تطغى طقوس شهر رمضان بوضوح على الشوارع الفرنسية، التي تبدأ باستقبال الشهر الفضيل بعرض المأكولات والحلوى الرمضانية في المتاجر والمحالّ التجارية وفي مقدمتها الياميش والمكسرات و"الشباكية" و"الزلابية"، كما تعرض نساء فطائر على قارعة الطريق بأشكالها ونكهاتها المختلفة.
ويصطف أفراد الجاليات المسلمة لشراء اللحوم الحلال التي يزداد الإقبال على شرائها خلال الشهر الكريم، بالإضافة إلى اللبن والفطائر ومستلزمات الحَساء "الحريرة" أو "الشُّوربة".
ورغم أنهم يفتقدون سماع صوت الأذان في فرنسا فإن المسلمين يحرصون على اللقاء من خلال موائد الإفطار الجماعي وصلاة التراويح والدروس الدينية.
وتؤدي المساجد في رمضان دورين أحدهما اجتماعي والآخر روحي، حيث يلتقي مصلُّون من جميع الأعمار والطبقات الاجتماعية، ويشهد عددهم ارتفاعًا ملموسًا خلال هذا الشهر، حيث يُقبلون على المساجد لأداء صلاة التراويح والتي تقوِّي لدى المصلّين شعور الانتماء إلى نفس العائلة، ويتحول المسجد إلى فضاء للتناغم الاجتماعي ومدّ يد المساعدة للمحتاجين.
كما تنظم العديد من المساجد موائد إفطار جماعية يتجمع حولها عند موعد الأذان المئات من الصائمين، ويوفر المال لموائد الإفطار في المساجد عن طريق مساهمات المصلّين حيث يتصدقون بوجبات جاهزة وحلويات وغيرها، أو عن طريق مساهمات بعض المحسنين بتقديم دعم مادي لأجل إفطار الصائم، أو أن المساجد تخصص جزءًا من ميزانيتها لهذه الغاية".
وتقوم المساجد بجمع الزكاة ورصد أعداد المحتاجين وتوزيع هذه الأموال في عيد الفطر، كما يقوم المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ومكوناته كـ"تجمع مسلمي فرنسا" يقوم بدور في توجيه المصلين والجالية المسلمة خلال هذا الشهر وتنظيم إفطار مفتوح لكل المكونات الوطنية من ممثلي السلطات العمومية، ممثلي مختلف الديانات، مسئولي المساجد والجمعيات الثقافية والعباداتية إلى آخره.