السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

منشطات ع الرصيف.. سوق خاصة في شوارع العتبة تروج لعقاقير المتعة الجنسية.. مراهم وزيوت وكبسولات منتج محلي ومستورد وأسعار تبدأ من 10 جنيهات.. تقارير: مليار جنيه فاتورة الاستهلاك سنويًّا

منشطات الجنسية -صورة
منشطات الجنسية -صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المهمة "متعة"، البحث جارٍ عن منشط جنسي فعال.. رواج بيزنس عقاقير ومراهم غرف النوم في الأسواق، وسق خاص على ارصفة لعتبة لمنتجات محلية ومستوردة، واسعار تبدأ من 10 جنيهات وتصل الي الفين جنيها واكثر من مليار جنيه فاتورة الاستهلاك لمنتجات الفحولة سنويا. 

كل التقارير حول المنشطات الجنسية تصب في سلة القلق، تأكيدات أن معظمها خطر على الصحة وتُضعف القدرة الجنسية، وقد تؤدي إلى الوفاة، ومع ذلك رحلة المصري مستمرة في مهمته الصعبة، والبحث عن متعة عبر قرص أزرق أو أنبول الأحلام للوصول إلى الستر في غرف النوم.
وأكد تقرير حديث رواج هذا النوع من البيزنس، وإقبال ملاحظ على شراء المصريين للمنشطات الجنسية، حيث ذكر التقرير الذي صدر عن المركز المصري للحق في الدواء أن المصريين أنفقوا ما يصل إلى 48 مليار دولار على الأدوية خلال عام واحد فقط، واحتلت أدوية المنشطات الجنسية نسبة مرتفعة في معدل الشراء عن الأعوام الماضية، حيث بلغ إنفاق أكثر من 970 مليون جنيه بنمو يصل نسبته إلى 27% بالسوق الرسمية، وهو الأمر الذي أكده تقرير آخر صادر عن المؤسسة العالمية للمعلومات والاستشارات الدوائية، مسجلا ارتفاعات مبيعات المنشطات للمركز الرابع بقيمة 870 مليونًا و650 ألف جنيه.


هنا يقول الدكتور حسام رفاعي، أستاذ الميكروبولوجي والمناعة بمعهد بحوث التناسليات، إن هناك حقيقة غائبة عن الكثير وهي أن ما يتم تداوله بشكل خاطئ على أنه منشطات جنسية مثل الفياجرا ومشتقاتها ومثيلاتها، لا يزيد القوة الجنسية، وإنما يقوم بدور في زيادة الانتصاب فحسب، لافتا إلى أن تلك المنشطات الجنسية لها تأثيرات جانبية، حيث إنها تزيد من امتلاء القضيب بالدم، كما أنها تعمل على خفض ضغط الدم وخطيرة لمن لديه أمراض الدم، وقد تسهم في الإصابة بالهبوط الحاد في الدورة الدموية، وهو أمر شائع الحدوث لدى مستخدمي المنشطات الجنسية، كما تتداخل مع بعض أدوية القلب وينطوي على ذلك أخطار صحية قد تؤدي للوفاة.
وشدد رفاعي على ضرورة إصدار تشريع أو قانون يمنع تداول المنشطات الجنسية من الصيدليات سوى عن طريق تقديم الروشتة التي يصفها الطبيب؛ لأنه الأقدر على معرفة الأنسب للمريض، بالإضافة إلى وقف الفضائيات المروجة للمنشطات "الوهم"، مع ضرورة تشديد الرقابة على الجمارك، لافتا إلى أن تلك العقاقير تؤدي إلى مشاكل في الصحة خلال سن صغيرة، فتسبب مشاكل بالقلب وفي الدورة الدموية أيضًا.
وأضاف أن الأنماط الغذائية الخاطئة تؤدي إلى مشاكل صحية ترتبط بالحالة الصحية لدى الشباب، على سبيل المثال نجد الشباب يلجئون إلى تناول الوجبات السريعة وهي وجبات يوجد بها هرمونات خطيرة.
بها نوع من أنواع "السترويدز" يزيد من ارتفاع هرمون الأنوثة عند الشباب وهرمون الرجولة عند السيدات، وهو ما يؤدي في الوقت ذاته إلى الارتخاء الجنسي عند الشباب، الأمر الذي يجعلهم يلجئون إلى زيادة الرغبة في تناول تلك المنشطات مثل الترامادول وغيره من أنواع التعاطي، وهو ما يدمر الصحة في النهاية.

وأكد الدكتور سمير عرابي، استشارى جراحة المسالك البولية والعقم وأمراض الذكورة، أن الإسراع بتناول حبوب المنشطات الجنسية اعتقادًا منه أن ذلك يرفع القدرة الجنسية لديه ويتم شفاؤه اعتقاد خاطئ كلية، وهي ثقافة سلبية تتفشى في المجتمع بسبب الإعلانات التليفزيونية والنصائح المتبادلة التي يسمعها المريض هنا وهناك، لافتا إلى أنه يجب على الفور التوجه إلى الطبيب لمعرفة أسباب ضعف القدرة الجنسية والانتصاب، وذلك لوجود فروق فردية بين الحالة والحالة الأخرى، وهناك دواء يصلح لحالة ولا يصلح لحالة أخرى، ويخلف ذلك وفق البنية وطبيعة الشخص المريض.
ولفت عرابي إلى أنه يلزم الأمر القيام بتحاليل وآشعة لتحديد كل نوع من أنواع المرض المصاب به الشخص سواء سرعة القذف أو ضعف الانتصاب أو غيرها من الأمراض الجنسية الأخرى، ويتم تحديد الدواء المناسب حسب عدة عوامل من بينها معرفة الحالة الصحية، ومدى تأثير الدواء على الصحة للشخص؛ لأنه قد يكون لديه حساسية تجاه مكون دوائي معين عن الدواء الآخر، موضحا أنه على سبيل المثال قد ترفع المنشطات الجنسية ضغط الدم عند مريض ما خاصة إن كان يعاني من أمراض معينة مثل السكر أو مشاكل بالظهر، وهو ما قد يصل إلى الوفاة، محذرًّا من الانسياق وراء الإعلانات الخاصة بالشركات الدوائية التي تقدمها بغية تحقيق المكاسب التجارية.


ولفت الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومي للبحوث سابقا، إلى أن هناك ظاهرة سلبية باتت شائعة في مجتمعنا تتعلق بتلقى الاستشارة من غير الطبيب المختص في مجاله، حيث يلجأ البعض إلى النصح بتناول الفياجرا على سبيل المثال، وهو ما قد يتسبب في مشكلات صحية للمريض، وقد يؤثر على صحته، خاصة إذا كان مريضًا بالضغط العالي والدواء يتعارض مع مرضه، مؤكدًا "من الممكن أن يؤدي ذلك إلى وفاته"، قائلا: "المنشط الجنسي يعمل على تمدد الأوعية الدموية، ولذلك من الشائع الإصابة بالصداع حينما يتم تناوله محذرًّا من تناولها إلا بإشراف متخصصين.