قال سامح شكري وزير الخارجية: إن الغارات التي شنتها مصر على
مواقع الإرهابيين بليبيا تعد دفاع شرعي عن النفس، مشيرًا إلى أن مصر ستدافع عن
أمنها القومي بكل الوسائل المتاحة.
وأكد شكري في حواره مع قناة "روسيا اليوم"، أن ثمة
أدلة دامغة على ارتباط المواقع، التي تم استهدافها في ليبيا بحادث المنيا الإرهابي
الذي راح ضحيته العشرات من الأقباط في مصر وكذلك بالحوادث السابقة.
وأضاف أنه لا يمكن أن يظل الإرهابيون في مأمن ويستفيدون من عدم
سيطرة المؤسسات الليبية على البلاد، ومن ثم يتخذوا الأراضي الليبية ملاذا آمنا
للتدريب والتنظيم لدفع محاربين أجانب وغيرهم للنفاذ إلى الحدود المصرية واستهداف
المواطنين المصريين.
وتطرق شكري إلى حركة حماس الفلطسينية والإعلان السياسي الأخير
الذي أطلقته، قائلا: "القاهرة تنظر إلى السياسات التي تنتهجها، والعبرة ليست
فيما يطرح في الوثائق".
وحول العلاقة بين القاهرة والخرطوم شدد وزير الخارجية على أنه
ليس لمصر مصلحة في زعزعة استقرار السودان، بل بالعكس استقرار السودان يعتبر من
استقرار مصر، وهناك وحدة للأمن القومي المصري السوداني، متابعًا أن مصر لا تتآمر
ولا تتدخل في شئون الآخرين، وهذا مبدأ ثابت ومستقر والقاهرة لن تحيد عنه.
وأردف شكري: "سأبحث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
مكافحة الإرهاب إضافة إلى أزمات سوريا وليبيا والعراق واليمن، وهناك ثمة حوار
مستمر مع وزير الخارجية الروسي لاستئناف الرحلات الروسية إلى مصر ونعمل على
التعاون مع موسكو لرفع الأمن على المطارات، حيث إن استئناف الرحلات الروسية المصرية
فيه مصلحة مشتركة لكافة البلدين، كما أن مصر عززت أمن مطاراتها بشكل كافٍ للغاية
وترى أن الظروف مواتية لعودة السياحة الروسية إلى مصر مرة أخرى.
وتابع "شكري" أن التنسيق بين
روسيا ومصر في مجلس الأمن يتم بشكل كامل وفي صدارته ملف مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة أن يضطلع مجلس الأمن بدوره في
مكافحة الإرهاب وألا يغفل عن الدول التي ترعى الإرهاب في المنطقة، مؤكدا أن مصر
لديها معلومات موثقة عن الدول التي ترعى الإرهاب في المنطقة وعلى مجلس الأمن
مساءلتها ومعاقبتها.
وكشف في حواره عن الضربات التي وجهتها مصر لعناصر التنظيمات
الإرهابية في مدينة درنة بليبيا عقب الهجوم على الأقباط بالمنيا، قائلا: "ضربة
القوات الجوية هي دفاع عن النفس وسوف نستخدم كل سبلنا للدفاع عن أمننا القومي".
وأضاف "شكري" أن هناك ثمة توافق بين كافة الأطراف الليبية حول حول
أهمية الاحتفاظ باتفاقية الصخيرات أساسا للحل السياسي، وأن مصر تحث المجتمع الدولي
علي دعم الجيش المعترف به من البرلماني الليبي.
وأوضح وزير الخارجية أن مصر تنسق بشكل وثيق مع دول الجوار
الليبي ولديها اتصالات مباشرة بأطراف ليبية لحل الأزمة، مؤكدا أن واشنطن مهتمة
بالتعاون مع مصر عسكريا وأمنيا واستخباراتيا في مسألة مكافحة الإرهاب.
وعن الأزمة السورية، قال شكري: "الحل لابد أن يكون معبرا
عن إرادة الشعب السوري".
