الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

إيمان الفراعين.. حتشبسوت امرأة تفوقت على الرجال في حكم مصر

الملكة حتشبسوت
الملكة حتشبسوت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ملكة ذات طابع خاص ومميز، وواحدة من أعظم الملكات فى التاريخ، وهى الابنة الكبرى لفرعون مصر
الملك تحتمس الأول وأمها الملكة «إياح مس»، إنها الملكة «حتشبسوت» التى فاقت سيرتها الأساطير
يعنى اسم حتشبسوت «درة الأميرات»، وهى إحدى أشهر الملكات فى التاريخ وخامس فراعنة الأسرة الثامنة عشرة. 
تعتبر حتشبسوت ملكة ملكات مصر القديمة ودرة فى تاج مصر الفرعونى، تزوجت من أخيها تحتمس الثانى ولم تنجب له ذكرًا ليخلفه على العرش، وأنجبت الأميرة «نفور رع»، وكان تحتمس أنجب ولدًا من زوجة ثانية، ولكنها كانت أقل مقامًا من حتشبسوت، التى ارتدت القفازات لوجود عيب خلقى بأصابعها. حتشبسوت هى أول ملكة فرعونية حكمت مصر على الرغم من أنه كان من المفترض أن يحكم ابن زوجها تحتمس الثالث، لكنها أخبرت الكهنة أنها حلمت بأن الآلهة ترشحها للحكم، وأنها من نسب الآلهة فقرر الكهنة جعلها هى الحاكمة الشرعية للبلاد، إلا أن شعب مصر لم يتقبلها كملكة له لأنها امرأة، فحاولت أن تمثل نفسها كرجل فى التماثيل، وتلبس الذقن والملابس الرجالية، وكانت تشير إلى نفسها بضمير المذكر، وتحمل ألقاب الرجال.
كان لـ«حتشبسوت» دور كبير فى ازدهار التجارة، إذ حاولت أن تثبت كفاءتها كحاكمة أما ابن زوجها «تحتمس الثالث» فلم يكن له دور يُذكر فترة حكمها، لذلك وبعد اختفاء الملكة حاول أن يحطم ويدمر كل ما له علاقة بها وأن يشوه صورتها ويمسح اسمها ويخفى ملامح حكمها، ورغم كل ما حدث لما خلفته من تاريخ عظيم إلا أنها واحدة من قليلات من السيدات فى العالم القديم وصلت إلى قمة الإدارة فى بلادها، حيث بذلت الجهد لتقنع الرجل فى عهدها أن يقبلها كامرأة تحكمه، وكان ما فعلته فى ذلك الزمان أعظم بكثير مما فعله بعض الملوك الرجال، حيث تركت خلفها ألغازًا كثيرة وربما يكون أكثر الألغاز إثارة شخصية «سننموت»، المهندس الذى بنى لها معبدها الشهير فى الدير البحرى والذى منحته ٨٠ لقبًا وقد بلغ من حبه لها أن حفر نفقًا بين مقبرته ومقبرتها، وقد شارك الاثنان بحكاية أسطورية وانتهى كل منهما نهاية غامضة لا تزال لغزًا حتى اليوم، لقد كان تشييد معبدالدير البحرى والذى كان من تصميم وإبداع هذا المهندس قمة فى الروعة والجمال فقد جاء بناؤه الجيرى الأبيض الملكى المجلوب من طرة وعلى هيئة صالات تعلو الواحدة الأخرى لكى ترتقيها روح الملكة وتصعد بها إلى السماء لتخلد مع النجوم، ويعتقد البعض أن سننموت هو من شجع الملكة حتشبسوت على الانفراد بعرش البلاد وحكم مصر بمفردها بعد أن كانت وصية على ابن زوجها تحتمس الثالث. تلقت حتشبسوت تعليمًا عن علوم الأخلاق والسلوك الصحيح، بالإضافة إلى القراءة والكتابة، والحساب والفلسفة، والطقوس الدينية، وقواعد اللغة والإنشاء. ولقد كان عليها أن تثابر على نقل وتعلم الحكم المأثورة عن الحكماء المصريين القدماء، كأى فرد من زملائها، مثل أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، والأمراء والأميرات الصغار، وعدد من أبناء الوزراء والأسر النبيلة، وما من شك فى أنها كانت تخشى المعلم الذى كان يلقنها الدروس، وتخشى أساليبه العنيفة مع تلاميذه مهما كانت منزلتهم، ولقد كان هذا مثالًا للعدالة التى تطبق على الجميع بالتساوى بدون خوف أو محاباة، والتى أصبحت جزءًا أساسيًا فى حياة المجتمع المصرى فى ذلك الوقت، ولم يكن لحتشبسوت أن تطالب بأى امتيازات خاصة فى معاملتها، وقد كانت المدرسة الملكية فى بيت فرعون كغيرها من مدارس البلاد، تبدأ فى الصباح الباكر وتنتهى عند الظهيرة، كما تفعل الكثير من مدارس مصر فى الوقت الحاضر. كان السائد فى عصر حتشبسوت، هو السلام والرفاهية وازدهار الحركة التجارية مع دول الجوار، فلم تكن تميل إلى سياسة الغزو الخارجى، لكن سجلت بعض الحملات العسكرية القليلة فى عهدها، التى جاء أغلبها حملات تأديبية، بالإضافة إلى حملة عسكرية واحدة مسجلة عن عهد حتشبسوت قام بها تحتمس الثالث، وهى الاستيلاء على غزة وكان ذلك بالقرب من نهاية حكمها. وبعض المخطوطات مثل مخطوط وجد فى مقبرة سنّموت (Senenmut (TT٧١ تفصح عن حملات تأديبية فى النوبة، وبعض البلاد الأخرى التى كانت تحت السلطة المصرية.
توفيت الملكة فى عام ١٤٥٧ قبل الميلاد خلال العام ٢٢من فترة حكمها، وجاء ذلك فى كتابة على لوحة وجدت بأرمنت، وقد قدر المؤرخ المصرى القديم مانيتو فترة حكمها بـ٢١ سنة وتسعة أشهر، ولا يعرف أحد كيف انتهت حياة الملكة، سواء كانت ميتتها طبيعية أو أنها قتلت على يد ابن زوجها تحتمس الثالث أو بإيعاز منه ليسترد عرشه المسلوب.