تعد قرية طه شبرا من أكبر قرى محافظة المنوفية، وتعاني تلك القرية من عدة مشكلات أهمها تلوث مياه الري، حيث تعد أكبر القرى التي تعتمد في المقام الأول على الزراعة.
"البوابة نيوز" أجرت جولة ميدانية في هذه القرية، لرصد المخلفات التي تلحق بمياه الري، حيث التقت عددا من فلاحي قرية "طه شبرا"، وقال الفلاح يحيى إبراهيم: "بنعاني دائما من قلة المياه في الترع، دا غير رمي الزبالة والحيوانات الميتة، دا كله كوم والصرف الصحي اللي بيترمي في المياه كوم تاني"، لافتاَ إلي أن كل تلك الأمور تؤثر بالسلب على الزراعة والمواشي التي نرعاها.
وأكد أنه في تلك الحالة لا يستطيع أحد أن يروي الأرض، إلا بعد تحصين نفسه، قائلا: "مبنقدرش نعمل حاجة في أرضنا غير لما نحصن نفسنا ونلبس جواند في أيدينا وكوزلوك في رجلنا عشان خايفين على نفسنا، مش كفاية الحيوانات بتاعتنا ماتت، وإحنا كمان بنموت من الأمراض اللي مالية المياه".
وطالب "إبراهيم" بضرورة تدخل المسئولين، والنظر إلى السلبيات التي تملأ القرية، مشيرا إلى أن الفلاحين قاموا بعمل محاضر ضد المواطنين الذين يلقون المخلفات في مياه الري، وتسأل: فين المجلس المحلي؟!.
وأضاف جمال إبراهيم،: "زرعنا باظ وبهايمنا ماتت والأمراض انتشرت ومش ملاحقين علاج، وكل ده ومفيش حد بيسأل فينا"، متابعا: "وأنا كفلاح بقيت أروي ارتوازي عشان محطش رجلي في مية الترع، بسبب التلوث اللي فيها"، مطالبا إمتى يتدخل المسئولون، قائلا: "نفسنا المسئولين يسمعوا صوتنا ويشوفوا إحنا عايزين إيه، خسرنا كتير، وده مصدر رزقنا ودي عيشتنا، عايزين حل".
وأكد صبحي محمد، أن المياه التي يقومون بري الزرع بها تؤثر علي كل المحاصيل من غلة وبرسيم وذرة، قائلا: "صحتنا تعبت والله".
ومن جانبه، قال علي احمد، صاحب عربة الصرف الصحي،: "بنرمي الصرف الصحي في الترع عشان الدولة مخصصة لينا مكان في المنطقة الصناعية والمنطقة بعيدة، غير انها بعيدة، الخلق هيدفعوا منين، احنا بنشيل الصرف من كل بيت والزبون بيدفع 20 أو 25 جنيه في النقلة، ولما انقلها في المنطقة الصناعية هتوقف عليا بـ 100 جنيه، مين اللي هيشيل الفرق ده غيرنا".
واشار إلي أن كل عمال الصرف الصحي، تجمعوا من أجل مقابلة المحافظ من أجل تخصيص مكان لهم، حتي يلقوا فيه مخالفات الصرف الصحي، لافتا الى انهم قاموا بعمل اضراب لمدة 20 يوم، متابعا: "عملنا اضراب لـ 20 يوم ويتقال لينا اشتغلوا وهننفذ طلباتكم لكن مفيش فايدة".
وفي هذا السياق، أكد الدكتور صلاح رضوان، أستاذ بقسم علوم الاراضي بكلية الزراعة جامعة المنوفية، أن تأثير المياه الضارة علي النبات تزيد من ملوحة التربة، فضلا عن ضرر النبات، متابعًا أنه يحدث حينها عطش فيسيولوجي، قائلًا: "بيكون موجود المياه والنبات مش قادر يمتصها".
واضاف ان تلوث المياه بعناصر ثقيلة، معظمها يكون سام للنبات والحيوان والانسان عنما يتغذى عليها، مشيرًا إلي ان تلوث المياه ناتج عن القاء مياه صرف المصانع والصرف الصحي والقمامة، مشددا علي ضرورة تطهير الترع كل عام مرة علي الاقل.
ولفت "رضوان" أنه علي الحكومة مراقبة نقاط صرف المصانع ومعالجة المياة قبل صرفها من الشوائب والمواد الملوثة، وتقنين عملية الصرف الصحي في الترع، وتطهير الجوانب من القمامة.
وأوضح المهندس ممدوح مبارك بهندسة الري والزراعة بمركز قويسنا محافظة المنوفية، أنه لا توجد زراعة تُروي باستمرار، والفلاحين في المنوفية يكررون الري تقريبا كل أسبوعين، مشيرا الى ان المياه يتم توزيعها في مناطق مختلفة وبمواعيد معينة كل شهر مرتين.
واكد أن القمامة التي تملأ مياه الري ليست من مسئوليات الري وإنما من مسئولية البلدية، فهم من عليهم تنظيم منظمة النظافة، مشيرا الى ان القمامة تتسبب في تلوث المياه، وتزويد تكاليف رفعها، لافتا الى ان من يقوم بإلقاء مياه الصرف الصحي مع مياه الري هو شخص معدوم الضمير، مشددا أن ذلك الشخص لابد من عمل محضر له لأنها تعد جريمة كبرى.
