الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أول فتوى أسست لعمليات الاغتيال السياسي في العصر الحديث

جمال الدين الأفغانى
جمال الدين الأفغانى وناصر الدين الشاه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الأول من مايو 1896 تم اغتيال أشهر ملوك السلالة القاجارية الحاكمة فى إيران، ناصر الدين الشاه، وذلك بأمر من جمال الدين الأفغانى الذى كان يرابط فى تركيا إسطنبول حينها، إذ أفتى الأفغانى للطالب ميرزا رضا كرماني، من طلاب العلوم الدينية، بجواز التخلص من أئمة الكفر باعتبارهم محاربين لله والرسول ويضطهدون علماء الدين والشريعة. 
أعد الطالب نفسه جيدا وتدرب على فنون القتال والدفاع عن النفس واشترى مسدسًا روسى الصنع وفى اليوم الذى كان الملك القاجارى ناصر الدين شاه فى طريقه لحضور الحفل الخمسين لتتويجه ملكًا على إيران، تقدم رضا كرمانى إلى موكبه بذريعة تقديم عريضة له، وأطلق النار من مسدسه ليغتال ناصر الدين شاه فى ١ مايو ١٨٩٦، أى قبل ١٢٠ عامًا.
لقد كانت هذه أول فتوى دينية أسست للاغتيالات السياسية، ووضعت اللبنات الأولى للحركات التكفيرية المسلحة؟ لاسيما أن صاحب الفتوى، هو جمال الدين الأفغانى أو سيد جمال الدين الأسد آبادى - نسبة إلى أسد آباد بالقرب من مدينة «همدان» فى وسط إيران – يعد أول المجددين الإسلاميين فى نهايات القرن التاسع عشر.
وكان سبب الفتوى كما ذكر البلاط الإيرانى طرد جمال الدين الأفغانى بشكل مهين من البلاد، إثر حثه الجماهير على الثورة ضد إخفاقات ناصر الدين شاه فى محاربة الفقر من جهة، وسعيه لفتح أبواب إيران على الحضارة الغربية.
وتعد الفتوى أيضا تأسيسا لأول تنظيم إسلامى متطرف ارتبط به ميرزا رضا كرماني، منفذ الاغتيال بمجموعة كان يقودها سيد جمال الدين الأفغانى من إسطنبول.
أقسم الأفغانى أن ينتقم من الملك القاجارى إلى أن التحق به تلميذه البسيط ميرزا رضا كرمانى فى إسطنبول بعد خروجه من السجن، وتحمل أقسى العذاب والتعذيب فى السجون القاجارية، وعندما قص رواية العذاب الطويل الذى ذاقه لأستاذه، رد عليه جمال الدين الأفغاني: «حين تعرضت للظلم كيف ترضخ له؟ المظلوم هو الذى يشجع الظالم فى ظلمه»، فسأله كرماني: «كيف أواجه الظلم»، فرد عليه سيد جمال الدين الأفغاني: «اذهب واقلع الظلم من جذوره». وكانت العملية.