لشهر رمضان مذاقه الخاص فى كل البلاد العربية والإسلامية، ولكل بلد طريقته الخاصة فى الاحتفاء بالشهر الكريم؛ حيث تمتزج الطقوس الرمضانية بالعادات الشعبية، والتقاليد الخاصة بكل بلد. وقبل استطلاع هلال رمضان، استطلعت «البوابة» أهم العادات التى يقوم بها الشعب السودانى الشقيق فى الشهر المعظم، والتقينا «آدم يونس»، الطالب السودانى فى الدراسات العليا بجامعة الأزهر الشريف، الذى حدثنا عن العادات السودانية الرمضانية، قائلا: «رمضان شهر معظم عندنا، والاستعداد له فى بلدنا يبدأ قبل أسابيع قليلة منه؛ حيث تبدأ الأسر فى تنظيف بيوتها، كما أنهم ينظفون جميع الشوارع ويضعون المفارش فيها، بحيث تصبح جاهزة؛ لأن يتم فيها تناول الإفطار الجماعى الذى يحدث بشكل يومى فى رمضان، وأتذكر أنه فى يوم الوقفة يقوم الشعب السودانى ببدء المدائح والقراءات الدينية احتفاء بقدوم الشهر الكريم».
وأضاف يونس: السودانيون فى رمضان لا يفطرون فى بيوتهم مثل باقى الشعوب الإسلامية، بل يقومون بتجهيز موائد فى الشوارع ويفطرون فيها مع بعضهم البعض، وهذه الموائد تشبه إلى حد كبير موائد الرحمن التى يفطر فيها الفقراء فى مصر، والفرق الوحيد هو أن فى السودان الجميع يفطر فى تلك الموائد دون فرق بين غنى أو فقير.
وعن أهم المأكولات والمشروبات التى يتناولها السودانيون فى رمضان، قال «آدم»: أهم المأكولات التى يعشقها السودانيون فى رمضان ولا تفارق موائدهم «العصيدة»، وهى أكلة سودانية شعبية شهيرة أهميتها عندنا مثل أهمية الفول عند المصريين، وتتكون هذه الأكلة من الذرة، أما المشروب الذى يتم تناوله فى رمضان فهو ما يعرف باسم «الأبريه»، وهو عبارة عن ذرة أيضا، ولكن يصنع بطريقة مختلفة عن «العصيدة»؛ حيث يتم تجفيفه ثم يضاف إليه الماء ويصفى ثم يشرب، وهو لذيذ للغاية، ويعشقه السودانيون ويكون مشروبًا أساسيًا فى إفطارهم مثل العرقسوس والتمر هندى فى مصر.
وأوضح الطالب السودانى، أن هناك مجموعة من الأغانى والبرامج والمسلسلات السودانية المشهور عرضها فى رمضان بالسودان، ومنها التاريخية التى يفضلها السودانيون عن أى مسلسلات أخرى كونها تذكرهم بتاريخهم وبطولات أجدادهم.
أما بشأن ما يفعله السودانيون الموجودون فى مصر فى رمضان، فتابع «آدم يونس» قائلا: الأسر السودانية الكثيرة الموجودة فى مصر تدعونا كطلاب فى جامعة الأزهر للإفطار معهم وتناول المأكولات السودانية الشعبية، ونلبى هذه الدعوات، كما ننظم نحن كطلاب، حفلات إفطار مع الجاليات الأخرى لنتعرف على ثقافتهم فى هذا الشهر الكريم، هذا بجانب دعوة أسر مصرية كثيرة لنا لنشاركهم الإفطار فى هذا الشهر، وبعد الإفطار نبدأ بغناء أغانى رمضان بجانب الأناشيد الدينية فى مدح الرسول والصحابة الكرام، وهذا أكثر ما نعشقه فى شهر رمضان.
واختتم الطالب السودانى ذكرياته عن الشهر الفضيل بقصة مهمة حدثت فى السودان العام الماضى، تكشف الكرم الكبير لدى هذا الشعب، وبخاصة فى شهر رمضان المبارك؛ حيث لجأت عائلتان سودانيتان إلى القضاء بعد خلاف كبير بينهما بسبب ضيوف مروا على السودان فى طريقهم إلى دولة أخرى، فتنازعت الأسرتان السودانيتان على من سيستضيف هؤلاء الضيوف وسيفطرهم عنده فى رمضان، ووصلت هذه الخلافات إلى حد اللجوء إلى القضاء السودانى، وقد تداول الإعلام العربى والعالمى هذه القصة التى أشعرتنا نحن كسودانيين بالفخر؛ لأنها تعكس حجم كرم الشعب السودانى.
