الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فوضى الشارع!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الشارع عنوان أى بلد: إما على درجة من العناية والتنظيم، فيعكس مدى حضارة هذا البلد، ويكون واجهة مشرقة حيال الوافدين إليه من الزوار والسياح، وإما إن كان مشوّها وتطوله يد الفوضى والإهمال؛ فمن الطبيعى أن يطفـّش الجميع إلى بلد يحتفى بالضيوف ولا يكدر صفوهم.. والسياحة كما نعلم من أهم مصادر الدخل القومى بما توفره من عملات صعبة.. وتعدّ مصر من أبرز الدول السياحية فى العالم، وذات مكانة رفيعة فى التراث العالمى؛ بما خلفه الأجداد من آثار فرعونية وقبطية وإسلامية.
وتتميز بوفرة المزارات السياحية على اختلاف أنواعها، والمتاحف والمعارض والقاعات الكبرى ومناطق الاستشفاء والأبنية التاريخية.. وامتلاكها لبنية تحتية قوية: تقوم على خدمة قطاع السياحة بما فى ذلك: الغرف الفندقية والقرى والمنتجعات السياحية وشركات السياحة ومكاتب الطيران.. بالإضافة إلى أكثر من ٣ آلاف كيلو متر من الشواطئ التى تجتذب السائحين على مدار العام.. وتقوم السياحة على توفير الأمن والأمان فى المقام الأول، ويليه: حُسن استقبال السائح وتوفير كل سبل الراحة ووسائل الترفيه منذ نزوله الميناء الجوى وحتى المغادرة.. والشوارع والطرق جزء لا يتجزأ فى منظومة السياحة، فهى المداخل والمخارج إلى ومن المناطق السياحية المنتشرة فى كل أنحاء الجمهورية.. ولا ننسى «صفر المونديال» الذى حصل عليه ملفـّنا لاستضافة كأس العالم فى مايو ٢٠٠٤.. لن نذكر الأسباب، ولكنه دليل على قصور فى الدعاية والعرض، ويسبقهما عدم الاستعداد.. ورغم ضياع الوقت والملايين، ناهيك عن الموقف الحرج الذى يندى له الجبين؛ إلا أنه يجب أن نأخذ من الماضى عظة وعبرة ونفيد بالدرس، ونتفادى أسباب الفشل، ونعمل بالنصيحة القائلة: «التنظيم هو الأهم قبل العمل»، ولنعدّ إعدادا جيدا لمثل هذه البطولة المهمة، ولا نغالى إذا قلنا إن تنظيم الشارع هو عصب الاقتصاد؛ فالزحام والاختناقات المرورية؛ لا شك أنها تؤثر بالسلب؛ فالطرق عموما هى التى توصل الجميع إلى مكان عمله؛ وأى نقص فى ساعات العمل لا بد أن يؤثر بالسلب على الإنتاج، وبالتالى على الاقتصاد والدخل القومى.. فما بالك حين تصاب الشوارع بالشلل التام خاصة وقتى الذهاب والإياب.. ولا شك أنّ العامل يعانى فى هاتين الرحلتين أضعاف معاناته فى العمل بخلاف الأثر النفسى.. هذا بالطبع مضيعة للوقت والجهد والمال، والعودة إلى القهقرى بدلا من التقدم خطوة للأمام.
وإذا كان الاقتصاد عصب الحياة، فإن شلل الشارع يعنى شلل الحياة.. الشارع يمثل اليدين بالنسبة للإنسان؛ فإذا عجزت اليدان عن الجهد والبذل؛ فلا شىء بعدئذ إلا الموت. ولأن الرئيس السيسى يحمل على عاتقه هموم الوطن؛ فقد تفتقت عبقريته عن المشروع القومى للطرق: «إنشاء أكثر من ٣٦٠٠ كيلو متر جديدة إضافية كمرحلة أولى «.. والهدف الأساسى من هذه الشبكة: هو التنمية؛ لسهولة الوصول إلى مناطق العمل والمشروعات الجديدة: استصلاح الأراضى، والتعدين، والمحاجر، والمناطق الصناعية والسياحية. كما تساعد فى التقسيم الإدارى الجديد للمحافظات، وتربط كل منها بالأجزاء المضافة والظهير المكمّل لها. وكذا إعادة توزيع السكان على مساحات واسعة من الأرض بدلا من التكدس فى مساحة ٧ فى المائة من الوادى.. وهذا المشروع لا غنى عنه؛ فإنه الأمل الذى ننشده جميعا للخروج من الأزمة الخانقة التى نعيشها.
الشارع فى أى بلد؛ هو ملك للعالم أجمع، وشوارعنا لا ترضى أحدا. لم يبق إلا أن تتضافر الوزارات المعنية؛ لإعادة تنظيم شوارعنا، ونثبت للعالم أننا بلد حضارى. ونعمل على تخليصه من: الفوضى، والزحام، ومخالفة قواعد المرور، والبلطجة، والتحرش، وحوادث النشل والنصب.. والصخب.. ولن يتحقق هذا إلا بتواجد رجال الشرطة لحماية الجميع.. وقبل ذلك تفعيل القوانين، وتطبيقها على الفور دون تراخ، أو تباطؤ، وبلا محسوبيات.