الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

العلاقات القطرية الإسرائيلية الإيرانية.. "ود متواصل بدون انقطاع".. الدوحة تهاجم دول الخليج إرضاءًَ لـ"طهران".. والخبراء يؤكدون: تقود مخططًا لتفتيت الشرق الأوسط

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفظ قطر بعلاقات تجارية وسياسية مع دولة إسرائيل، ولم تترك فرصة للتعاون من أعداء العرب ودعمها للإرهاب، وتعمل جاهدة لتمزيق الوطن العربي إلى دويلات صغيرة مجزأة، أملًا في الفوز بالمنطقة العربية، وذلك خلال التعاون الرسمي مع إسرائيل والجماعات الإرهابية التي تعتبر الأذرع الرئيسية القطرية، ليكن شعارها الذي تتبناه قطر مع إسرائيل "عدو عدوي صديقي"، حيث كان تعاون قطر مع إسرائيل مثمرًا، لتحقيق مخططها الدنيء ضد الدول العربية والعرب أجمعهم.

نسب إلى قطر أنها بدأت علاقاتها مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز بعد زيارته لقطر عام 1996 وافتتحا المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة ووقعا اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.

واستهدفت العلاقة وقتها ترشيح قطر لعضوية غير دائمة في مجلس كان الأمن الدولي مقررًا من عام 1993، وقد صارحت قطر بالفعل بعلاقتها بإسرائيل في معاهدة التجارة الحرة الجات، فهذه الاتفاقية لها شروطها ومنها أنه لا توجد مقاطعة، والعلاقات القطرية الإسرائيلية جيدة والعلاقات مع الولايات المتحدة ممتازة وإن كانت هناك اشكاليات في الرأي بين الطرفين.

وكانت العلاقات القطرية الإسرائيلية في أفضل حالاتها عندما التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سرًا مع رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم في باريس للحديث عن موضوع السلام الفلسطيني وصفقة التبادل مع جلعاد شاليط، وقد انقطعت العلاقات بين قطر وإسرائيل في أعقاب الحرب على قطاع غزة أواخر عام 2009، ومنذ ذلك الوقت أرسلت قطر رسالتين لإسرائيل تعبر فيهما عن رغبتها في تجديد العلاقات مع إسرائيل، ولكنها رفضت من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير خارجيته ليبرمان، ولكن أمير قطر السابق حمد بن خليفة أكد في تصريح سابق أن العلاقات ما زالت قوية.

وفي عام 2010، قدمت قطر طلبًا مرتين لاستعادة العلاقات التجارية مع إسرائيل، والسماح بإعادة البعثة الإسرائيلية في الدوحة، بشرط أن تسمح إسرائيل قطر لإرسال مواد البناء والأموال إلى قطاع غزة للمساعدة في إعادة تأهيل البنية التحتية، على أن تقوم إسرائيل بإصدار بيان علني تعرب عن تقديره لدور قطر والاعتراف بمكانتها في الشرق الأوسط الأمر الذي رفضته إسرائيل، حيث رأت أنه يمكن استخدام الإمدادات القطرية من قبل حماس لبناء عتادها من جديد وتعزيز قوتها لإطلاق صواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية، وكذلك لا تريد إسرائيل أن تتورط في المنافسة بين قطر ومصر على مكانتيهما في الشرق الأوسط.

وأكد على هذا التعاون "ليئور بن دور" المتحدث الرسمي السابق باسم الخارجية الإسرائيلية، حسبما نشر في فبراير ٢٠١٥، عبر إحدى الصحف الكبرى في إسرائيل أن هناك تعاونًا إعلاميا مهما بين إسرائيل وقطر، وهو ما يتمثل في قناة الجزيرة التي تستضيف "ليئور" أو غيره من الدبلوماسيين الآخرين عبر شاشاتها، هذا بالإضافة إلى الأموال القطرية التي دعمت حملات بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، كما كشفت منافسته تسيبي ليفني زعيمة حزب الحركة.

