الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في حواره لـ"البوابة": المناهج الأزهرية لم تنتج عنفًا ولا تطرفًا خلال 1000 عام

الدكتور محمد الشحات
الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجديد الخطاب الدينى ليس مسئولية الأزهر وحده.. ولا بد من عودة الأوقاف إليه ليتمكن من أداء رسالته

قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن الهجوم على الأزهر قد بلغ حدًا غير مسبوق خلال الفترة الماضية، وإن الأزهر يواجه حملة ضارية وممنهجة وبها توزيع أدوار بين الذين يستهدفون الأزهر وشيخه.وأضاف ردًا على المزايدين على دور الأزهر أن المناهج الأزهرية طوال أكثر من ألف عام لم تنتج عنفًا ولا تطرفًا، بل بالعكس؛ فإن الأزهر يقوم بدور محورى فى نشر الفكر الوسطى المعتدل، متهمًا هؤلاء الذين يهاجمون الأزهر بأنهم يبخسون حقه ولا يقدرون جهوده المبذولة لخدمة الأمة.. وإلى نص الحوار:
■ ما رد فضيلتكم على من يتهمون العلوم الأزهرية بأنها الدافعة إلى العنف والقتل والدمار؟
- ليس صحيحًا، فهذه المناهج عمرها أكثر من ١٠٦٠ عامًا، والأزهر بهذه المناهج كان له دوره الوطنى المشهود، وكان من خريجيه صانعو النهضة المصرية، كرفاعة الطهطاوى ومحمد عبده وعمر مكرم وحسن العطار.
■ هناك من يزايد على دور الأزهر فى مجال مواجهة الفتن الطائفية داخل مصر، ما تعليق فضيلتكم على هذا الأمر؟
- مطالبة الأزهر بلم الشمل وجمع صف الأمة المصرية، مما تؤكده البيانات الصادرة عن الأزهر فى المناسبات المختلفة، ورفض جميع العمليات الإرهابية التى استهدفت إخواننا المسيحيين، وكذلك فإن ما قام به الأزهر من إنشاء «بيت العيلة» برئاسة فضيلة الإمام الأكبر والبابا تواضروس، ومن قبله البابا شنودة وبمشاركة القادة الدينيين للكنائس الكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية.
■ هل فشل الأزهر فى مهمة تجديد الخطاب الديني؟ 
- من الظلم للمؤسسة أن يقال إنها فشلت فى مهمة تجديد الخطاب الديني؛ لأن هذه القضية ليست مسئولية الأزهر وحده، بل يشاركه فيها التعليم والإعلام والثقافة، إضافة إلى الأسرة التى تراجع دورها فى تعليم أبنائها القيم والمبادئ.
وكيف يقال إن الأزهر فشل فى تجديد الخطاب الدينى، وهو ينظم العديد من الفعاليات، مثل: مركز الأزهر العالمى، وبيت العيلة والقوافل الدعوية لجميع أرجاء الجمهورية، فضلا عن الرحلات الخارجية التى قام بها شيخ الأزهر، وكان لها تأثير كبير لدى دول العالم.
■ كيف تنظرون إلى محاولات البعض التشكيك فى بعض الثوابت الدينية تحت شعار حرية الفكر؟
- التشكيك فى الثوابت الدينية مسلك خطير على العقيدة والشريعة والأخلاق؛ لأن هذا الدين إنما انتشر وشاعت أنواره فى العالم فى فترة وجيزة لا تزيد على ٨٠ عامًا بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد تحقق ذلك بالحفاظ على ثوابت الدين، مثل: العدالة وقبول الآخر والحرية والمساواة والشورى وجمع الصف ووحدة الكلمة.
■ رغم كثرة استخدام مصطلح «تجديد الخطاب الديني»، فإن فحوى المصطلح غير واضحة إلى الآن. بم تفسر هذا الغموض؟
- أفسر مسألة غموض مصطلح تجديد الخطاب الدينى بوجود تراكمات كثيرة مثل التعليم الموازى والفتوى الموازية من قبل حركات وتيارات أخرى تعتنق فكر التشدد والتطرف على خلاف منهج الإسلام الوسطى الذى يتبناه الأزهر؛ فهذه التيارات تقوم على مبدأ السمع والطاعة، وهى موجودة داخل المجتمع المصرى كالإخوان والسلفيين، وهذا ما يعيق تجديد الخطاب الدينى.
والقضية لا تقتصر على تجديد الخطاب الدينى، بل تمتد لتشمل تجديد الفكر الديني، والمشكلات التى تواجه المجتمع المصرى والمنطقة العربية مشكلات عميقة ذات جذور ممتدة عبر عقود طويلة، فتحتاج ليس فقط لسنتين أو ثلاث، بل عدة سنوات لكى تغير العقلية والفكر لدى عامة الناس.
■ هل تتوقع أن يستعيد الأزهر ممارسة دوره الريادى خلال الفترة المقبلة؟
- بالتأكيد أتوقع أن تكون هناك إنجازات طيبة فى المستقبل القريب إن شاء الله، فى جهود الأزهر لتصحيح المفاهيم المغلوطة وإبراز القضايا المجتمعية التى تواكب ما طرأ على المجتمع والأمة الإسلامية من تطورات، أخصها مكافحة العنف والتطرف الذى يجتاح المنطقة بسبب الأفكار التكفيرية والحركات الجهادية، بجانب قضية المواطنة والسلام التى تكللت بزيارة البابا فرانسيس إلى مصر الأزهر خلال الأيام الماضية.
■ وماذا عن عودة أوقاف الأزهر التى انتزعت منه فى السابق؟
- هذه قضية ملحة ومهمة حتى يتمكن الأزهر من الإنفاق على الفعاليات والمسئوليات التى يضطلع بها فى مجال الدعوة والفكر والتواصل مع العالم الخارجى لتصحيح صورة الإسلام فى الخارج، وإعادة بناء الإنسان المسلم، وتتجلى أهمية طرح قضية عودة أوقاف الأزهر بعد تسليم أوقاف الكنيسة الأرثوذكسية إليها. فالأزهر مثلا يحتاج لإنشاء قناة خاصة به وتمويلها.
■ ما أبرز السلبيات التى تعترى الخطاب الإعلامى فى رمضان؟
- أبرز السلبيات هو ذلك الكم الكبير من المسلسلات والأعمال الفنية التى تتنافى مع حرمة الشهر الكريم، وقد تشغل بعض الصائمين عن متابعة صلوات التراويح والتعبد والاعتكاف، فأجدر بكل مسئول عن الإعلام أن يراعى طبيعة ومنزلة وحرمة الشهر الكريم.