الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

هنا "الحسين".. الراعي الرسمي لفرحة رمضان

الحى الفاطمى خلية نحل لتجهيز «موائد الرحمن»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشار باعة الفوانيس والياميش.. والمقاهي تتزين لاستقبال المصريين والأجانب
في حي الحسين، هذه البقعة الروحانية التي تعد الراعي الرسمي لإحياء أيام وليالي شهر رمضان المعظم، بعيدًا عن هموم السياسة واشتعال الأسعار، تتلقفك الأجواء الاحتفالية العطرة لاستقبال الصوم، حيث بدأت استعدادات موائد الرحمن لإفطار الصائمين، كما انتشرت شوادر بيع الفوانيس، وتزينت المقاهي لاستقبال «السهرانين» ممن يعتبرون هذه المنطقة فسحتهم الرئيسية خلال الشهر الفضيل.
ففي رحاب القاهرة الفاطمية التى تعود بك إلى أكثر من ١٠٠٠ عام، حيث تجد الشوارع وقد تحولت إلى خلية نحل، الكل يعمل على قدم وساق، خصوصًا في هذه الأيام التي ينتظر ملايين المسلمين النسائم العطرة لشهر رمضان الذي ينتظره المصريون، مسلمين ومسيحيين، ليتجمعوا على قلب رجل واحد، تمامًا كما يقدس المسلمون السيدة مريم وابنها المسيح.
وفي أرض الكنانة مصر يتميز الشهر الكريم بمميزات خاصة تمنحه جوًا روحانيًا لا يمكن مقارنته بأي بلد آخر، خصوصًا في ظل قدوم رمضان هذا العام في أيام الصيف، حيث يستعد الملايين لاستقبال الشهر المبارك الذي يضفي على أيام الدهر روعة وبهجة تلازم الذاكرة طوال العام، فتهوى إليه الأنفس وتنتظر قدومه كل عام، فتجد أغلب المحال وقد اكتست بالزينات والفوانيس التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير هذا العام، حيث تبدأ أسعار الفانوس المعدني من ٢٥ وتصل إلى نحو ٥٠٠ جنيه.
وحين استفسرنا عن سبب هذا الارتفاع الجنوني، أجاب محمود المنصوري، أحد أصحاب محال الفوانيس بحي الأزهر، أن هذا يرجع بالأساس لارتفاع الأسعار وأجور العمال المهرة، وأشار في الوقت نفسه إلى المميزات الموجودة بالفانوس المعدني، قائلا إنه يحمل طعم ورائحة شهر رمضان بعكس الفانوس الصيني البلاستيك الذي لا تظهر فيه أي براعة أو فن.
أما عن باقي مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل والتي يأتي على رأسها ياميش رمضان، فالأسعار فعلا فلكية، حيث تصل بعض الأصناف إلى ٢٥٠ جنيها مثل القراصية والفستق وعين الجمل، فيما تبدأ أسعار البلح الذى يطلقون عليه ياميش الغلابة من ١٥ جنيهًا وحتى ٦٠ جنيهًا.
وبشكل عام تمتاز أيام الشهر الفضيل فى أغلب البلدان العربية والإسلامية بسمات خاصة ربما لا تتوافر في غيره من سائر الشهور، من بينها زيادة الجانب الإيمانى والإقبال على أعمال الخير والبر والتقوى والحرص على أداء المناسك بالمساجد فتجد بيوت الله ممتلئة بالعمار وتتزين الشوارع والطرقات حتى تبدو وكأنها عروس تستعد للقاء عريسها.
لكن ما لا يمكن لأحد أن ينكره أن لأيام وليالى رمضان فى مصر «شكل تاني» تماما، حيث التمسك بفضائل الشهر المبارك على أكمل وجه، بدءا من "موائد الرحمن" وانتهاء بتزيين كل شبر على أرض المحروسة بعلامات البهجة، فيكاد لا يخلو شارع أو حارة من بيارق الفرح التى غالبا ما تحمل آية كريمة أو ابتهال ديني أو حتى لمبة وفانوس رمز البشاشة التي تعتري الناس لحضرة رمضان.
وإذا كانت مظاهر السعادة هذه تنتشر في كل حي لكنها بلا شك تتركز بشكل كبير مبهج في الأحياء الأثرية العتيقة مثل منطقة الحسين والقلعة والجمالية رموز القاهرة العتيقة، فتبدو فيها مواكب التهليل والاحتفال على نحو يرسم لوحة جمالية تترك أثرها في نفس كل من يشاهدها.
وفي شارع الأزهر رمز القاهرة الفاطمية تحرص الطرق الصوفية على التعبير عن بهجتها بوفود الزائر الكريم شهر رمضان المعظم، تلك المراسم التي تجتذب السائحين حتى من غير المسلمين قبل المصريين أنفسهم.
وتتم هذه الاحتفالات في إطار حراسة أمنية تشريفية تسعى لتنظيم سير تلك المواكب، بحيث لا تعرقل حركة المرور ولمنع تسلل الفوضى والمندسين إليها، بحيث تتم في مظهر حضاري جدير بالتسجيل، فهناك الكل يفرح والكل يحتفل على طريقته الخاصة.
ويحرص السائحون العرب والأجانب على الانضمام إلى هذه المسيرات، تعبيرًا عن الفرحة والانسجام التي تأخذ عدة أشكال من بينها ترديد الأنشودة الرمضانية الخالدة «حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو»، كما يقبل البعض على شراء «الياميش» الذي يبدأ من «البلح وقمر الدين» للغلابة، وينتهى بـ«عين الجمل والبندق» وباقي أصناف المكسرات التي ترفع شعار للأثرياء فقط.