الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"البوابة القبطية" تحاور الرجل الوحيد الذي نجى من مذبحة "المنيا"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"بشرى كامل" سائق الأتوبيس، الذى تعرض للاعتداء الإرهابي بجوار دير الأنبا صموئيل القلمون بالمنيا وراح ضحيته ٣٥ شهيدًا معظمهم من الأطفال، هو الناجي الوحيد من المذبحة، ويرقد بمستشفى معهد ناصر، ممسكًا بنقوده والتى مزقها الرصاص ولونتها الدماء، إثر إصابته بخمس طلقات نارية بالصدر والساق.
"البوابة نيوز"، التقت بشرى ليتحدث عن الحادث، حيث اختلطت مشاعره ما بين «الفخر» بقدرته على التمثيل وتضليل الإرهابيين والنجاة وخبرته التي اكتسبها خلال عمله كمساعد شرطة فى الفترة الصباحية، وما بين الوجع أو "القهر" على حد تعبيره.
ويقول "بشرى": رأيت الموت بعيني وربنا نجانى، فقبل أن أصل الدير بحوالي عشرة كيلومترات بمدق الدير "الطريق غير الممهد" فوجئت بسيارة دفع رباعي لونها "بيج" خارجة من الجبل مسرعة باتجاه الحافلة التي أقلها، وخرج منها صوت صراخ "توقف توقف" فلم أتوقف عن القيادة، وفى لحظات سريعة مثل كابوس مر علي لم أستطع خلاله الفصل ما بين الحقيقة والخيال، بدأ ضرب النيران والذى استهدف العجلة الأمامية، فتوقف الأتوبيس، وخرج من السيارة ستة من الملثمين وبدأوا ضرب النيران وجاءت الطلقة الأولى بصدري فسقطت فوق عجلة القيادة وضغطت فدمى على الفرامل.
ويضيف: "بعدها اختلط صوت الطلقات وصوت تغير خزانات الأسلحة، بصوت استغاثة الرجال وعويل النساء وصرخات الأطفال، وفى لحظات طلع الملثمون الأتوبيس، واستهدفوا رجلا فى الخمسينيات كان يجلس بجواري".
وقال: مع شدة الألم والوجع كتمت أنقاسى حتى لا يشعر أحدهم بأننى ما زلت على قيد الحياة، فسمعت صوت فتح الباب من جهة اليمين، وبدأ وابل الطلقات على الراكب الذى كان يجلس بجوارى، ونالت منه خمس طلقات فى الساق، ولأول مرة فى حياتى ينزف قلبى من الداخل وتتحول دموعى لأحجار حتى لا تذرف قطرة فيعرف الإرهابيون إننى على قيد الحياة، ومع كل طلقة نارية تصيب جسدى أكتم صرخاتى، ولأمتص آلامى.
وبعد أن قتلوا الذى كان بجوارى عبروا على جسده، ودخلوا الأتوبيس وطلبوا من الجميع كل ما يمتلكون من أموال أو مصوغات ذهبية، وأخذ أحدهم يجمعها، وبعد أن انتهى بدأ ضرب النيران من جديد والصراخ يعود فقتلوا ١٢ رجلًا.
وأشار إنه لم يسمع أن الارهابين عندما طلبوا من ركاب الحافلة تلاوة الشهادة مؤكداً كنت غارق في الدماء بدواسة الحافلة، وأكد وأصيبت كل السيدات، وقتلوا كل الرجال.
ويقول: وقف الزمن بى وماتت مشاعرى وما زال جسدى حيًا، لم أكن أعلم أنه تلك أصعب لحظات العمر، ولم أكن أعلم أن الحياة غالية هكذا، فقد تمسكت بها.
وعن أنه الوحيد الذى نجا يقول: «أنا راجل وحش أنا هاعيش باقى عمرى فى الوجع والألم أنا لو كنت كويس كان ربنا أخذنى عنده مع الشهداء».
وأخذ يقلب بنقوده ورقة بعد الأخرى ويعود فيقول: «ده دمى اللى عليها، الرصاص قطع قلبى قبل فلوسي» ونظر مبتسمًا سأحتفظ بها وستكون إرثا لأولادى علشان يحكوا لبعض على الحصل وفاجأنى بمنحى ورقة بمائة جنيه، وظلت الورقة بيدى ورائحة الدماء بأنفى أقلب فيها، ويقاطعنى «ورثيها لأولادك».
ويختتم فيقول فتحت عيونى بعد أن سمعت السيدات يصرخن أنهم عادوا إلى الصحراء التى جاءوا منها، يبحثون عن موبيل بعد أن أخذوا كل شيء.