السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"مدَّد يا مرسي يا أبو العباس".. كرامات شيخ أندلسي يرقد بالإسكندرية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما تأخذك قدميك لزيارة مدينة الإسكندرية، فتخرج من ألسنة المصريين جملة شهيرة تتردد كثيرًا «مدد يا مرسى يا أبو العباس»، فهو أشهر شخصية في الإسكندرية فمن يزورها لا بدّ أن يذهب إلى منطقة بحري لزيارة أصحاب الكرامات لتجد عالما آخر روحاني بما تحمله الكلمة من معنى، ليقرأ الفاتحة أمام قبره ويشاهد عظمة المسجد وأكبر الأضرحة ويطلق عليه أهل الإسكندرية «سلطان الإسكندرية»، فتقف أمام الطقوس وأصحاب الجلباب الأبيض والوشاح الأخضر، فتشعر بالجلال والرهبة.

«الطابع الإنساني» يُسيطر على المكان، حيث يختلط أهل الذكر فيما بينهم، مُشكلين حالة من الروحانيات العالية، وعلى مقربة منهم، مراجيح المولد، وألعاب الأطفال، وحب العزيز، وحمص الشام، والبخور، والمسك، والعنبر، وكل هذا تحت رعاية لفظ الله جل جلاله، وعندما نسمع المريدين، يذكرون الله بكلمات مختلفة مثل «الله حي.. ومدَّد يا سيدي أبو الفتح.. وعمار عمار يا أبو الفتح جيتلك وقصدتك وأنت الدواء والطبيب»، تأخذنا هذه الكلمات إلى عدة تساؤلات، من هو صاحب الكرامات؟.

«شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجي الأنصاري المرسى»، عالم ديني صوفي وأحد أبرز رجال الصوفية في سلسلة الطريقة الشاذلية، ولد في مدينة «مرسية»، بالأندلس عام 1219م، ولقب بـ«المرسي».

تلقى «أبو العباس»، التصوف على يد شيخه الصوفي «أبي الحسن الشاذلي»، والتقى به في تونس، وتزود بعلوم عصره، كالفقه، والتفسير، والحديث، والمنطق، والفلسفة، كما رأى الشاذلي في منامه أن النبي «»، يأمره بالانتقال إلى الديار المصرية، وخرج من تونس، ويرافقه «المرسي أبو العباس»، قاصدين الإسكندرية، واستقر بحي كوم الدكة.

واختار «الشاذلي»، مسجد العطارين حاليًا، وكان يعرف قديمًا بالمسجد الغربي؛ لتلقي الدروس العلمية والمجالس الصوفية، وأقام أبو العباس، 43 عامًا، ينشر العلم، ويهذب النفوس.

وتولى «أبو العباس»، مشيخة الطريقة الشاذلية بعد وفاة «أبي الحسن الشاذلي»، وتوفي «أبو العباس المرسى» في 25 ذو القعدة، سنة 686 هجرية، ودفن في جبانة الأولياء، وبنى على مقبرته، بناءً يتميز عن باقي القبور حتى أصبح مزارًا، وصار مسجدًا صغيرًا، وأُعيد بناؤه وترميمه وتوسعته حتى أصبح مسجد أبو العباس المرسى حاليًا.

وتحمل واجهته اللون الأصفر الشاحب، وبه 4 قباب عظيمة، وتصميمات من الأرابيسك، ومنارة مرتفعة، فهو مسجد واسع، له خصائص معمارية غاية في الجمال والإبداع، ويُدفن في جاره أبناؤه وزوجة «سيدي ياقوت العرشي».