لم تكن سياسة قطر سياسة داعمة للإخوان فقط، ففي الوقت الذي كان المال القطري يتدفق داخل إسرائيل وتزويد قطر إسرائيل بالغاز لمدة غير محدودة وبأسعار رمزية، كانت في الوقت ذاته تدعم كل ما هو متطرف، ولم تكف عن تغذية الاضطرابات في اليمن بدعمها للحوثيين، وأيضًا تدعم الشيعة في البحرين ومظاهراتهم، وتدعم اضطرابات في شرق السعودية، وتدعم تنظيم داعش في سوريا والعراق (تنظيم داعش في العراق والشام)، وجبهة النصرة، التي تعتبر فرعًا محليًا للقاعدة.

وساعدت بشكل كبير في إرسال المقاتلين والسلاح لـ"جبهة النصرة" عبر قنوات تهريب كانت تستخدم فى السابق لتهريب الأسلحة إلى حركة حماس من سوريا، وباستخدام نفس المهربين السوريين المحسوبين على جماعة الإخوان، هذا كله في الوقت الذى تتقارب فيه سياسيًا مع إيران، ليبدو الأمر وكأنها لا تدعم المتطرفين السنة، ممثلين في داعش والإخوان، بل تدعم الاضطرابات الشيعية في المنطقة، وكأنها تغذى وجود منطقة مضطربة، تقوم على صراع ديني ما بين السنة والشيعة.

ولا تمل قطر من التودد للإسرائيليين فهي التي تعيش فوق آبار النفط والغاز ولكنها بشيخ امارتها حمد آل ثاني يشجع رجال اعمال اسرائيليين على الاستثمار كما ذكرت صحيفة (هآرتس) في مقال بعنوان (ربيع ضبابي)، حيث يرى كاتب المقال أن قطر مستعدة أكثر للانفتاح على (الاسرائيليين) ولكنها تعاني نقصا من المبادرين ولو أن إسرائيل كانت مبادرة سياسية أيضا لكان الأمير مستعدا لفتح أبواب قطر على مصراعيها.

في هذا السياق قال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية: إن علاقة قطر بدولة إسرائيل ووجود علاقات تجارية وسياسية، هي محاولة للاحتماء بالكيان الكبرى في العالم، واعتراف رسمي من الدولة القطرية بضعفها كدولة عربية.

وأوضح عيد، أن قطر تعلم جيدًا أن الدولة الخليجية جميعها تقع تحت تهديد المخطط الإيراني الذي يسعى للتمدد داخل الخليج العربي، ودعم قطر لدولة إيران ما هو إلا إرضاء لإيران ومحاولة لكسب طهران حتى لا تقع في مربع الانتقام الخاص بها.

من جانبه قال طارق أبو السعد، المنشق عن جماعة الإخوان، إن العلاقة القطرية الاسرائيلية لم تكن علاقة عابرة او تناصبها عداء ولكن تربطها علاقة تجارية قديمة، مبينًا أن قطر تسعى إلى خدمة الرأسمالية العالمية أملًا في أن تكون جزء من هذه المنظومة العالمية.

وأضاف أبو السعد، أن قطر تقود مشروع تفتيت الشرق الأوسط الذي يخدم المصالح الأمريكية والاسرائيلية، لتفتيت الدول القومية الكبرى وانهاك الجيوش التي ربما تهدد أمن وأمان اسرائيل في المنطقة، حيث ساعدت قطر في هدم الجيش والدولة الليبية والعراقية والسورية.

ولفت إلى أن دعم قطر لإيران هو نوع من أنواع المنافسة والمناوئة للدول السعودية، لاعتبارات سياسية واقتصادية، حتى لا تنفرد الدولة السعودية بقيادة المنطقة العربية، ولذلك تدعم قطر طهران بشكل صريح لكسر هيبة الدولة السعودية.