الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"الجزيرة".. و"مصر"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد حجب موقع قناة الجزيرة في مصر، والأحاديث التي ستتناثر هنا وهناك، يجب أن نسأل أنفسنا أولًا، لماذا تكره قناة الجزيرة وموقعها مصر شعبًا وحكومة ونظامًا؟!
لا ينكر أحد أن "الجزيرة"، الذراع السياسي لدويلة قطر، أكدت مرارًا وتكرارًا أنها تكره مصر وكل من على أرضها، بل أننا نستطيع أن نقول إن هذا الكره وصل لدرجة الحقد والتزييف والتضليل والحشد ضدها.
لنعود إلى سؤالنا، لماذا تكره الجزيرة مصر؟ لو عدنا لتأسيس الجزيرة في قطر سنجد أنها جاءت بعد سنة واحدة من انقلاب حمد بن خليفة على والده في يونيو 1995 أي أنها تأسست في شهر أكتوبر 1996.
تأسست "الجزيرة" كجزء من حالة التطبيع التي تريدها إسرائيل مع أي عربي، بل أن نشأتها كان مكافأة حاكم قطر ومن معه وخاصة نسيبه حمد بن جاسم بن جبر لإسرائيل لأنها دعمت انقلاب الابن على أبيه الرافض للتطبيع مع إسرائيل، والملتزم بقرارات القمم العربية فيما يخص الصراع العربي الصهيوني.
اعتمدت "الجزيرة" ، منذ نشأتها على مجموعة من الإعلاميين العرب الذين خدموا في "هيئة الإذاعة البريطانية" أول الـ B.B.C في خضم المواجهة بين مصر والاستعمار البريطاني، وكانوا من أشد المحرضين ضد مصر وقيادتها في كل مراحل الصراع العربي الصهيوني، جاء هؤلاء من إذاعة "لندن" بهذه الخلفية لبناء "الجزيرة" وتوجهاتها الإخبارية والسياسية وحتي الشخصية.
تبلغ ميزانية "الجزيرة" أكثر من 100 مليون دولار سنويًا، ويعمل فيها آلاف العاملين العرب والأجانب ولا تضم في صفوفها إلا عددًا محددًا جدًا من المصريين سواء كانوا فنيين أو إعلاميين، وكان المصريان الوحيدان اللذان يراهما مشاهدو الجزيرة هما محمد حسنين هيكل وأحمد منصور أحد تلامذة يوسف القرضاوي. 
ومن المؤكد للجميع، أنه ما من حدث يمر في المنطقة العربية إلا وتتطوع "الجزيرة" لتغطية أخباره باحثة عن إساءة لدور مصري فيه.. مناقضة .. شامتة.. متطاولة، والأمثلة على ذلك كثيرة، فلم يعجب "الجزيرة" المسعي المصري لمصالحة حركتي "فتح" و"حماس" لحقن دماء أبناء فلسطين، ورغم أن عددًا كبيرًا من مذيعيها والعاملين فيها من أبناء فلسطين فإن الهم الأكبر لهم خلال عملهم في هذه المحطة هو إظهار الخلافات بين القيادات الفلسطينية، وإشعال النيران بين الجميع، علاوة على أن كل خروج على الشرعيات العربية يتم بتمويل وتدريب وتسليح وتحريض خارجي تساعد فيه قناة الجزيرة.
ومن يريد أن يعرف الفرق بين "الجزيرة" و"قطر" ومصر، ليتذكر الكثير من المواقف ومنها، مصر كانت مع الشرعية اللبنانية، و"الجزيرة" ذهب إلى صفوف حزب الله، مصر مع كانت ولا زالت مع الشرعية الفلسطينية، و"الجزيرة" لا تعرف إلا حماس، مصر مع الشرعية اليمنية، و"الجزيرة" مع الحوثيين، مصر رفضت علنًا ودون تردد قيام أي قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها، وعندما هددت واشنطن القاهرة بوقف مساعداتها العسكرية والاقتصادية لمصر إذا لم توافق على إقامة قاعدة بحرية في مصر، أبلغت مصر أمريكا أنها لم تقدم آلاف المواطنين ضحايا من أجل حرية الأراضي المصرية، كي تقدم جزءًا من أرضها لأمريكا أو غيرها، لكن "الجزيرة" تقوم على بعد أمتار من أضخم قواعد أمريكا العسكرية خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
وهناك سؤال آخر يجب أن نقف عنده جميعًا، لماذا تحرض "الجزيرة" ضد مصر؟
والإجابة بصورة مباشرة، لأنها رفضت اختراق سيادتها من قبل حزب الله تحت زعم نقل الأسلحة إلى حماس، و"الجزيرة" نفسها تصمت صمت القبور على نقل الطائرات الإسرائيلية أكثر أنواع القنابل الأمريكية فتكًا من القاعدة الأمريكية في الدوحة وعلى بعد أمتار من الجزيرة نفسها لتدك بها أجساد اللبنانيين والفلسطينيين التي تتشدق الجزيرة بالاهتمام بهم.
لأن مصر وعلى مرأى ومسمع الجميع تجتهد قدر الإمكان ومن المحيط للخليج في التصدي لسياسات الاستعمار والتقسيم والفقر، في الوقت الذي تتغنى فيه "الجزيرة" بالمقاومة ولا تراها إلا في حماس وحزب الله والحوثيين.
لا تريد الجزيرة أن تفهم أن كل لسان قطري نطق كان على أيدي أساتذة مصريين، وكل بناء أسس في قطر بناه مهندسون وفنيون وعمال مصريون، وتنكر أن معظم مسئولي قطر تخرجوا من الجامعات المصرية.
وإذا عدنا للوراء عدة خطوات نجد أن الكثير من المحللين قالوا: إن تسمية قناة الجزيرة في الأساس تسمية بريطانية في إشارة إلى الجزيرة البريطانية علاوة على أن مؤسسها هو "بيريز" الرئيس الإسرائيلي الراحل، حتى "لوجو" القناة يشبه خريطة بريطانيا، وأغلب العاملين في الجزيرة خلفيتهم من قناة "بي بي سي" البريطانية، ومعظمهم أعضاء في جماعة الإخوان وضباط مخابرات من الموساد وMI6 .