رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

المسلمون الصينيون حريصون على الصيام وأداء التراويح خلال رمضان

المسلمون الصينيون
المسلمون الصينيون -صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل الملايين من المسلمين في الصين، اليوم السبت أول يوم من شهر رمضان المبارك الذي يطلق عليه باللغة الصينية اسم "باتشاى"، ويحرصون خلاله على الصيام وأداء صلاة التراويح بالمساجد وتلاوة القرآن وإحياء ليلة القدر وحضور الدروس التي يلقيها الأئمة والدعاة والتي تركز على أخلاقيات المسلم وآداب وتعاليم الدين والصيام وآدابه.
وحرصت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا" وصحيفة الشعب اليومية التي تعد أوسع الصحف انتشارًا في الصين، على نشر تقرير توضح فيه عادات وتقاليد الصينيين خلال شهر رمضان الكريم الذي لا تختلف عدد ساعات الصيام فيه كثيرًا عن عددها في البلدان العربية، فاليوم مثلًا كانت صلاة الفجر في الساعة 2:51 دقيقة بتوقيت بكين (الساعة 8:51 مساء بتوقيت القاهرة حيث إن فرق التوقيت بين الصين ومصر يبلغ 6 ساعات) وأما المغرب فيؤذن له في نحو الساعة 7:32 بتوقيت بكين (1:32 بعد الظهر بتوقيت القاهرة).
وأوضح التقرير أن من عادات المسلمين الصينيين عند الإفطار أن يبدءوا أولًا بتناول بعض حبات التمر ويأكلوا الحلوى ويشربوا الشاي؛ وذلك لكسر صيامهم، ثم يتوجهوا إلى المساجد القريبة من منازلهم لصلاة المغرب، وعند عودتهم يتناول أفراد الأسرة الإفطار معًا.
وقدم التقرير معلومات حول أقدم مسجد بناه المسلمون العرب في البلاد وهو مسجد "تشينغجينغ" والذي يعني اسمه باللغة العربية "مسجد الأصحاب" الذي يقع بمدينة تشيوانتشو التابعة لمقاطعة فوجيان بجنوب شرقي البلاد وهى المدينة التي أطلق عليها الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة مدينة "الزيتون".
وسلط التقرير الضوء على استعدادات المسجد الذي شيد في عام 1009 فى السنة الثانية من عهد داتشونغنشيانغفو من أسرة سونغ الشمالية الملكية الصينية، لاستقبال الشهر المبارك، حيث انشغل العاملون بالمسجد منذ أمس في تجهيز وجبات السحور والإفطار استعدادًا لاستقبال المزيد من المسلمين المحليين والوافدين المغتربين من مناطق أخرى بالبلاد ومن جميع أرجاء العالم، ولا سيما جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.
ونقل التقرير عن تشانغ ليان تشو، الموظفة الصينية ذات الأصول العربية التي تعمل في المسجد منذ 23 عامًا، قولها "بدءًا من نهار هذا اليوم الذي يعد أول أيام شهر رمضان، أصبح الجميع أكثر انهماكًا في العمل مقارنة بالأيام العادية، حيث يتم كل يوم إعداد وجبات إفطار وسحور مجانية للمسلمين الوافدين إلى المسجد، والذين سيشهد عددهم تزايدًا في هذا الشهر الفضيل، سواء أكانوا من الأهالي المسلمين في تشيوانتشو، أم من الذين يتوافدون من شمال غربي الصين وبلدان أخرى مثل جنوب شرق آسيا والدول العربية. 
وأضافت أنه من المعتاد أن عدد المسلمين الوافدين إلى المسجد يزداد كل يوم من أيام رمضان حتى يصل مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك إلى ألفي شخص لدرجة عدم إمكانية استيعابهم بالمكان الذي كانت آخر عملية توسعة له تمت في عام 2007 بمساعدة سلطنة عمان.
