديثة المستوحاة إلى أبعد حد من الدولة الوسطى، انفتحت الأفكار الإيديولوجية بداية من عصره على روح العصر، مراعية فى ذلك كل ما يتضمنه من استحداث وابتكار، وقد أدت سياسة مصر التوسعية بالمشرق إلى انفتاحها على الحضارة الآسيوية، وأُدخل على الأسلوب المصرى فى الكتابات الملكية استعارات ومجازات عدة متضمنًا بعض المعبودات الآسيوية، وظهرت العبادات النموذجية لوصف الملامح الجسدية للفرعون.
كان أمنحتب الثانى شغوفًا بالجياد التى كان يروضها بنفسه ويطوعها فى براعة ومهارة، فلم يكن الفرعون يختار معظم كبار رجالات الدولة من ضمن السلالات ذات السلطة والسيادة، بل كان يختارهم من بين رفاق الشباب أو رفاق السلاح، فمنذ بداية حكمه كفرعون بمفرده، اضطر للدفاع عن هيمنة مصر على بلاد المشرق التى كان تحتمس الثالث، قد دعم أسسها تدعيما عظيما.
قام فى العام السابع من حكمه بغزوة ضد تكتل زعماء منطقة «تاخسي» الواقعة بين نهر الأورنت ونهر الفرات، وقتل سبعة منهم بنفسه، وعلّق جثثهم على أسوار مدينتى طيبة، ونباتا. وبالرغم من ذلك ليس من المؤكد أنه أحرز انتصارا، وفى العام التاسع من حكم أمنحتب الثانى، قام بغزوة أخرى جهة شمال الكرمل، كانت نتائجها أفضل، فسارعت كل من ميتانى وبابل والإمبراطورية الحبشية بإرسال رسلهم لعقد معاهدة سلام معه، كما حارب الملك المنتصر أهل ولايات آسيا المتمردين وبقايا الهكسوس فى مدن شمش إدوم فى زحفه على بلاد رتنو فى الحملة الأولى وأرغمهم على الاستسلام، وحملته الثانية كانت على السودان.
ومن آثاره المتبقية قطعة من الحجر يفهم مما جاء عليها أن الفرعون كان يقوم بأعمال التعمير فى الفنتين «أسوان» ووجد اسمه على جدران معبد الكاب وعلى مسلة صغيرة، وفى بلاد النوبة فى كلابشة يقدم القربان للإله مين إله بلاد النوبة، كما وجد له تماثيل ضخمة أمام البوابة التاسعة فى الكرنك، ويوجد له تمثال فى صورة أوزير مصنوع من الجرانيت الرمادى، وقد عثر عليه فى القرنة، ويوجد حاليا فى المتحف المصرى، وأيضا له مجموعة كبيرة من الجعارين تدل على حوادث تاريخية معاصرة لهذا الفرعون، وقد عثر على موميائه فى مقبرته بوادى الملوك والتى زخرفت زخرفة بسيطة.
ومن أعمال العمارة التى تُحسب للفرعون أنه قام بإتمام الأعمال التى كان أبوه قد بدأها فى معبد عمدا بالنوبة، وواصل زخرفة معابد طيبة وتجميلها، وكذلك المنطقة المحيطة بها دون أن يحمل باقى البلاد، وأنشأ معبده الجنائزى جنوب المعبد الجنائزى لتحتمس الثالث.
توفى أمنحتب الثانى بعد أن حكم مصر لمدة ٢٥ سنة، ودفن فى مقبرة بوادى الملوك وهى المقبرة رقم ٣٥، وقد نحتت فى الصخر مزينة بصور مجموعة كبيرة من الآلهة ونسخة كاملة لكتاب جنائزى هو كتاب أمدوات، أو ما يوجد فى عالم الآخرة، وقد اكتشف هذه المقبرة فيكتور لوريه مدير عام الآثار فى عام ١٨٩٨م، وفى إحدى الحجرات الجانبية التى استخدمت كخبيئة عثر على ١٣ مومياء معظمها لملوك نقلوا إلى مقبرته منهم تحتمس الرابع ابنه، وجده أمنحوتب الثالث وزوجه الملكة تى، والفراعنة سبتاح ومرنبتاح ورعمسيس الرابع والخامس والسادس وسيتى الثانى وست نخت، بالإضافة إلى صاحب المقبرة الذى وجد داخل تابوته وحول عنقه إكليل من الزهور.