الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كلمة كشفت المسكوت عنه "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمام قمة الرياض حقائق مسكوت عنها ساعدت على وضع النقاط على الحروف، فى السعى لتطوير العلاقات العربية الإسلامية من ناحية، والأمريكية من ناحية أخرى، بإزالة سوء الفهم الذى علق بها منذ إدارة الرئيس باراك أوباما لفترة طويلة واستبدال ما يمكن تسميته الجوانب الصراعية فى هذه العلاقات، بعوامل شراكة تصب فى مصلحة الأطراف كافة، ولهذا رأى الرئيس السيسى أن القمة اكتسبت أهمية سياسية غير مسبوقة، وفى الوقت نفسه عبرت عن رغبة حقيقية من قبل المشاركين فيها فى تجديد التعاون بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية، بما يفند صورة غير حقيقية رسخت لعقود طويلة فى ذهنية العقل الغربى عن العرب والمسلمين.
قد أدى ذلك إلى الاعتقاد لدى البعض أن الخلافات السياسية، وتعارض المصالح قد تعنى صراع الحضارات، أى أن العلاقة بين الشعوب عبارة عن صراع يقضى فيه طرف على آخر، وعليه تنامت ظاهرة الإرهاب من وسط بيئة حاضنة غذتها عوامل الصراع السياسى والاقتصادى، وانتشار النزاعات الإقليمية والدولية، ومن هنا جاءت أهمية قمة الرياض باعتبارها نقطة مفصلية فى العلاقات الدولية بشأن التصدى لهذه الظاهرة التى لا دين لها ولا وطن. 
وترجمت هذه الأهمية فى مواجهة التطرف والإرهاب من خلال آلية جديدة عبارة عن إنشاء مركز عالمى تمخض عن القمة مهمته استئصال خطر الإرهاب، وتجفيف منابعه والقضاء على مصادر تمويله. وهذا يفسر أن مواجهة خطر الإرهاب تتطلب غير الإجراءات الأمنية والعسكرية فهمًا شاملًا للأبعاد السياسية والأيديولوجية والفكرية واللوجستية للإرهاب.
وهنا طرح الرئيس السيسى فى كلمته عددًا من المحددات توضح سبل وضع استراتيجية عالمية لمواجهة التطرف والإرهاب فى العالم، وهو ما يساعد على نجاح الآلية العالمية لمحاربة التطرف والإرهاب، منها شمولية مواجهة الإرهاب، بمعنى مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، فلا مجال لاختزال المواجهة، لأن التنظيمات الإرهابية تنشط عبر شبكة متشعبة تجمعها روابط متعددة فى معظم أنحاء العالم تشمل الأيديولوجية والتمويل والتنسيق العسكرى والمعلوماتى والأمنى، ومن هنا فلا مجال لاختصار المواجهة فى مسرح عمليات واحد دون آخر هنا أو هناك، وإنما يقتضى النجاح فى استئصال خطر الإرهاب أن نواجه جميع التنظيمات الإرهابية بشكل شامل ومتزامن على جميع الجبهات، وعلى سبيل المثال تخوض مصر حربًا ضروسًا ضد التنظيمات الإرهابية فى شمال سيناء واستطاعت أن تحقق فيها انتصارات مستمرة وتقدمًا مطردًا مع الحرص على ضبط وتيرة المواجهة، ونطاقها بحيث يتم القضاء على الإرهاب بأقل خسائر ممكنة، مع الحفاظ على أرواح المدنيين، وهكذا نجد أن معركة مصر مع الإرهاب هى جزء من الحرب العالمية ضد الإرهاب، واستيعاب أبعاد ظاهرة الإرهاب فيما يتصل بثلاثة عناصر مهمة هى: التمويل والتسليح والدعم السياسى والأيديولوجى لأن الإرهابى ليس فقط من يحمل السلاح، وإنما أيضًا من يدربه ويموله ويسلحه، ويوفر له الغطاء السياسى والأيديولوجى ودعونا نتصارح: أين تتوفر الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية لتدريب المقاتلين وعلاج المصابين منهم وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم؟ مَن الذى يشترى منهم الموارد الطبيعية التى يسيطرون عليها مثل البترول؟ مَن الذى يتواطأ معهم عبر تجارة الآثار والمخدرات؟ ومِن أين يحصلون على التبرعات المالية؟ وكيف يتوفر لهم وجود إعلامى عبر وسائل إعلام ارتضت أن تتحول لأبواق دعائية للتنظيمات الإرهابية، وهى موجودة فى عدد من الدول التى تعلن حكوماتها أنها ضد الإرهاب؟ وللحديث بقية.