الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

معالم تاريخية.. جامع آق سنقر (12 - 30)

جامع آق سنقر
جامع آق سنقر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جامع آق سنقر أو المسجد الأزرق أو مسجد إبراهيم أغا، يعتبر أحد "المساجد الزرقاء" في العالم، يقع المسجد في حارة التبانة بالقاهرة الإسلامية، بين باب زويلة وقلعة صلاح الدين "قلعة القاهرة". يضم المسجد أيضًا ضريح مؤسسه شمس الدين آق سنقر، وابنه، وعدد من أبناء سلطان المماليك البحرية الناصر محمد ومرممه الرئيسي، إبراهيم أغا مستحفظان.
بُناه الأمير آق سنقر الناصريّ بين عام 1346 و1347، بالحجر وجعل سقوفه عقودًا من حجارة ورخمه واهتم في ثنائه اهتمامًا زائدًا حتى كان يقعد على عمارته بنفسه ويشيل التراب مع الفعلة بيده ويتأخر عن غدائه اشتغالًا بذلك وأنشأ بجانبه مكتبًا لإقراء أيتام المسلمين القرآن وحانوتًا لسقي الناس الماء العذب.
تقع الواجهة الرئيسية للجامع في الجهة الغربية في شارع باب الوزير، ويتوسط الواجهة المدخل الرئيسى الذي يظهر غاطس عن جدران الواجهة بنحو مترين. وهذا المدخل الرئيسي يعلوه عقد محمول على أشرطة، ويتوسط المدخل باب يعلوه عتب يحتوى على صنجات معشقة من رخام أخضر وأبيض. وعلى يمين الباب يوجد صف من النوافذ حُليت أعتابها بصنجات معشقة من الرخام الأبيض والأخضر. أما على اليسار يوجد صف آخر من النوافذ. وبوسط واجهة هذا الباب يوجد شباك مستدير من الجص المفرغ الدقيق تحيط به تلابيس من الرخام الملون بشكل جميل، وأسفل هذا الشباك لوحه تاريخية مكتوب عليها اسم "علاء الدين بن الناصر محمد" وتاريخ وفاته سنة 746 هـ.
يتكون المسجد من صحن أوسط بوسطه فسقية للوضوء، أنشأها الأمير طوغان الدوادار عام 815هـ، 1412م، محاط بأربعة أروقة ذات أعمدة أكبرها رواق القبلة الذي يضم بائكتين، أما الثلاثة الباقية فيضم كل منها بائكة واحدة. وللمسجد ثلاثة أبواب، باب في الواجهة الغربية أروقة ذات أعمدة وآخر في الواجهة الشمالية والثالث بالواجهة الشرقية.
يحوي بيت الصلاة منبرًا رائعًا من الرخام وجوانبه من الرخام الملون. وقد حفر درابزينه وعقوده وخوزته بزخارف متنوعة، وتوج بابه بكرانيش من ثلاث حطات من المقرنصات، وله مصراعان من الخشب المطعم بالسن. ويعتبر هذا المنبر أقدم المنابر الرخامية القليلة القائمة بالمساجد الأثرية بالقاهرة. وله محراب مغطى بالرخام وأحجار القرميد ذات رسوم الأزهار في الجدران الداخلية تعلوه.
ينتمي المسجد لطراز العمارة المملوكية ويحوى الجامع مئذنة ذات شكل فريد ومميز عن سائر مآذن العصر المملوكي. فهي مكونة من ثلاث دورات: الأولى إسطوانية والثانية كذلك ومزخرفة بالمقرنصات والثالثة مثمنة تعلوها خوذة بهلال نحاسى. وقد شيدت فوق قاعدة متعامدة الأضلاع. والمئذنة ترتفع إلى مستوى الشرفات التي تتوج جدران المسجد الخارجية. ولهذه المئذنة ثلاث شرفات لأداء الأذان، واحدة في كل طابق من طوابق المئذنة. وهي محمولة على صفوف من المقرنصات الحجرية الدقيقة المعقدة، وكذلك قبة ضريحية أنشئت عام (746هـ- 1345 م) دفن بها الأمير "علاء الدين كجك بن الناصر محمد.