الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أمهات الكتب.. الأغاني (3 - 15)

كتاب الاغانى للاصفهاني
كتاب الاغانى للاصفهاني - صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتاب الأغاني، من أهم الموسوعات الأدبية التي أُلفت في القرن الرابع الهجري، وهو مؤلَّف ضخم، لأبو الفرج الأصفهاني المتوفى عام 356هـ. واستغرق تأليفه نحو خمسين عامًا، ومادته تقوم على جمع المؤلف للأغاني المتميزة "أصوات" في عصره والعصور السابقة عليه مع ذكر لطرائق الغناء فيها.
واتبع الأصفهاني ذلك بشروح وتعليقات لما تحويه هذه الأصوات من أشعار وإشارات، وينطوي الكتاب على ثلاثة أجزاء رئيسية، وهي: ثلاث أغانٍ اختارها المغني إبراهيم الموصلي للخليفة الواثق ثم 100 أغنية أخرى من اختيار نفس المطرب؛ وأخبار عمن لحنوا أغاني من الخلفاء وأقاربهم؛ وأغانٍ من اختيار الإصفهاني.
وبعد انتهاء الأصفهاني من الكتاب أهداه إلى سيف الدولة الحمداني فأعطاه ألف دينار ولما سمع الحاكم بن عباد ذلك استقل هذا المبلغ لذلك العمل الضخم والمجهود الرائع وأرسل اليه الحاكم الثاني خليفة الأندلس ملتمسًا نسخة من الكتاب مقابل ألف دينار عينًا ذهبًا أخرى فأرسل الأصفهاني له نسخة منقحة قبل أن يوزع الكتاب في العراق. 
وقد سمي الأصفهاني الكتاب بهذا الأسم لأنه بنى مادته في البداية على مائة أغنية كان الخليفة هارون الرشيد قد طلب من مغنيه الشهير إبراهيم الموصلي أن يختارها له وضم إليها أغاني أخرى غنيت للخليفة الواثق بالله وأصواتًا أخرى اختارها المؤلف بنفسه. 
وينطوي كل جزء على الأشعار التي لحنت وأخبار الشعراء الذين نظموها من الجاهلية إلى القرن التاسع الميلادي مما يجعل من الكتاب مرجعًا لمعرفة الآداب العربية والمجتمع الإسلامي في العصر العباسي وتصوراتهم عن المجتمع الجاهلي والصدر الأول والعصر الأموي.
انتقادات
لم يسلم "الأغاني من الانتقادات التي طالته فقد حوى الكتاب على الكثير من الأخبار المكذوبة ورد عليه الكثير من العلماء والفقهاء ومنهم العلامة الشاعر وليد الأعظمي في كتابهِ السيف اليماني في نحر الأصفهاني، وبين زيف أكاذيبه وبطلان ادعائه، ويدرس كتاب الأغاني في كثير من الدول العربية كمصدر من مصادر التراث وهو يحوي هذه القصص الكاذبة والخرافية عن الخلفاء العرب والمسلمين. 
قال عنه الخطيب البغدادي: "حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن طباطبا العلوي، قال: سمعت أبا محمد الحسن بن الحسين النوبختي يقول: كان أبو الفرج الأصفهاني أكذب الناس، كان يشتري شيئًا كثيرًا من الصحف: ثم تكون روايتهُ منها".
وقال عنه العلامة ابن الجوزي البغدادي: "ومثله لا يوثق بروايته، يصح في كتبه بما يوجب عليه الفسق، ويهون شرب الخمر، وربما حكى ذلك عن نفسه، ومن تأمل كتاب الأغاني، رأى كل قبيح ومنكر".
اهتم الكاتب بسرد الجوانب الإنسانية الضعيفة في حياة الشعراء وركز على جانب الخلاعة في سلوكهم وأهمل الجوانب المعتدلة من تصرفاتهم - متأثرًا بأخلاقه الشخصية - مما جعل القارئ يتوهم أن بغداد كانت مدينة الخلاعة والإلحاد، مع أنها كانت في الواقع عامرة بالعلماء والفلاسفة والزهاد والعباد، كما أن أخباره عن بني أمية لم تكن دقيقة لأنها كتبت في ظل حكم العباسيين وقد استند فيها إلى روايات ضعيفة وموضوعة لا أصل لها، وفى بعضها أخطاء ويلاحظ أيضًا أنه أغفل تمامًا ترجمة أبي نواس إغفالًا تامًا، كذلك أغفل التنويه بابن الرومي ومكانته الشعرية بينما أفاض في أخبار كثيرين من الأدباء والشعراء أقل منهما قدرًا.
انتشار
وتم طبع الكتاب طبعات عديدة منذ نشره لأول مرة في أوروبا سنة 1868م، ولكن معظمها جاء ناقصا من ضمنها طبعة دار الكتب المصرية التي أشرف على إخراجها إبراهيم الابياري؛ ثم نشر بعد الكتاب مجددا في 24 مجلدا ضخما بمعدل جزءين في كل مجلد إضافة إلى فهارس فنية مفصلة في المجلد 25 عن دار احياء التراث العربي البيروتية؛ ونشر كذلك عن دار الفكر للطباعة والنشر ببيروت كذلك فيها زيادة عن الطبعة المار ذكرها. 
ومن هذه الطبعات:
1- طبعة بولاق 1868 في 20 مجلدا. 
2- أصدر مستشرق أمريكي المجلد 21 سنة 1888. 
3- قام غويدي بوضع فهارس فنية مفصلة له باللغة الفرنسية ونشره بليدن سنة 1905. 
4- تم نشر هذه الطبعات مجتمعة ومعتمدة على ما سبق عن مطبعة التقدم في القاهرة في نفس سنة 1905 وهي المعروفة بطبعة دي ساسي.