أثار التقارب الأخير بين قطر وإيران استهجانا واسعا في العالم العربي، حيث أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد فيه أن الدوحة وطهران تجمعهما علاقات وثيقة وتاريخية عريقة، ودعا إلى مزيد من تعزيز العلاقات بين البلدين، مبينا أن بلاده لا ترى أي مانع في مسار تعزيز العلاقات الثانية.
وقد أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن السياسة الخارجية القطرية تعاني من تخبط في الرؤية، فالدول يجب أن تبحث عن تحالفات مع دول الجوار فنحن كدول عربية يجب أن نبحث عن مصالح أشقائنا العرب، فمصر مثلا تعطي اهمية لدول حوض نهر النيل لأن بينهم حدود مصالح مشتركة، لكن ما الذي جمع بين إيران وقطر؟! فهي سياسة متناقضة لأن أي شخص عاقل يفكر في مصلحة بلده سيعرف أنها يجب أن ترتبط بعلاقات طيبة مع أشقائها وجيرانها لكنها اختارت أبعد دولة في النصف الاخر من العالم وهي الولايات المتحدة، والدولة التي تناوئ العالم العربي وهي إيران لتتحالف معهما وهذا هو قمة التخبط في السياسة الخارجية.
وأضاف في تصريحات لـ"البوابة" أن قطر لا تمتلك مقومات الدولة، فقد كان المفترض أن تكون إمارة تابعة لدولة الإمارات، لكنهم رفضوا حينذاك، لكن قطر الآن بدلا من أن تبحث عن دور يمنح لها من قبل الأشقاء الأكبر، بحثت عن فرض دور في مشاكسة للعالم الذي تنتمي إليه بالطبيعة، ولجأت للولايات المتحدة الأمريكية، فهي الدولة العربية الوحيدة التي تسح بوجود قواعد أجنبية على أراضيها، والأمير القطري قال إن وجود القاعدة الأمريكية حماية لنا، فمن الذين تحميهم منهم تلك القاعدة إذا كنت تقول إنك على علاقة طيبة بإسرائيل؟ إذا فالأمريكان يحمونك من العرب، وإيران تحميك من أشقائك العرب، وهذا هو الوضع الغريب الذي اختارته قطر.
وأشار السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية المصرى الاسبق، إلى أن قطر على استعداد لأن تمارس ما أطلق عليه "السمسرة السياسية" مع إيران وغيرها فهي من ناحية تحصل على ما تعتقد أنه فوائد مباشرة من هذه العلاقة وفي نفس الوقت تستمر –حتى الآن- عضوا في مجلس التعاون الخليجي وتستخدم هذه الوصلة إذا لزم الأمر لتحصل على منافع من هنا وهناك فهي سياسة قصيرة النظر ولا يمكن أن تستمر طويلا خصوصا وقد انكشف الدور القطري في دعمه للإرهاب وتلاعبه بدول الخليج فيهذه العلاقة الخاصة والمميزة مع إيران واستعدائه للرأي العام العالمي نتيجة للتناقضات والنافق السياسي بالنسبة لقضايا كالإرهاب وغيرها.
وأضاف في تصريحات لـ"البوابة" أن قطر وطدت علاقاتها مع إيران قبل ان تتضح معالم الغضب الخليجي على تصرفاتها تجاه إيران سياسة انتهازية وقصيرة النظر، فهي تتلون حسب الظروف لافتا إلى أن هناك دورا قطريا في التواصل بين إيران والولايات المتحدة، فالعلاقات بين قطر وإيران قد تتجه لمزيد من القوة خلال الفترة المقبلة.
