يقف سيد محمد، من الثامنة صباحا على فرن الكنافة البلدى بسوق الأنصارى فى السويس يرفع "كوز" الكنافة المثقوب، ويخطفه سريعا على صاج النار، ويلفه بيديه فى حركة دائرية تنتهي بمنتصف الصينية النحاس التي تعلم قبل 10 سنوات إعداد الكنافة عليها.
وبدقة الصانع الماهر، تتغزل الخيوط وتنضج بفعل حرارة النار الهادئة، فلا تحرقها ولا تتركها نيئة، ثم بخفة يد يجمعها ويرفعها وكأنها ورقه شجر، ليتركها فى الهواء قليلا قبل أن يغطيها لتبرد ويقدمها للزبائن، مضبوطة بميزان صانع الكنافة البلدى ليرسم خيوط الكنافة فى دوائر متوازية والتى أصبحت مع مرور السنين من التراث الرمضاني الذى يحاول ان يصمد فى زمن " الآلي".
سيد محمد، صاحب 26 عاما، يعمل عامل على فرن الكنافة البلدى منذ أكثر من 10 سنوات طوال أشهر رمضان الماضية ليساعد والده الذي يعمل فى هذا المجال منذ 17 عاما فى سوق الأنصاري بحي السويس.
يقول سيد محمد إنه يعمل على فرن الكنافة البلدى منذ أن طلبه والده لمساعدته فى العمل معه طوال شهر رمضان منذ عشر سنوات تقريبا، مضيفا انه يعمل نجار مسلح وبائع فى سوق الأنصارى.
فيما يقول الحاج محمد على، والد سيد، إنه يعمل فى مجال عمل الكنافة البلدى منذ عام 2000 بسوق الأنصارى، لافتا إلى أن الكنافة البلدى تعتبر من الاشياء الأكلات الأساسية لدى المواطنين خلال شهر رمضان، مضيفا أن الكنافة البلدى هى الأصل وتعتبر أفضل من الآلى.
وتابع الحاج محمد على: إن الكنافة البلدى عبارة عن مياه ودقيق وتعتبر صحية عن الآلى والتى تحتوى على بودرة مجهولة المصدر بداخلها مواد كيماوية يمكن أن تضر بصحة المواطنين.
وأضاف أن أسعار الكنافة البلدى ارتفعت هذا العام بسبب غلاء المواد المستخدمة لصناعتها، لافتا إلى أن شوال الدقيق كان يباع العام الماضي بـ 145 جنيها وهذا العام أصبح سعره 250 جنيها وكيلو الشنط العام الماضى كان يباع بـ 12 جنيها وهذا العام يباع بـ 25 جنيها وأنبوبة البوتجاز من 30 جنيها إلى 50 جنيها وكليو الورق من 6 جنيهات إلى 12 جنيهًا.
