السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مصادر: الضربات الجوية المصرية تغير الخريطة السياسية لأقاليم ليبيا بشكل شامل

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت مصادر سياسية وعسكرية لبيبة، أن الضربات الجوية المصرية لليبيا مؤخرًا أحدثت تغييرات عسكرية ملحوظة على الأرض شملت أقاليمها الثلاثة شرقًا وغربًا وجنوبًا، الأمر الذي سيعقبه تغييرات سياسية ملحوظة لموازين القوى على الأرض.
وأضافت المصادر على أن خارطة السيطرة  وموازين القوى تغيرت بصورة ملحوظة بعد الضربات الجوية التي قام بها الجيش المصري على مدى يومين الأمر الذي سيكون له الأثر الكبير في تغيير سياسي مقبل في ذلك البلد.
غربًا:
وأعلنت المصادر، أن خروج الإسلام السياسي من المعادلة الأمنية في الغرب الليبي وتحديدًا في طرابلس كان أبرز تلك المتغيرات، فقد أطلقت ميليشيات تابعة لحكومة الإنقاذ "الموازية" في طرابلس، والتي تنتمي معظمها لمدينة "مصراتة "، أكبر قوى عسكرية في الغرب عملية عسكرية أطلقت عليها مسمي "فخر ليبيا" والمدعومة من قطر وتركيا ضد ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق المنبثقة عن الحوار السياسي، لافتة إلى أن تلك العملية العسكرية هدفت إلى بسط نفوذ تلك القوى التي كانت تسيطر على نصف المدينة تقريبًا على كامل المدينة ولكنها خسرت المعركة تمامًا الأمر الذي أدى لانسحابها من العاصمة بحسب ما أقر الناطق باسم مجلس عسكري مصراتة "الذي تتبعه جميع ميليشيات مصراتة المتواجدة في طرابلس "إبراهيم بيت المال الذي أكد انسحابهم مع آلياتهم العسكرية باتجاه مصراتة الأمر الذي يعني خروج تلك القوة من اللعبة الأمنية والسياسية في المنطقة.
وشددت تلك المصادر على أن المشهد في العاصمة لم يقتصر فقط على خسارة ميليشيات مصراتة للمعركة بل تعداه إلى ما سمى خسارة الإسلام السياسي الذي تراهن عليه قطر لجميع نفوذه لا سيما وأن ميليشيات مصراتة الخاسرة هي التي تمثل ذلك التوجه الذي يقوده قادة "الجماعة المقاتلة" وهم خالد الشريف الذي هدم منزلة في طرابلس قبل يومين إضافة إلى عبدالحكم بلحاج الهارب حاليًا في تركيا و صلاح بادي الذي لا يعرف مكانه بعد تلك الهزائم.
ونوهت إلى أن من يسيطر على طرابلس الآن هم ميليشيات من المدينة توالي حكومة الوفاق ومن المرجح أن تتفاهم مستقبلًا مع الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بعكس تلك التي كانت تسيطر على المدينة قبلها المتمثلة في كتائب الإسلام السياسي التي تناهض حفتر بشكل كبير وترفض أي تفاهم معه.
وأوضحت المصادر، أن تسارع الأحداث في العاصمة والذي أشار له بعض الساسة الليبيين ببداية الانفراجة في الأزمة شهد تطور آخر وصل إلى حد وصف العقيد أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الليبي الذي يقوده المشير من أن من يسيطر على طرابلس حاليًا وهم من الموالين لحكومة الوفاق بأنهم "قوى وطنية" وهو الأمر الذي يؤكد وجود تفاهمات مسبقة أو لاحقة بين الطرفين إلى حد إمكانية أن يدخل الجيش للعاصمة دون مواجهات مسلحة.
