الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مزامير السماء.. سيد متولي (8 - 30)

الشيخ سيد متولي
الشيخ سيد متولي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان والده يتطلع إلى السماء داعيًا رب العزة أن يرزقه ولدًا بعد البنات الأربع؛ ليكون لهم رجل وملاذ بعد وفاته. وكانت الأم في شوق إلى ابن يقف بجوار شقيقاته بعد رحيلها حتى تطمئن على بناتها بوجود أخ لهن يأوين إليه عند الشدائد والملمات ويجدنه بجوارهن دائمًا. 
وتأكيدًا لرغبة الأم الشديدة في إنجاب غلام حليم دعت الله أن يرزقها الولد لتهبه لحفظ القرآن الكريم ليكون أحد رجال الدين وخادمًا لكتاب الله عز وجل وعاملًا بحقل الدعوة الإسلامية. واستجاب المولى لرجاء الوالدين ورزقهما بطفل ليبعث في نفسيهما الأمل ويبث في قلبيهما السكينة والاطمئنان، إنه القارئ الشيخ سيد متولي ابن قرية الفدادنة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية المولود في 26 أبريل عام 1947م. لأب يعمل بالزراعة كبقية أهل القرية.
عم الخير أرجاء البيت بمقدم الوليد وسهرت الأم ليلها ونهارها ترقب نمو ابنها متمنية أن تراه رجلًا بين عشية وضحاها، مرت الأيام مر السحاب وتعاقب الليل والنهار وتوالت الشهور وبلغ الابن الخامسة من عمره، فأخذه أبوه إلى كتّاب الفدادنة وقدمه إلى الشيخة "مريم السيد رزيق"، التي ستقوم بتلقينه الآيات والذكر الحكيم. وتعاهد الاثنان والوالد والشيخة مريم على الاهتمام بالابن سيد متولي أدق ما يكون الاهتمام، ورعايته أفضل ما تكون الرعاية، فتعاون البيت مع الكتّاب وقدما العون للطفل ابن الرابعة حتى يتفرغ لحفظ القرآن ومراجعته وإجادة نطقه.
ووجدت الشيخ مريم علامات النبوغ ومؤشرات الموهبة لدى تلميذها فانصب اهتمامها عليه وعاملته معاملة متميزة لتصل به إلى حيث تضعه الموهبة دون تقصير ولا يأس، فهي المحفّظة التي تخرج على يديها وفي كتّابها مئات من الحفظة مما مكنها من معرفة إمكانات الموهوب وكيف ثقل موهبته كملقنة لها خبرتها ونظرتها الثاقبة.
يقول الشيخ سيد متولي: "ولما بلغت العشرين عامًا ذاع صيتي ووصلت شهرتي إلى كل المحافظات المجاورة لمحافظة الشرقية، ودعيت لإحياء المآتم الكبرى بجانب مشاهير القراء فلم تأخذني الرهبة؛ لأنني تعلمت على يد واحدة من أفضل محفظي القرآن وهي الشيخة مريم التي مازلت أذكر بالفخار أنها أستاذتي ومعلمتي، وفي البداية لم أنظر إلى الأجر الذي لم يتعد جنيهًا واحدًا عام 1961م وعام 1962م. وفي العام 1970، دعيت لإحياء مأتم كبير ففوجئت بوجود المرحوم الشيخ محمود علي البنا، فسعدت بأنني سأقرأ بجواره في سهرة واحدة، ولو لم أحصل على أجر فإن سعادتي كانت أعظم، وبعدها قرأت مع المرحوم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود الطبلاوي.
بعد عام 1980م وصلت شهرة الشيخ سيد متولي إلى المحافظات وامتدت في نفس العام إلى خارج مصر، فذاع صيته في بعض الدول العربية والإسلامية من خلال تسجيلاته على شرائط الكاسيت التي جعلته أشهر قارئ خارج الإذاعة وتفوق على كثير من قراء الإذاعة من حيث الشهرة وحب الناس له. ويرجع سبب هذا التفوق إلى إمكاناته المتعددة، متمتعًا بأحبال صوتية قوية جدًا وطول في النفس بغير شهيق وصوت رخيم عريض جميل، وقدرته على التلوين وفهمه لمعاني كلمات القرآن، متميزًا على كل القراء بارتدائه الطربوش "المغربي" الذي كان يرتديه الشيخ أبوالعينين شعيشع في بداية حياته مع القرآن.
عن التحاقه بالإذاعة يقول: الآن حان الوقت للتقدم للإذاعة، والله أدعو أن يوفقني حتى أستطيع أن أخدم القرآن الكريم من خلال الإذاعة التي تدخل كل بيت في مصر وخارجها. والإذاعة صاحبة فضل على كل قارئ مشهور.
ويعتبر الشيخ سيد متولي واحدًا من أشهر القراء الذين دخلوا قلوب الناس وكتبوا لأنفسهم تاريخًا بالجهد والعرق والكفاح كالشيخ جودة أبوالسعود والشيخ عبدالحق القاضي وغيرهما من القراء الموهوبين الذين قرءوا القرآن على أنه رسالة، ولكن حظهم من الشهرة لم يبلغ قدرهم، ولكنهم كانوا يعلمون أن ما عند الله خيرًا وأبقى.
https://www.youtube.com/watch?v=XxY4fTVtxP4
https://www.youtube.com/watch?v=PuYtBHf4_oM
https://www.youtube.com/watch?v=D2_0iMnJ_pM