"الحال تعبان والناس مش معاها فلوس" هكذا أعرب معظم
مواطني محافظة الأقصر، عن رأيهم إزاء شراء "ياميش رمضان" خلال ذلك الموسم
بالتزامن مع حالة الكساد التي تشهدها محلات بيع الياميش بالمحافظة بسبب زيادة الأسعار
والتي جاوزت نسبة الـ40 %
وتزامنًا مع حلول شهر رمضان الكريم، قامت
محلات العطارة والبقالة المختلفة بعرض الياميش والمكسرات لجذب المواطنين إلى الشراء
حيث تعد تلك الأشياء هي أبرز مستلزمات الشهر الكريم التي تحتاجها الأسر المصرية، ولكن
هذه الأهمية لم تجدي أيضًا وشهدت المحلات إقبالًا ضعيفًا من جانب الأسر الأقصرية التي
أعلنت عن عزوفها عن شراء الياميش بسبب ارتفاع أسعاره مقارنة بالأعوام السابقة بالتزامن
مع القرارات الاقتصادية الصعبة التي اتخذتها الحكومة للسيطرة على الأزمة المالية التي
تمر بها البلاد فضلا عن استمرار حالة الركود السياحي التي لا تزال تعاني منها المحافظة
والتي يعمل غالبية سكانها في السياحة.
وفي جولة لـ"البوابة نيوز" للاطلاع
على مدى الإقبال على شراء الياميش تلاحظ تباين آراء المواطنين حول شراءه، وقال موسى
علي، من مدينة الزينية، إنه قرر هذا العام الاكتفاء بشراء البلح فقط، لأنه من أساسيات
الإفطار في شهر رمضان، رغم ارتفاع سعره عن الأعوام الماضية، والاستغناء عن باقي الياميش
والمسكرات لارتفاع أسعارها واستبداله بشراء السلع الغذائية المهمة، متمثلة في الزيت
والسكر واللحوم الحمراء والبيضاء والتي ارتفعت بشكل مبالغ فيه هي الأخرى.
وقالت مروة محمود ربة منزل بحي الفيروز،
إنها قررت شراء كميات أقل من الياميش والمكسرات التي اعتادت عليها كل عام، نظرًا للارتفاع
الجنوني في الأسعار مضيفة "ماينفعش رمضان من غير ياميش وبنستناه من السنة للسنة
ولكن حقيقي لازم الدولة تشوفلها حل، الأسعار قطمت وسطنا يمكن احنا عارفين نعيش شوية
وبنعافر لكن الناس الغلبانة اللي مش معاها دخل ثابت تعمل إيه ولسه كمان جاي علينا عيد
الناس خلاص زهقت".
وقالت سمر علي، موظفة، "الأسعار بقت
حاجة تخنق كيلو البلح اللي كان السنة اللي فاتت بـ7 جنيه دلوقتي بيبدأ من 18 جنيه وأكتر
والياميش سعره بقي فوق طاقة أي حد 360 جنيه للكيلو ده غير السلع الأساسية اللي بيزيد
استهلاكها في رمضان زي السكر والزيت واللحوم والأسماك والخضروات والفاكهة بمختلف أنواعها
كله زاد الضعف ومرتبي على مرتب زوجي بنعيش بيهم لكن مش عارفين نعمل إيه ولا نكفي كام
حتى مش عارفين نحس بفرحة رمضان من الغلب اللي احنا عايشين فيه".
فيما طالب عبدالراضي عبده محقق قانوني،
بتكثيف حملات الرقابة على الأسواق والمحال التجارية، لمواجهة ارتفاع الأسعار للسلع
والمنتجات وتضييق الخناق علي التجار المتلاعبين بالأسعار وضرورة وضع حلول لرفع المعاناة
عن محدودي الدخل؛ بالإضافة إلى تفعيل دور المجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين
في القرى والنجوع والمراكز على مستوى المحافظة مشيرا إلى إن ارتفاع أسعار السلع الغذائية
بصفة عامة تسبب في حدوث أعباء مادية كبيرة علي الآسر خاصة تلك التي تضم عددًا كبيرًا
من الأفراد، والتي دفعت تلك الآسر الحصول علي أقل كميات من السلع، وذلك بما يتوافق
من دخولهم الشهرية.
ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للتجار،
الذين أكدوا معاناتهم بالمثل من الركود الذي تعاني منه محلاتهم، وقال سيد أحمد، تاجر،
إنه امتنع خلال ذلك الموسم من شهر رمضان الكريم عن جلب كميات كبيرة من ياميش رمضان،
وذلك بخلاف العادة، وهذا بسبب ارتفاع أسعارها، وضعف معدل الإقبال علي شرائها من جانب
المواطنين، مؤكدًا علي أن أسعار ياميش رمضان ارتفعت هذا العام بمعدل بلغ 40 % بالمقارنة
مع أسعار العام الماضي.
ويقول علي أحمد، بائع بأحد المحلات بشارع
المنشية بالأقصر، إن نسب إقبال المواطنين على شراء ياميش رمضان، تراجعت مقارنة بالأعوام
السابقة، متأثرة بتراجع سعر الجنيه المصري مقابل الدولار، خاصة أن غالبية المكسرات
والياميش مستوردة من الخارج مشيرا إلى أن أسعار المكسرات والبلح وقمر الدين التي يشتهر
بها الشهر الكريم، ارتفعت وسجلت أسعار كيلو بلح الوادي الجديد 20 جنيهًا، وكيلو التمر
الهندي 35 جنيهًا، ولفة قمر الدين تبدأ من 10 جنيهات وتصل إلى 30 جنيهًا، وسعر كيلو
العجوة 15 جنيهًا، و70 جنيهًا لجوز الهند، والزبيب المصري بـ 44 جنيهًا، وكيلو مكسرات
عين الجمل "المقشر" 210 جنيهات، والمشمش التركى بـ 80 جنيهًا، وكيلو اللوز
"المقشر" 210 جنيهات، وكيلو البندق "المقشر" 170 جنيهًا، وكيلو
الفستق بـ 250 جنيهًا، وكيلو العرقسوس 30 جنيهًا.
أما إبراهيم فتحي صاحب محل لبيع الياميش،
فأشار إلى أن أسعار الزبيب 3 أنواع منه الإيراني بيبدأ من 60 جنية وفي نوع بـ 40 جنية
والمشمش وقراصيا سعره 100 جنية ويبدأ سعر البلح من 12 جنية حتى 30 جنية وهو في متناول
الجميع ولكن الإقبال مش زي كل سنة بسبب حال البلد واستمرار ركود السياحة وأغلب الناس
بتعاني من غلاء الأسعار عشان كدا الإقبال ضعيف والحال تعبان والناس مش معاها فلوس مشيرا
إلى أن ارتفاع سعر الدولار وكمان المنتج بييجي غالي من مصدره فبالتالي يكون غالي على
المشتري ودا سبب الغلاء والزبون السنة دي بقي بيشتري نصف وربع الكمية اللي كان بيشتريها
في الأعوام السابقة، ودا أثر بالسلب على حركة البيع والشراء".
من جانبه، قال سيد الطاهر وكيل وزارة التموين
بالأقصر إن الوزارة أقامت بالتنسيق مع الغرفة التجارية معرض "أهلًا رمضان"،
و5 شوادر لبيع المنتجات والسلع الغذائية واللحوم بأسعار مخفضة، في إطار مساعي الوزارة
لمواجهة ارتفاع الأسعار مشيرا إلى أنه تم توزيع هذه الشوادر على مراكز إسنا، وأرمنت،
والزينية، والقرنة، والبياضية، وذلك برعاية الشركة المصرية لتجارة الجملة والغرفة التجارية
وبمشاركة شركات القطاع الخاص.
وأضاف الطاهر، أن هذه الشوادر بخلاف 4
شوادر أخرى مقامة تحت رعاية جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، توفر جميع السلع الغذائية
من اللحوم والفراخ والأرز والسكر والزيت بأسعار مخفضة، وهي إلى جانب 15 منفذًا آخر
تابع للقوات المسلحة، فضلًا عن 8 منافذ أخرى جاري تشغيلها، و9 متحركة تابعة لجهاز الخدمة
الوطنية.
