أشادت الصين بقرار منظمة الصحة العالمية رفض اقتراح لمناقشة دعوة تايوان لحضور الاجتماع السنوي لجمعية الصحة العالمية التي تعد أعلى جهاز لاتخاذ القرار في منظمة الصحة حيث تقوم بتحديد سياسات المنظمة ومراقبة أوضاعها المالية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشان يينغ في تصريح رسمي اليوم الثلاثاء، إن القرار دافع عن كرامة الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات جمعية الصحة العالمية، وأظهر أن مبدأ "الصين الواحد" هو مبدأ يدعمه المجتمع الدولي.
وأكدت أن الحكومة المركزية الصينية تريد أن يتم التعامل مع قضية مشاركة تايوان في الفعاليات التي تعقدها المنظمات الدولية على النحو الصحيح وفقا لمبدأ "الصين الواحدة" ومن خلال المفاوضات عبر المضيق.
كان الوفد الصيني المشارك في أعمال الدورة السبعين لجمعية الصحة العالمية أكد أول أمس الأحد أن مبدأ "الصين الواحدة" هو شرط مسبق لمشاركة تايوان في المؤتمر السنوي لمنظمة الصحة العالمية.
وخلال مؤتمر صحفي، عُقد قبل يوم واحد من افتتاح جمعية الصحة العالمية لفعالياتها في جنيف، دحض الوفد ما قالته تايوان حول معاناتها من وجود "فجوة في الوقاية من الأوبئة" بسبب حرمانها من المشاركة في اجتماعات الجمعية.
وفي ردها على أسئلة متعلقة بتايوان، قالت لي بين، رئيسة الوفد الصيني ووزيرة اللجنة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة، إن سلطات تايوان، التي يقودها حاليا الحزب التقدمي الديمقراطي، هي من وضعت حاجزا أمام مشاركة تايوان في جمعية الصحة العالمية. وجددت التأكيد على "توافق عام 1992" عبر المضيق، الذي يركز على مبدأ "الصين الواحدة"، كشرط مسبق لمشاركة تايوان.
ولفتت لي إلى أن الحزب التقدمي الديمقراطي "رفض الاعتراف بأن جانبي مضيق تايوان ينتميان إلى صين واحدة. وبسبب موقفه هذا فإنه قوض الأساس السياسي للعلاقات عبر المضيق، وأوصل آلية الاتصال والتواصل عبر المضيق إلى طريق مسدود".
وأشارت إلى أنه نتيجة لذلك، فإن الأساس السياسي لمشاركة تايوان في المؤتمر السنوي لجمعية الصحة العالمية لم يعد قائما.
ووفقا لما ذكرته، فإن خلال الفترة من عام 2009 إلى عام 2016، قامت الحكومة المركزية في الصين بوضع ترتيبات خاصة لتايوان لحضور جمعية الصحة العالمية بصفة مراقب تحت اسم "تايبيه الصينية" تبعا لـ "توافق عام 1992" الذي تم التوصل إليه بين البر الرئيسي الصيني وتايوان.
غير أنه منذ أن فاز بالانتخابات المحلية في تايوان العام الماضي، فإن موقف الحزب التقدمي الديمقراطي جعل "من المستحيل القيام بأي مشاورات عبر المضيق من أجل وضع ترتيبات خاصة بعد الآن"، حسبما ذكرت لي. وجددت لي التأكيد على موقف الحكومة المركزية في الصين على حماية مصالح الصحة العامة في تايوان.
وقالت إن "موقف الحكومة المركزية في الصين إزاء معالجة القضايا الصحية، التي تهم مواطني تايوان، صادق وجاد، وأن التدابير النشطة المتخذة عملية وفعالة"، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ ترتيبات مناسبة لتايوان للمشاركة في الشئون الصحية العالمية ولإجراء تبادلات تجاه الأوبئة والقضايا الصحية الأخرى مع خبراء منظمة الصحة العالمية في مجال الطب والصحة العامة.
وأفادت أنه من خلال المشاورات مع منظمة الصحة العالمية، فإن الحكومة المركزية في الصين اتخذت الترتيبات المناسبة لتطبيق اللوائح الصحية الدولية في تايوان، مضيفة أن تايوان "يمكنها الوصول إلى المعلومات المتعلقة بحالات طوارئ الصحة العامة التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية، بالتالي فإن ما يسمى بـ(فجوة الوقاية من الأوبئة) غير موجودة على الإطلاق".
بالإضافة إلى ذلك، قالت لي إن هناك اتفاقات وتبادلات عبر المضيق جرت على أساس "توافق عام 1992" في مجالات الطب والصحة العامة، بما في ذلك الوقاية من الأوبئة وعلاجها ، وإدارة وأبحاث سلامة الدواء، وتطوير الطب الصيني التقليدي، مع وضع آليات تعاون مبنية على العلاج الطبي في حالات الطوارئ والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية العامة، من بين أمور أخرى.
