الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أمهات الكتب.. رياض الصالحين (4 - 15)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد كتاب رياض الصالحين ثمرة معاناة الإمام النووي وعلمه، وهو خلاصة مختارة من دوحة الإسلام الغنّاء، فسماها رياض، وهي جمع روضة للصالحين المؤمنين الذين لا يحبون إلا أن يتمتعوا دون متاع في هذه الرياض ويرتشفوا سعداء هذه الثمار الطيبة المباركة من دوحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معين كتاب الله -عز وجل.
ويحظى هذا الكتاب بمكانة خاصة بين امهات الكتب الاسلامية التي نتناولها في هذه السلسة لانه لم يتطرق الى اي فتاوى مثيرة للجدل أو يلقي الضوء على اي قضايا جدلية تنتصر للطائفية على حساب الانسانية او لفئة على حساب اخرى وانما هو كتاب يمكن قراءته والاستفادة منه باعتباره كتاب يدعو للاخلاق الحميدة ونبذ الفرقة والرذيلة، ولذا فنادرا ما نجد احدا لم يقرا رياض الصالحين في مقتبل حياته أو كانت له تحفظات على ما جاء به، خاصة ان مؤلفه يتمتع بوسطية تمكنه من تقديم الشريعة الاسلامية الغراء دون تطرف او مغالاة.
ويتكون رياض الصالحين من مواضيع قرآنية وتوجيهات نبوية، تخص المؤمن المسلم في خاصة نفسه وفي علاقته مع ربه، ومعاملته مع الناس، وهي اختيارات مركزة وهادفة، ولم يتناول من القرآن إلا المحكم المفهوم ومن السنة إلا الصحيح المسند.
وبالنظر إلى ما لهذا الكتاب من أهمية فقد اعتنى "عبد الله أحمد أبو زينة" بتحقيقه وتصحيحه في البداية قام باختيار النسخة من هذا الكتاب لجعلها أساسًا لعمله، وهي نسخة مطبوعة أخذت عن نسخة مخطوطة صححت وقرأت على تلميذ المؤلف، بعد ذلك قام بضبط آيات القرآن الكريم وبيان موضعها من السور، كي يتحاشى اللحن في القرآن الكريم، وحتى يسهل على القارئ الرجوع إلى أي آية من المصحف إن أراد، وهو ما لم يذكر في أي طبعة صدرت لهذا الكتاب قبل ذلك.
كما قام بمراجعة الأحاديث الموجودة على أمهات كتب الحديث وضبط الكلمات التي لا بد من ضبطها مع بيان معاني الكلمات الغريبة، مسترشدًا في ذلك بكتاب لسان العرب لابن منظور أو القاموس المحيط للفيروز أبادي وفي ذلك ما فيه من فوائد للقراء. ثم اعتنى بوضع علامات الترقيم التي خلت منها خلوًا تامًا تلك النسخة التي اتخذها أساسًا للمراجعة، والتحقيق، وحتى يوطد العلاقة بين القراء وبين الكتاب قام المحقق بتدوين نبذة عن المؤلف وعصره.
اعتنى كل من الإمام الهيثمي والشيخاني الألباني والأرناؤوط بتحقيقه وتصحيحه وبتخريج ما جاء فيه من آيات وأحاديث شريعة من مصادرها الشريعة، كما سعوا إلى تذليل ما رأوه صعبًا من الألفاظ وذلك بالشرح والتعريف وقدموا للكتاب بترجمة للإمام النووي عرضوا فيها لسيرته الذاتية ولحياته العلمية ولمكانته الفكرية ولشيوخه في الحديث والفقه، ولتلاميذه ومسموعاته، وأخلاقه وصفاته ولمناصحته الحكام وأخيرًا لوفاته.