جنوبًا:
وتابعت المصادر: أما في الجنوب الليبي فقد خسرت نفس القوات المتمثلة في ميليشيات مصراتة الممثلة لتيار الإسلام السياسي الذي يحسب على التطرف أو يواليه لكثير من مواقعها أمام هجمات شنها الجيش الليبي وضربات جوية مؤثرة. وبدأ الأمر بعد أن شنت ميليشيات مصراتة المتمثلة في القوة الثالثة هجومًا على قاعدة "براك الشاطئ" في الجنوب التي يتمركز بها اللواء 12 التابع للجيش الليبي وخلفت مجزرة لاقت استنكارًا محليًا ودوليًا واسعًا بعد تصفية وذبح أكثر من 141 قتيلًا بينهم مدنيين، وبعد ذلك رد الجيش بعملية عسكرية معاكسة تمكن من خلالها من طرد تلك الميليشيات من أكثر من موقع لها ومدينة من أهمها قاعدة "تمنهنت" الجوية في الجنوب والتي كانت تتمركز بها القوة الثالثة منذ ثلاثة أعوام. 
وأكدت المصادر، على أن تلك الخسائر لمليشيات مصراتة لم تتوقف عند سيطرة الجيش علي سبها وبراك و"تمنهنت" فقط بل أن الجيش يحاصر حاليا قاعدة "الجفرة" التي تعد أهم قاعدة عسكرية في جنوب ليبيا على الإطلاق والتي يتمركز بها بقيا القوة الثالثة مصراتة الهاربة إليها وميليشيا متطرفة موالية لها وهي سرايا الدفاع عن بنغازي، مشيرة إلى أن معركة "الجفرة" تعتبر آخر معارك جنوب ليبيا وآخر معاقل مليشيات الإسلام السياسي جنوب البلاد بينما يعتبر ذلك تقدمًا كبيرًا لقوات الجيش الليبي التي يقودها المشير خليفة حفتر التي سيصبح بعدها كامل الجنوب تحت سيطرتها وهو أمر مهم خاصة بعد سيطرتها قبل أشهر على وسط البلاد "الهلال النفطي"، الذي يحوي أهم موانئ وآبار النفط في ليبيا. 
شرقًا: مصر تدخل على الخط..
وأضافت المصادر، أن دخول مصر على خط المواجهة في الشرق كان له أثر كبير في تغيير المعادلة على الأرض حيث يستمر الجيش الليبي في تقدمة وبسط سيطرته على المزيد من المواقع بعد تحرير مناطق القوارشة والعمارات وقاريونس ببنغازي خلال الشهر الماضي وهو الآن سيطر بشكل كامل على كامل شرق البلاد من مدينة أجدابيا غربًا حتى الحدود الليبية المصرية شرقًا، وما يعد خارج سيطرة الجيش في الشرق هي فقط أحياء الصابري وسوق الحوت وقد حقق فيهما الجيش تقدمًا كبيرًا خلال هذا الأسبوع معلنا سيطرته على سوق العرب ومواقع أخرى من المنطقتين اللتان تعتبران آخر معاقل تنظيم أنصار الشريعة وداعش وكتائب الثوار الإسلامية الموالية لميليشيات مصراتة التي تعد المصدر الأول لمدها بالسلاح عبر البحر مخترقة الحصار الذي يفرضه الجيش على المنطقتين، أما ثاني البقاع الواقعة خارج سيطرة الجيش الليبي في شرق البلاد هي مدينة درنة التي سيطر عليها ميليشيات إسلامية تطلق على نفسها اسم "مجلس شوري مجاهدي درنة" التي تأذت كثيرًا بالهجمات الجوية للجيش المصري إضافة إلى حصار الجيش الليبي المستمر للمدينة منذ عامين، وتعد الضربات الجوية للقاهرة لمواقع في درنة مساعدة كبيرة للجيش الليبي الذي يقوده حفتر والذي رحب بدورة بالعملية، مؤكدة أنها من ضمن التنسيق الليبي المصري استعدادًا لدخول الجيش للمدينة وتحريرها من الميليشيات المتطرفة بحسب بيان الجيش.