الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

نساء خالدات.. حارسة القرآن حفصة بنت عمر بن الخطاب

حفصة بنت عمر بن الخطاب
حفصة بنت عمر بن الخطاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حفظت القرآن وحمته من الاندثار، حفظته فى قلبها وفى بيتها للأمة الإسلامية من أجل أن يبقى كلام الله خالدا، وهى الصوامةٌ، القوَّامة، اللوامة، وارثة الصحيفة الجامعة لكتاب الله عزَّ وجل.
عُرف عنها الذكاء والفصاحة وحبها للعلم، وكانت حكيمة تسترسل فى استفسارها عن الأشياء عندما كانت تسأل النبي، صلى الله عليه وسلم، واكتسبت وتعلمت من صفاته العظيمة.
هى حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب، أمها الصحابية زينب بنت مظعون، أخت الصحابى الجليل عثمان بن مظعون.
صارت أرملة فى الثامنة عشرة من عمرها، فقد تزوجت وهيَ صغيرة من الصحابى خنيس بن حذافة السهمي، صاحب الهجرتين، وشارك زوجها آنذاك فى غزوة بدر وأصيب فيها، وعلى أثر جراحه من المعركة توفى، حزن «عمر بن الخطاب» عليها وعلى ترملها فى هذا العمر، فانتظر حتى انقضت عدتها ثم ذهب بنفسه ليعرض خطبتها على أبى بكر الصديق، فسكت ولم يعط عمر أى إجابة، ثم ذهب يعرضها على عثمان، فكان رده أنه قال: «قد بدا لى أن لا أتزوج فى يومى هذا»، فحزن حزنًا شديدًا على رفضهما لابنته، وما بها حفصة حتى يرفضا الزواج بها، فذهب عمر يشتكيهما للنبى، صلى الله عليه وسلم، بأنه عرض خطبة حفصة عليهما فلم يجب أبو بكر ورفض عثمان، فكان رد الرسول، صلى الله عليه وسلم، «بأنه سيتزوج حفصة من هو خير من أبى بكر وعثمان، وسيتزوج عثمان بمن هيَ خير من حفصة السيدة أم كلثوم ابنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم». 
وكان زواجه بحفصة سنة ثلاث من الهجرة على صداق قدره ٤٠٠ درهم، وسنها يومئذ عشرون عامًا، ودخلت حفصة بيت النبي، صلى الله عليه وسلم.
تعد من المتعلمات فى ذلك العصر، علمتها الشفاء بنت عبد الله «أول معلمة فى عصر الإسلام» القراءة والكتابة، وقد كان ذلك نادرًا بين نساء العصر.
واهتم النبى، صلى الله عليه وسلم، بتعليمها حين رأى فصاحتها واهتمامها بالعلم، وقد رُوى عنها ستين حديثًا، وكانت تسأل وتجيب فى المسائل التى تسأل عنها.
لقبت بـ«حارسة القرآن»، فحين بدأ حفظة القرآن الكريم آنذاك فى الاندثار ما بين شهيد ومتوفى، خشى الصحابة على ضياع القرآن لاسيما بعد حروب الردة التى قاتل فيها «أبو بكر»، وبمشورة عمر الذى حث أبو بكر على جمع القرآن.
وكانت صحف القرآن عند أبى بكر حتى تُوفى، ثم عند عمر حتى قبض، فأوصى إلى حفصة، فكان المصحف عندها، وحافظت على نسخته، إلى أن جاء عثمان بن عفان فطلب منها هذه النسخة حتى يجمعه على الصورة التى بين أيدينا الآن، ونسخه عثمان نسخة واحدة على قراءة واحدة لكل الأمصار الإسلامية بعد الاختلاف فى القراءات.