الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

شيخ مشايخ الصوفية يتحدث لـ"البوابة": الاعتماد على الصوفية ضرورة لمواجهة التطرف الديني.. حادث المنيا الإرهابي هدفه ضرب استقرار مصر سأتعاون مع المجلس الجديد.. والإصلاح الصوفي شرط لتصحيح الخطاب الديني

الشيخ عبدالهادى القصبى
الشيخ عبدالهادى القصبى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الشيخ عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، فى أعقاب فوزه بشيخ مشايخ الصوفية فى الانتخابات الصوفية الأخيرة التى جرت الأربعاء الماضى، أن المرحلة الجديدة فى عمر الصوفية «ستشهد تقاربا من أجل المصلحة العامة للدولة». ولفت فى حواره مع «البوابة» إلى محورية الصوفية فى المشهد، ودورهم فى مواجهة التطرف والعنف، مشيرا إلى أهمية اعتماد الدولة على المؤسسة الصوفية فى مواجهة الخطاب الدعوى المتطرف.. فإلى نص الحوار:
عمرو رشدى وسارة رشاد
■ كيف ترى انتخابات الطرق الصوفية التى عقدت الأربعاء الماضى؟
- الانتخابات عكست الصورة الحقيقية للمشيخة العامة للطرق الصوفية، حيث تواجد ٦٦ شيخا من أصل سبعين، بما يعنى وجود رغبة حقيقية لديهم لانتخاب مجلس معبر عن الطرق ومريديها، ومن ناحيتى أتعهد بالعمل بكل طاقتى مع المجلس الجديد لإنجاز دوره.
■ بصفتك رئيس المجلس.. ماذا تطالب أعضاء المجلس الجديد؟
- على أعضاء المجلس الجديد مسئولية كبيرة جدا، سواء قيادات المجلس أو قيادات الطرق الصوفية، فالمسئولية تقع على الجميع، حيث إن هذه المرحلة خطيرة جدا من تاريخ مصر، خصوصا أنها من أهم مراحل التصوف، وهناك تحديات ضخمة، تحديات ثقافية وأخلاقية.
وعندما نتحدث عن التحديات التى تواجه الأمة العربية والإسلامية، ومصر بصفة خاصة، نجد أن هناك تحديات كبيرة جدا، ونحن الآن نحتاج إلى وحدة الصف، ونحتاج إلى بث روح التسامح، حتى يكون شعب مصر بالكامل صفا واحدا، ولن نستطيع مواجهة هذه التحديات إلا بوحدة هذا الشعب، خصوصا أننا أمام منحنى خطير سيؤثر على الشعب المصرى بالكامل، وعلى ذلك نستدعى فى ظل هذه التحديات الملف الصوفى، الذى يعبر عن القيم الأخلاقية، وبدون الملف الصوفى ستبوء جميع ملفات الإصلاح بالفشل.
■ ما تقييمك لدور المجلس القديم؟
- أعتقد أنه أدى دوره بصورة جيدة، ولا يمكن أن نلوم عليه فى أى من الأحداث، باعتبار أن المرحلة التى أدار فيها الصوفية كانت صعبة جدًا، واحتوت على خلافات، ثم تشدد وتطرف فى المجتمع كله.
■ على ذكر التشدد.. هل ترى أن المجلس الجديد مطالب بأن يعيد الصوفية إلى الواجهة للتصدى لهذا التشدد؟
- بالتأكيد هذا بالفعل الهدف الأساسى للمجلس الجديد، بحيث يتم تفعيل دور الصوفية لتفنيد العوار الفكرى للمتشددين، والرد عليه بآراء الصوفية والوسطيين.
■ وما إستراتيجيتكم فى تحقيق ذلك؟
- كل المشايخ لديهم وعى بهذه المهمة التاريخية الملقاة على عاتقنا، ومنهجنا أو إستراتيجيتنا فى تنفيذ ذلك، هو منهج النبى ورسالته القائمة على قيم التسامح والسلام.
