الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

تعرَّف على طقوس بدو مطروح في رمضان

طقوس بدو مطروح في
طقوس بدو مطروح في رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تختلف عادات وتقاليد المصريين فى جميع نواحى الوطن ما بين الريف والحضر وسكان البادية، ومن هذه العادات طقوس استقبال شهر رمضان المعظم، ذلك الشهر الكريم الذى تحفه مشاعر الرحمة ويزيد من التواصل الاجتماعى ويقوى صلة الرحم بين أبناء العائلة الواحدة.
سكان الصحراء الغربية، ولا سيما أهالى محافظة مطروح من أبناء القبائل البدوية، يختلفون عن باقى المصريين فى طقوس استقبالهم لشهر رمضان بداية من رؤية الهلال ومرورًا بليلة القدر ووصولًا لوقفة عيد الفطر المبارك، فكان كبير العائلة أو النجع يقوم مع بعض الشباب المشهود لهم بالأمانة وقوة البصر، لتحرى الهلال من أعلى مكان بالمنطقة، وكان الأجداد عندما يظهر لهم الهلال فى الأفق، يدعون الله أن يكون هذا الهلال خير الأهلّة، ويقولون "لا فيك مرض ولا علة"، وكان لهم عادات وتقاليد فى هذا الشهر الفضيل اختفت بعض الشيء، نظرًا للتحضر ودخولنا عالم الوسائط المعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات.
وعندما يتأكد كبير القوم من رؤية هلال الشهر الفضيل، يقوم بإيقاد نارًا فوق المنطقة العالية حتى يراها سكان النجع الذى يليه، ويقوه كبيرهم بإيقاد شعلة مماثلة على أعلى منطقة بالنجع حتى يراها الناس وهكذا من منطقة إلى أخرى، وبذلك يترسخ فى نفوسهم بأن صباح الغد هو غرة رمضان، وتتأكد قيمة المحبة والتواصل الاجتماعى وتقوية الروابط عن طريق صلة الأرحام، وتصالح المتخاصمون ويجلسون سويًا على مائدة واحدة. 
ومن ضمن هذه العادات أنهم فى أول يوم بالشهر، يجلسون جميعًا رجالًا وأطفالًا وشبابًا عند كبير العائلة ويتركون فى بيوتهم النساء فقط، وللضيف مائدة خاصة مستقلة، وكانت هناك عادة ابتدعوها خصيصى للتكافل ونشر الود بين الأهل والجيران وهى "الذواقة"، وهى أن يقوم كل بيت بتوزيع ما طهى من الطعام على البيوت المجاورة، ويتبادلون الطعام فيما بينهم، ليأكل الفقير طعام الغنى، ويأكل الغنى طعام الفقير.
وكانوا يشعلون النار المتوهجة حتى يقدم عليها كل عابر ومارّ ليستضيفوه، ثم تستخدم فى إعداد أكواب الشاى الأحمر والأخضر بعد الانتهاء من الطعام، وكان الاستدلال على موعد الإفطار يعتمد على الرؤية المجردة للشمس وحلول الظلام، وموعد الإمساك والسحور يتم الاستدلال عليه عن طريق حركة النجوم، وكانت تتوقف حالات الزواج والخطوبة إلى ما بعد الانتهاء من الست أيام الأول من شوال "الست البيض"، تعظيمًا وتقديرًا للشهر الكريم.
ويقوم كبير النجع أو العائلة بذبح شاة ويوزع لحومها على باقى الناس خاصة الفقير منهم، وهناك من يذبح الشاه ليأكل منها فى أول أيام الشهر وما يتبقى يدخره لباقى الأيام، وقديمًا كانوا يحفظون اللحوم وهو ما يعرف بـ"القديد" وهو اللحم المملح وينشر فى الشمس لمدة يومين أو أكثر، ولكن مع وجود الثلاجات أصبح الحفظ سهلًا واندثرت تلك العادة.
ويبدأ البدو فطورهم بالتمور واللبن الحامض والذى يشبه اللبن الرايب، ثم يؤدون صلاة المغرب بالمسجد والتى لم يتخلف عنها أحد، ويليها "الضحوية" وهى الوجبة الأساسية فى رمضان، والوجبة الثالثة هى السحور وقد يكون من نفس طعام الضحوية، وهناك أطعمة لا بد من تواجدها على مائدة إفطار اليوم الأول من رمضان، مثل الأرز الأصفر أو الأحمر ولحم الضأن والشوربة المغربى بالبقدونس والنعناع وورق اللورا وقطع اللحم الصغيرة، ونوع من الخضراوات خاصة البطاطس.