الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المهمة تنصُّت.. أمريكا تتجسس على المحمول عبر "أبل".. الشركة تلقّت آلاف الطلبات من الوكالات الأمنية الأمريكية للتنصت على 30 ألف هاتف آيفون.. خبير: كل الأجهزة المتصلة بالإنترنت قابلة للاختراق

التجسس
التجسس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
البيت الأبيض يعلن الحالة تجسس خلال المرحلة المقبلة، ترامب يسعى إلى كشف دقائق الأمور والبيانات عن بعض الشخصيات العالمية ومشاهير العالم، خاصة السياسيين منهم ورجال البيزنس، المهمة في الغالب "تنصت"، والوسيلة شركات تكنولوجية عملاقة مثل أبل وجوجل، والهدف "السيطرة" عبر فك الأجهزة المشفَّرة والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.


وكشف تقرير الشفافية الأخير لـ"شركة أبل"، أن عدد طلبات الأمن الصادرة لأبل من وكالات إنفاذ القانون حول العالم تَجاوز السقف الطبيعي، وأشارت صانعة الآيفون إلى أن الطلبات التى قدمتها حكومة الولايات المتحدة وحدها تضاعفت إلى حوالى 6000 طلب فى النصف الثانى من عام 2016، مقارنة بالنصف الأول من العام، أما جميع الطلبات حول العالم فوصلت إلى أكثر من 30 ألف طلب، وجمعت "أبل" الطلبات المقدَّمة من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا والهند معًا، وقالت إنهم قدموا أكثر من 18 ألف طلب.
وأوضحت الشركة أنها تلقّت 4254 طلبًا لفتح أجهزة آيفون فى الولايات المتحدة فى النصف الثاني من 2016، بانخفاض من 4822 فى الأشهر الستة الأولى من نفس العام، وأشارت إلى أنها قدمت معلومات فى 78% من الحالات فى كل من النصفين من السنة، وكان أغلب حالات الاستجابة لطلبات خاصة بسرقة الهواتف ومحاولة الشرطة مساعدة المستخدمين فى استرجاعها مرة أخرى من أيدى اللصوص.
وقالت "أبل": إنها تلقت 2231 طلبًا للحصول على معلومات خاصة بحسابات مستخدميها فى جميع أنحاء العالم فى النصف الثانى من عام 2016، والولايات المتحدة وحدها قدمت 1219، شملت تلك الطلبات الأوامر الواردة بموجب قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية، وكذلك رسائل الأمن الوطني، التي يصدرها مكتب التحقيقات الفيدرالي والتي لا تشترط أمرًا أو إذنًا قضائيًّا للحصول عليها.
هنا يقول الدكتور أكمل وجيه، خبير تكنولوجي: إن السماح لمكتب التحقيقات الفيدرالى بأن يطلب سر بيانات عن الاتصالات الخاصة بالمواطنين الأمريكيين العاديين وأنشطة الإنترنت الخاصة بهم دون أى رقابة ذات مغزى أو مراجعة قضائية سابقة- أمر خطير ومقلق، حيث إن الشركات التى تتلقى طلبات الأمن القومى تخضع لأوامر صارمة، مما يعنى أنها لا يمكن حتى الكشف عن أنها تلقّت هذه الأوامر ما لم يتم رفع السرية عن الرسائل، وهذا ما حدث مع شركة أبل.
وقال الخبير التكنولوجي: إن الشركة كشفت، كجزء من أحدث تقرير شفافية لها، أن أحد أوامر الأمن القومي التي تلقّتها جاء في شكل رسالة أمنية وطنية سرية، ولم تستطع الشركة تقديم أي معلومات إضافية عن تلك الرسالة، كما شاركت شركات أخرى المزيد من المعلومات حول الطلبات التي تقدمها الحكومة الأمريكية ولكن بعد مرور عدة أعوام بموجب القانون.
ووفقًا لموقع cnet الأمريكي، رفضت شركة أبل التعليق على تقرير الشفافية الأخير الخاص بها الذى يضع الحكومة الأمريكية فى موقف مُحرج مجددًا، كما فعلت وزارة العدل الأمريكية، لافتًا إلى خطورة الموقف، مؤكدًا أن الأخطر أن أمريكا قد توسِّع دائرة تنصتها في هذا الجانب خارج حدود أمريكا.
يذكر أنه تم إعطاء وكالة الأمن القومى الأمريكية الحق فى إرسال خطابات سرية لشركات التكنولوجيا لطلب بيانات خاصة عن المستخدمين من قبل قانون الحرية فى الولايات المتحدة الأمريكية، الذى صدر فى عام 2015، وكجزء من اللوائح يتعين على مكتب التحقيقات الفيدرالي إعادة النظر فى رسائل الأمن القومي الماضية وتحديد ما يمكن رفع السرية عنه.