■ هل الصوفية قادرة على ملء فراغ الإخوان والسلفيين الذين انسحبوا منذ أربعة أعوام من المشهد؟
- الحقيقة أن موقع الإخوان والسلفية كان قبل مائة عام، هو موقع الصوفية، وتمت إزاحتها تدريجيًا، بمساعدة غربية لترك مساحة للإسلام السياسى، وهذا يعنى أن الدعوة الصوفية هى الأساس، والإخوان والسلفيون هم من حلوا عليها، كما أن الشعب المصرى صوفى بالفطرة، بمن فيهم من لم يسجلوا أسماءهم فى قوائم الطرق الصوفية، ما يعنى أن الحديث عن عودة التصوف للمشهد غير صحيح، لأنه فى الأصل قائمة بين الناس.
■ عودة إلى المجلس المنتخب حديثًا.. متى ستكون أولى جلساتكم؟
- المجلس يعقد بدعوة رئيس المجلس بحكم قانون ١١٨ لسنة ١٨٧٦، ولكن لم يحدد موعد الاجتماع بعد.
■ ما مدى تعاونك مع المجلس الجديد.. خصوصا أن هناك من قال إنك منشغل بعضوية مجلس النواب؟
- سأتعاون مع المشايخ الذين تم اختيارهم بكل ما أملك من طاقة، ولا يمكن لأى شخص فى مصر التقليل منهم، وعلى ذلك لدينا الكثير من الملفات على مائدة المجلس الجديد، من أهمها دور الصوفية فى مواجهة الإرهاب والتطرف، ونشر سماحة الدين الإسلامى، وكيف يتم وضع استراتيجية يتم من خلالها نشر الخطاب الصوفى الوسطى، الذى يضع الحلول للتشدد الفكرى الموجود فى المجتمع المصرى، وأما بالنسبة لدورى فى مجلس النواب فهو لا يختلف كثيرا عن دورى فى المجلس الأعلى للصوفية، حيث أقوم بدورى تجاه وطنى مصر، مثلما أقوم بدورى ناحية إخوتى الصوفية.
■ هل توجد خلافات بين الدكتور عبدالهادى القصبى ومشايخ الصوفية تعوق التعاون من أجل تحقيق النهضة الصوفية؟
- لا توجد أى خلافات بينى وبين مشايخ الطرق، والسبب فى الخلاف كان بعض الأبواق المأجورة التى تريد تمزيق البيت الصوفى، ولكن فى الواقع البيت الصوفى وحدة واحدة، وجميع مشايخه على قلب رجل واحد، متحابون، متعاونون من أجل تقديم كل شىء يخدم الإسلام ومصر.
■ هل ستتم مناقشة تجديد الخطاب الدينى؟
- تجديد الخطاب الدينى، أو كما يقال «تصحيحه»، لا أمل فى نجاحه إلا إذا نجح الإصلاح الصوفى، كما لا يمكن أن نرى نجاحا لأى مشاريع إصلاح فى الدولة قبل الإصلاح الصوفى.
■ وماذا عن أضرحة الصوفية التى يتم استهدافها فى سيناء وفى بعض المحافظات؟
- قضية الأضرحة قضية ضيقة جدًا، والأولى أن نتحدث عن التطرف بشكله العام الذى يدفع بعض الشباب للنيل من الأضرحة ورفض الآخر وتكفيره.
دعونا ندرك أن الواقع خطير جدًا، والإبقاء عليه بصورته الحالية يعنى أننا أمام تطورات غاية فى الخطورة وتهدد المستقبل والأولياء يحميهم الله سبحانه وتعالى.
■ ما رد فعلكم على حادث المنيا الإرهابى؟ 
- فى الواقع بصفتى رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية أدين الحادث الإرهابى الذى استهدف حافلة الأقباط بالمنيا، وهذا الحادث لا يرضى عنه مسلم ولا مسيحى، حيث إنه يستهدف ضرب الاستقرار فى مصر، وعلينا جميعا، مسلمين وأقباطا، مواجهة هذا الإرهاب الغاشم.