يعد هذا الكتاب لمؤلفه المسرحي الكبير سمير خفاجى بعنوان «أوراق من عمري» الصادر حديثا عن دار «ليدرز» للنشر، مرجعا لأرشفة الفترة الذهبية فى الإبداع الفني والمسرحي والفترات اللاحقة له، حيث يتناول خلاله علاقته بالعديد من نجوم الفن، ومنهم «أم كلثوم، نجيب الريحاني، فؤاد المهندس، عادل إمام» وغيرهم من الرموز الفنية، الكتاب ليس مجرد مذكرات خاصة بحياة «خفاجى» فقط، لكنه أيضا يرصد من خلاله مراحل مختلفة من تاريخ مصر.
يتكون الكتاب من جزءين، الأول يحكى فيه خفاجى عن بداياته الفنية، وتأسيسه لفرقة «ساعة لقلبك» الشهيرة مع يوسف عوف، ولطفى عبدالحميد، والتى ساهمت فى تخريج جيل كامل من الفنانين منهم «بيجو، أبولمعة، أمين الهنيدى، الدكتور شديد، نبيلة السيد، بليغ حمدى الذى كان يتولى مهمة الغناء فى الفرقة» وينتهى الجزء الأول من الكتاب مع نهاية تجربة فرق التليفزيون المسرحية عام ١٩٦٦، ليبدأ الجزء الثانى منه مؤرخا للفترة التى تلت ذلك وحتى تأسيس خفاجى لفرقة الفنانين المتحدين، التى ساهمت فى ظهور جيل كامل من الفنانين أمثال «عادل إمام، أحمد زكى، سعيد صالح، يونس شلبى» من خلال مسرحيات «حواء الساعة ١٢» عام ١٩٦٨، «سيدتى الجميلة» ١٩٦٩، «هالو شلبى» عام ١٩٦٩، و«مدرسة المشاغبين» عام ١٩٧٣، «أنا فين وانتى فين» عام ١٩٧٠، و«العيال كبرت» عام ١٩٧٩؛ «شاهد ماشفش حاجة» عام ١٩٧٦، «ريا وسكينة» عام ١٩٨٣، «شارع محمد على» عام ١٩٩١، و«بودى جارد» عام ١٩٩٩، وجميعها كانت من أكثر المسرحيات جماهيرية وشعبية فى المسرح المصري على مر عصوره.
ويكشف الكتاب كواليس الإعداد لهذه المسرحيات، وأبرز النجوم الذين كانوا مرشحين لأعمال معينة، وتم استبدالهم مثل شويكار التى كانت مرشحة لبطولة مسرحية «رية وسكينة» بجوار الفنانة سهير البابلى، غير أن شويكار اعتذرت ما جعل خفاجى يعرض العمل على شادية، وكان فؤاد المهندس هو السبب فى اعتذار شويكار، حيث أكد لها أن المسرحية لن تنجح، وسعاد حسنى التى رفضت الانضمام للفرقة، حيث كان خفاجى قد تحدث معها ذات يوم فى شأن تقديم عمل مسرحى كبير، ورغم أنها أبدت موافقتها فى البداية، إلا أنه فوجئ بها بعد أيام تتصل به وتؤكد رفضها للعرض، حيث طلبتْ تقديم العرض بصحبة محمد نجم، لكن خفاجى أصر على عادل إمام، حيث إن نجم لم يكن وقتها وصل إلى قمة تألقه ونبوغه، وكان خفاجى يرى أن وقوفها للمرة الأولى على خشبة المسرح يتطلب نجما شهيرا، وغير ذلك من مواقف الفنانين، بالإضافة إلى استعراض الأعمال الدرامية التى قام بتأليفها، مثل مسلسلات «عباس الأبيض فى اليوم الأسود، كبرياء الحب، فيلم المليونير المزيف».
والفرق الخاصة التى عاصرها، فقبل بداية الفنانين المتحدين فى عام١٩٦٦ لم تكن هناك سوى فرق «الريحانى وإسماعيل يس، وأنصار التمثيل» وعندما أصبحت تلك الفرق لا تملك المقدرة على منافسة مسرح التليفزيون توقفت عن العمل، ولكن مع ظهور المتحدين كان هناك ما يقرب من ١٠ فرق مسرحية فى الإسكندرية فقط، لأن الكل بدأ فى تأسيس فرق بعد نجاح «الفنانين المتحدين» بالإضافة إلى أهم الأعمال التى قدمتها الفرقة ولم تسجل مثل «بمبة كشر، فردة شمال، زقاق المدق».