من جانبه قال عبدالسلام أبو العبادي، الفلسطيني الجنسية البالغ من العمر 58 عامًا والذي قدم إلى الصين عام 2001 ويعمل في تشيوانتشو منذ سبعة أعوام كمهندس لقطع غيار السيارات بإحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال بعدما عمل في مدن صينية أخرى مثل شانغهاي وقوانغتشو ونانجينغ: إنه مع حلول شهر رمضان الكريم يفِد المزيد من المسلمين إلى تشيوانتشو لقضاء الوقت معه وهذا يزيد من جمال الأجواء الرمضانية، موضحا أن هناك تفاعلا مع مختلف الأديان بشكل سليم في تشيوانتشو، ولا تختلف المعاملة مع اختلاف العقائد والثقافات".
ويجرى العمل لإعادة تجديد المسجد في هذه الآونة بعدما عقدت الصين العزم على التقدم بطلب لإدراجه ضمن قائمة التراث العالمي عام 2018، إضافة إلى أثر عربي آخر يحمل باسم ((المقبرة المباركة لصاحبي الخيرات)) وهي مقبرة يعود تاريخها إلى ما قبل 1300 عام أي في عهد أسرة تانغ الملكية وتعد من أكبر وأقدم المقابر الإسلامية الموجودة في الصين الآن.
جدير بالذكر أنه يوجد في الصين حوالي 20 مليون مسلم، يتركز منهم نحو 13 مليونا فى اقليم شينجيانغ ذاتى الحكم لاقلية اليوغور ذات الاغلبية المسلمة كما يعيش البعض فى مناطق ذاتية الحكم ومقاطعات ومدن صينية أخرى، من ضمنها بكين وقانسو ونينغشيا.
وكانت الحكومة الصينية قد أصدرت فى العام الماضى وثيقة رسمية أكدت فيها احترامها التام للحريات الدينية وحذرت من خطورة التطرف الديني على الوحدة الوطنية للبلاد وعلى الوئام والاستقرار الاجتماعي والسلام وعلى حياة وممتلكات المواطنين من مختلف العرقيات، خاصة فى منطقة شينجيانغ التى شهدت خلال اعوام سابقة بعض الاضطرابات من قلة من المتطرفين الانفصاليين. 
وأوضحت الوثيقة أن الصين تحظر أى أيديوليجيات أو أنشطة سواء جماعية أو فردية تتخذ الدين كذريعة لتقسيم البلاد ونشر الفكر المتطرف وإثارة النزاعات العرقية وتقويض الوحدة الوطنية والإضرار بالنظام الاجتماعي.
وأكدت أن القانون الصينى يحمى ممارسة الانشطة الدينية العادية فى شينجيانغ ويحترم المنظمات الدينية المعترف بها رسميا والتى تتحمل مسئولياتها فى تنسيق الشئون الدينية الداخلية، وشددت على أنه لم يحدث يومًا أن تم معاقبة مواطن من مواطنى شينجيانج المسلمين بسبب معتقداته الدينية.
ودافعت الحكومة الصينية فى الوثيقة الصادرة تحت عنوان "الوثيقة البيضاء حول حرية المعتقدات الدينية فى شينجيانغ" عن جهودها لمحاربة التطرف الدينى، مؤكدة أن هدفها هو الحفاظ على المصالح الأساسية للدولة ومواطنيها.
وقالت إن الحريات الدينية فى الصين وصلت إلى مستوى غير مسبوق، مشيرة إلي أنه يوجد فى شينجيانغ وحدها نحو 24400 مسجد يعمل بهم 29000 موظف ديني، كما أن المنطقة تحتضن ثمانية معاهد ومدارس دينية، بما فيها معهد شينجيانغ الإسلامي ومدرسة شينجيانغ الإسلامية.
وانتقدت الوثيقة المتطرفين دينيا الذين يحاولون نشر نظرياتهم المتطرفة لتأسيس دولة دينية، واصفة أفكارهم المتطرفة التى يحاولون فرضها بالقوة بأنها ضد البشرية والحضارة والمجتمع والدين.
وأكدت أن التطرف الديني يشوه ما تدعو إليه الأديان، متهمة المتطرفين بأنهم يحرفون العقائد الدينية ويخدعون العامة خاصة الشباب بأكاذيبهم فى محاولة للسيطرة عليهم وتحويلهم أيضا إلى متطرفين.