السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

فضائيات

"فيروز والرحباني".. زواج فني بدون استلطاف

فيروز والرحباني
فيروز والرحباني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واصل برنامج "الموهوبون في الأرض"، الذي يُعرض على شاشة "التلفزيون العربي"، استعراض المسيرة الفنية الزاخرة للمطربة اللبنانية فيروز، وعلاقتها الوطيدة بعائلة الرحباني التي سعت إلى حمايتها من الانجراف وراء أضواء الشهرة في مصر، من خلال إبعادها عن الإغراءات الكثيرة.
كان الرحابنة يرون أن الفنانة القديرة فيروز لن تكون صوت الرحابنة فقط بل صوت لبنان المستقل والفريد، وفي عام 1954 كانت أعلى أغنية في الإذاعة المصرية للفنانة فيروز وكانت تُعاد باستمرار بناء على طلب المستمعين، فيما قالت الصحافة المصرية أن أقارب فيروز وهم عاصي رحباني ومنصور رحباني ولدوا في إحدى القرى بمدينة طنطا بمحافظة الغربية.
ووالدهما حنا الياس رحباني والذين يعتبران من عظماء الموسيقى العربية والعالمية إضافة إلى كونهم شعراء من الطراز الفريد وموزعين موسيقيين بارعين، وأهم ما انتجته زيارة فيروز والرحبانية لمصر كان أوبرت "راجعون"، والذي جاء بدعوة من الإذاعة المصرية، وظل يُذاع سنوات طويلة، وكانت تلك الأغنية تعبر عن الهم الفلسطيني.
كان هدف فيروز من الغنوة هي طرح الحنين في قلوب الفلسطينيين تجاه الوطن، وشاركت السيدة فيروز في عدد من المسرحيات مثل " جسر القمر"، ووظفت من أجل أن يتمكن البسطاء من حل مشاكلهم، وكذلك مسرحية النيل في القنديل ووظفوا في تلك المسرحية الصراع الحقيقي بين الحب والشر، كما قاموا بعدة مسرحيات سياسية دون خوف أو قلق من الحاكم في وقتها.
وقامت فيروز بعمل مسرحية " بياع الخواتم"، وتحدثوا فيها عن السلطة وكيف تقوم بتخويف المواطنين من أجل أن تتحكم فيهم، ولكي يهربوا من المخاطر الأمنية والسياسية، قبل بدء المسرحية عرضوا تنوية بأن ما يُعرض في المسرحية هزلي وغير حقيقي وليس له أساس من الصحة بل هو من وحي الشاعر، كما قامت فيروز بعمل مسرحية "الشخص"، والتي تحدثت عن العدالة.
وكذلك مسرحية " ناطورة المفاتيح"، والتي كانت تقدم حاكم ديكتاتور، والفتاة تهرب، وكانت معالجة ساخرة لحاكم يستيقظ كل شهر مرة واحدة فقط يقوم بتنفيذ أي ثلاث مطالب أمامه ثم يخلد للنوم مرة أخرى، وظلت الفنانة فيروز تلتزم الصمت في كل الأوقات سوى أمام المايك أثناء الغناء، وكانت كل ما تحب أن تقوله تقوله في أغانيها.
وكان نجلها قد قرر أن يتحدث على لسان والدته عن الحرب داخل لبنان إلا أن حديثة لم يتم أخذه على محمل الجد أو أي اهتمام حيث أن فيروز عندما تريد أن تقول شيء بعينه تضعه في أغانيها، وسوى ذلك تلتزم الصمت، حتى الابتسامة التي تخرج منها كانت تغطيها بيديها ولم تتحدث أبدًا في أي ندوة.
وكان جواز عاصي الرحباني من فيروز أشبه بجواز فني، أو مشهد فني، حيث لم يكن هناك استلطاف بينهما، فكانت فيروز باردة في مشاعرها بسبب الأغاني الأصيلة التي تقدمها فيما كان عاصي صارم وقاسي في مشاعرة، حيث كان يعمل في البوليس، وعندما طلب عاصي من فيروز الزواج قالت له: "إنها تريد أن تكون معلمة وليست أم".