والأخطر أن شركة أبل ليست الوحيدة التى تلقّت رسائل من مكتب الأمن القومى، حيث كشفت شركة تويتر فى يناير الماضى، أنها تلقّت خطابات سرية من مكتب التحقيقات الفيدرالي فى العامين الماضيين، وطلبوا من الشركة التكتم على الأمر، وجوجل ياهو أيضًا نشروا نص الخطابات التى تطالبهم بالتجسس والتى وردت من مكتب التحقيقات الفيدرالى، وبعضها يعود تاريخه إلى عام 2013.
ووفقًا للتقارير، ساعدت "أبل" وكالات إنفاذ القانون فى الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على سحب البيانات من أجهزة آيفون المقفلة، ولكن استعدادها للمساعدة تغيَّر على مدى العامين الماضيين مع زيادة عدد الطلبات، لذلك خاضت "أبل" معركة عامة جدًّا ضد مكتب التحقيقات الفيدرالي العام الماضي، واتخذت موقفًا قويًّا لصالح حماية خصوصية العملاء.
ولكن مع إصرار "أبل" على رفض فك تشفير هاتف آيفون تابع لأحد الإرهابيين، اضطر مكتب التحقيقات اللجوء لشركة إسرائيلية من أجل فتح الهاتف، وبالفعل نجحت في ذلك مقابل مقدار كبير من المال، وهو الأمر الذى أثار تخوفات البعض من أن هناك شركة قادرة على اختراق تشفير "أبل" والتجسس على الهواتف لصالح الحكومات مقابل المال.
وقال اللواء نصر مسلم، الخبير العسكري ورئيس جهاز الاستطلاعات السابق: إن امتلاك الولايات المتحدة أكثر من 10 أجهزة مخابراتية يجعلها متخصصة في التجسس على دول العالم، مشيرًا إلى أن هناك عدة أجهزة للتجسس الأمريكي أحدها تابع للرئيس الأمريكي، وآخر تابع لوزارة العدل هناك، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لا تستطيع التجسس على الأجهزة الأمنية في مصر، حيث إن مصر لديها نظم تكنولوجية معقَّدة لا يمكن اختراقها.
وعن أسباب المراقبة أوضح أن الهدف من تجسس الولايات المتحدة الأمريكية، ومراقبتها وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، بجانب وسائل البريد الإلكتروني المختلف، على جميع دول العالم العربي والأوروبي، خاصة دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط، الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي ومصالحها، وإحباط العمليات الإرهابية، والتحدير منها، مذكرًا باعترف الرئيس الأمريكي السابق أوباما، بأن ما تفعله وكالة الأمن القومي تقتضيه مصلحة الأمن لأمريكا.
وأكد المهندس حسام صالح، خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن مختبرات "مكافي" للتكنولوجيا الحديثة رصدت، العام الماضي، أكثر من 2.3 مليون تطبيق جديد لبرمجيات خبيثة من خلال بثها في شبكات التواصل وبرامج الاتصال المجاني، التي يمكن التجسس من خلالها على ما يقوم الشخص بعمله على جهازه.
ولفت المهندس مالك صبري، مبرمج ومسئول برمجيات، إلى أن شركة "جوجل" إحدى الشركات العالمية، هي صاحبة نظام التشغيل "أندوريد"، الموجود على 90% من الهواتف المحمولة، مشيرًا إلى أن الموبيلات الصغيرة التى تعمل بنظام "algava"، انتهت مند فترة كبيرة، والذي يعمل الآن الانظمة الحديثة، لافتًا إلى أن الشركة المتطورة للأندوريد هي شركة جوجل، التى تتحكم فى جميع خصائصه وإمكانياته من الصفر.
وأكد صبري أن جميع الهواتف التى تعمل بنظام الأندوريد، وما تملكه من معلومات هي لدى شركة جوجل وتستطيع فى أى وقت أن تطلع عليها، لكن سياسة الخصوصية تمنعهم من ذلك، مؤكدًا أن الشركات المطورة للبرمجيات، أو المطورة لأجهزة الموبيل، مثل شركة أبل، أو شركة جوجل التى تلقى انتشارًا واسعًا بين المواطنين، لديها الداتا الخاصة بجميع عملائهم، حتى المكالمات والرسائل، والصور التى يتم تناقلها عبر نظام البلوتوث".
وأوضح خبير التكنولوجيا أن جميع أجهزة التكنولوجيا المتصلة بالإنترنت فى دول العالم بما فيها مصر، قابلة للاختراق، سواء كان معقدًا أو سهلًا، حيث إنه يعتمد على شفرات ونظم حماية.
وحذر صبري من نظام التطبيقات "gui" التى يتم تنزيلها على الهواتف المحمولة، مؤكدًا أنها واجهة جرافيكية يتعامل معها كل من لديه هاتف محمول، مشيرًا إلى أن التطبيق الذي يتم تنزيله على الهاتف، سواء كان من شركة عالمية أو شركة غير مجهولة، لا ندري ماذا يحدث فى gui، الخاص به، مقترحًا عدم التنزيل تطبيقات مجهولة، وزيادة التأمين، منوهًا بأن الشركات العالمية تحمي عملاءها من خلال نظام السيرفر المخفي.