السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"نور الصباح" ضريح الفقراء بطنطا

اشتهرت بكراماتها وتفرغت لإطعام المساكين

مسجد نور الصباح
مسجد نور الصباح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى قلب مدينة طنطا بمحافظة الغربية، ووسط عدد كبير من الأضرحة والمساجد الكبرى التى تشتهر بها المدينة العريقة، يقع ضريح ومسجد «الشيخة نور الصباح»، التى ولدت منذ أكثر من ١٩٠ عامًا بقرية ميت السودان بالدقهلية، وجاءت إلى مدينة طنطا واستقرت بها لحبها الشديد لأولياء الله الصالحين، وعلى رأسهم السيد البدوي، ورغبة منها فى أن تكون قريبة من أضرحة هؤلاء الأولياء.
واستقرت «الشيخة نور الصباح» بمدينة طنطا حتى ذاع صيتها بأرجاء المدينة نظراً لما كانت تتمتع به من سيرة طيبة وفعل أعمال الخير ومساعدة الفقراء والمساكين، فضلاً عن كراماتها التى ما زال الكثيرون من أتباع الطرق الصوفية يتحدثون عنها حتى الآن، وفى شهر أغسطس من كل عام يقام احتفال كبير لإحياء مولدها فى محيط المسجد، ويحرص على المشاركة فيه الآلاف من مريدى أولياء الله الصالحين. 
وانتقلت «البوابة» إلى مسجد الشيخة صباح بطنطا، لرصد أجواء الجو الروحانى داخل المسجد، والتقت عددًا من المترددين والمصلين للتعرف عليها.
هى نور الصباح بنت محمد بن على بن محمد الغبارى، ولدت عام ١٢٤٨ هجرية الموافق ١٨٢٧ ميلادية، وتربت فى جو صوفى حتى فتح الله عليها ونور قلبها وذاع صيتها وقضت نحو ثمانين عاما فى أعمال البر ومساعدة المحتاجين ومعالجة المرضى وإيواء الفقراء. 
ويشهد الضريح الخاص بها تردد أعداد كبيرة من المريدين طوال العام لزيارة الضريح، ويتم إقامة الندوات والأمسيات الدينية بالمسجد، ويقوم بعض المريدين بتقديم بعض أعمال الخير للفقراء والمساكين أثناء زيارتهم للضريح؛ حيث يقوم بعضهم بتوزيع مبالغ مالية، ويقوم البعض الآخر بإعداد الطعام وتوزيعه على الفقراء والمساكين والمحتاجين.
كما تمت تسمية الشارع الذى يتواجد فيه المسجد والضريح باسم «شارع الشيخة صباح»، وتوجد التكية الخاصة بها بجوار الضريح. ويقول «الحاج محمد»، أحد العاملين بالضريح، إنه كان يقام فى منزل عائلة الشيخة صباح ندوة أسبوعية لتلاوة القرآن والذكر، ويروى فيها سير الأولياء وكراماتهم، وكانت للشيخة صباح كرامات عدة، بدأت هذه الكرامات وقت زواجها عندما قام والدها بالموافقة على زواجها من رجل لا تريد الزواج منه، وفى يوم زفافها بعد أن قام أهلها بتوصيلها إلى غرفة الزوجية بمنزل الزوج اختفت من المنزل، رغم عدم وجود أى أبواب للخروج سوى باب واحد، ووقتها غضب والدها غضبًا شديدًا؛ لأنه يعلم حُسن خلق ابنته، وعندما ذهب إلى المنزل وجدها بالمنزل وأخبرته أنها لم تكن تريد الزواج من هذا الرجل، وطلبت منه ألا يتحدث مع أحد بخصوص سر اختفائها من منزل زوجها، إلا أن والدها اضطر أن يذيع سر اختفاء ابنته من منزل زوجها حتى لا تتعرض للإيذاء بالكلام والسمعة السيئة، ومن هنا بدأت الناس تتحدث عنها وذاع صيتها.
وأشار «محمد عبدالحميد»، أحد المريدين، إلى أن الضريح يتردد عليه المريدون من أغلب محافظات مصر، لزيارة الشيخة صباح، كما تزداد أعداد المريدين أثناء مولد الشيخة، وخلال الاحتفالات بمولد ورجبية السيد البدوى؛ حيث تكثر الزيارات وتزداد أعداد المريدين. 
وأضاف أن الشيخة صباح كانت تحيى ليلة الجمعة وتوزع صدقات كثيرة، وتحتفل بمولد النبى عليه الصلاة والسلام، وموالد الأولياء وشهر رمضان، وتقوم بتوزيع الصدقات على الفقراء، وكانت تضحى بنحو ٦٠ خروفًا وتقوم بتوزيعها على الفقراء والمساكين، واستمرت فى هذه الأعمال حتى وفاتها.