الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

رئيس بنك التنمية الأفريقي: القارة ستحقق نموًا يبلغ 3.4% في العام 2017

رئيس بنك التنمية
رئيس بنك التنمية الإفريقي أكينومى أديسينا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال رئيس بنك التنمية الأفريقي أكينومى أديسينا، اليوم الثلاثاء: إن أفريقيا ما زالت تشهد نموا اقتصاديا مرنا، حيث يتوقع أن يبلغ معدل النمو في القارة 3.4% هذا العام 2017 مقارنة مع 2.2% في العام الماضي 2016، وذلك بالرغم من الصعوبات التي تسبب فيها الركود الاقتصادي العالمي. 
وأضاف أديسينا -خلال مراسم افتتاح أعمال الاجتماع السنوي لمجموعة بنك التنمية الأفريقي والذي يُعقد تحت شعار "إحداث تحول زراعي من أجل توفير الثروات في أفريقيا" في مدينة أحمد أباد بالهند اليوم ويستمر أربعة أيام- أن 12 دولة إفريقية حققت في عام 2016 نموا تجاوز 5% وحققت 20 دولة أخرى نموا تراوح بين 3 و5%، مؤكدا أن "اقتصاد إفريقيا خلافا للاقتصاد العالمي يتسم بالمرونة ولكن علينا أن نتحرك سريعا لإطلاق معدلات نمو أكبر من شأنها أن تقلل إلى حد كبير من الفقر وأن ندعم تنويع اقتصاديات دول القارة بشكل أسرع".
وقال إن الثقة في أفريقيا وفي إمكانياتها هو ما يدفع عمل بنك التنمية الأفريقي باتجاه تحقيق الأولويات الخمس للبنك، وهي: "إضاءة إفريقيا وتوفير الطاقة لها، وإطعام أفريقيا لنفسها من داخلها، وتصنيع أفريقيا، وتحقيق الاندماج والتكامل في القارة، وتحسين نوعية الحياة للمواطنين فيها". 
وأشار إلى أن تحليلا مستقلا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكد أن أفريقيا ستحقق 90% من أهداف التنمية المستدامة و90% من أهداف "أجندة أفريقيا لعام 2063" من خلال التركيز على إنجاز هذه الأولويات الخمس لبنك التنمية الأفريقي، موضحا أن البنك يعجل بالاستثمارات في القارة، ومشيرا إلى أنه وافق على تقديم في عام 2016، 10.5 مليار دولار لدعم الاستثمار في القارة، وهو أعلى مبلغ على الإطلاق قدمه على مدار عام وأن البنك على استعداد لتقديم المزيد.
وأضاف أن 3.3 مليون أفريقي استفادوا خلال العام الماضي من شبكات الربط الكهربائي الجديدة، واستفاد 3.7 مليون أفريقي من توفير المياه والصرف الصحي لهم، واستفاد 5.7 مليون من التحسينات في قطاع الزراعة، و9.3 مليون أفريقي من توفير خدمات الرعاية الصحية لهم، و7 ملايين أفريقي من توفير وسائل النقل.
وأوضح أن تركيز الاجتماع السنوي لبنك التنمية الأفريقي لهذا العام ينصب على إنجاز الأولوية الثانية من الأولويات الخمس للبنك وهي: "إطعام أفريقيا لنفسها من داخلها"، مؤكدا أنه لا يوجد مكان أفضل في العالم لمناقشة هذه المسألة سوى الهند حيث حولتها "الثورة الخضراء" من دولة معتمدة على سخاء الآخرين إلى دولة مكتفية ذاتيا من الطعام، بل أصبحت الآن مستودعا غذائيا للعالم واستغرقت ثلاث سنوات فقط لتحقيق هذا الهدف، وقال: "إن ذلك لم يكن معجزة، بل كان بمثابة إرادة سياسية امتزجت بالتصميم على التنمية بكرامة".
وأضاف: "يتعين على أفريقيا أن تطعم نفسها ومن داخلها لكي تحقق تنمية بكرامة"، موضحا أن فاتورة استيراد أفريقيا من الأغذية تبلغ 35 مليار دولار سنويا ويُتوقع أن تنمو إلى 110 ملايين دولار سنويا بحلول 2025، وهذا يمثل عائقا سلبيا على الاقتصاد الكلي والاستقرار المالي بالقارة، مؤكدا أن القارة يجب أن تنهض سريعا وتطلق إمكانياتها الزراعية بشكل كامل.
ولفت إلى أن "أفريقيا تملك 65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، ولكنها غير مزروعة، وهي تكفي لإطعام 9 مليارات شخص بحلول عام 2050، ولذلك فإن ما تفعله أفريقيا مع الزراعة اليوم سيحدد مستقبل الغذاء في العالم، ويتعين بشكل أساسي الآن استغلال الميزة التنافسية الطبيعية لأفريقيا في الزراعة وتسريع الحصول على البذور عالية الجودة والأسمدة والري والخدمات الميكانيكية والتمويل، ويجب أن تؤخذ الزراعة بوصفها نشاطا تجاريا في جميع أنحاء أفريقيا".
وتابع، أن "أفريقيا التي تنتج 75% من الكاكاو في العالم، تحصل فقط على 2% من عائدات سوق الشوكولاتة البالغ قيمته 100 مليار دولار سنويا. فالمزارعون الأفريقيون يعرقون، في حين يأكل الآخرون الحلويات. وعلى الرغم من أن سعر الكاكاو قد وصل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، فإن أرباح المصنعين العالميين للشوكولاتة بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق. لقد حان الوقت لتصنيع الكاكاو الأفريقية داخل القارة، لأننا يجب أن ننهي هذا الوضع الذي يجعل القارة في أدنى سلاسل القيمة العالمية".
وأشارالى أن "بنك التنمية الأفريقي يعتزم لهذا السبب، استثمار 12 مليون دولار في الزراعة خلال السنوات العشر المقبلة وهو يمثل زيادة بنسبة 400 في المئة في معدل الإقراض السنوي لهذا القطاع.. لكن هذه الجهود لن تُكلل بالنجاح إلا إذا أتيحت الكهرباء بشكل جيد في القارة بهدف تنمية التصنيع الزراعي ودفع الاقتصاديات الريفية وتوفير الوظائف للشباب وانتشال الملايين من الفقر؛ لهذا السبب سوف يستثمر البنك 12 مليار دولار في مجال الطاقة خلال السنوات الخمس المقبلة".
ولفت إلى أن عدد الشباب في القارة سيرتفع من 434 مليونا حاليا إلى 840 مليونا بحلول عام 2050؛ وبالتالي ستكون أفريقيا أعلى منطقة سكانا من فئة الشباب في العالم.. "وهذه الأصول السكانية إذا ما تم استكشافها وتدريبها جيدا سيجعل أفريقيا مركزا للمهارات في المستقبل. ولكن الوضع الآن غير طيب حيث إن ثلث هؤلاء الشباب إما عاطلون أو محبطون والثلث من العاملين منهم يعمل في عمل هش وواحد فقط من بين كل ستة شباب لديه وظيفة مقابل أجر".
وأكد: "إذا استطعنا خفض نسبة البطالة بين الشباب إلى النسبة السائدة بشكل عام بين السكان بالقارة، ستحقق الاقتصاديات الأفريقية نموا يتراوح بين 10 و20 في المئة. وسنتمكن من الحد من عدد المهاجرين (وعددهم مليون مهاجر) إلى أوروبا وحدها خلال عام 2016، حيث هاجر إلى إيطاليا منهم نحو 160 ألفا ونتمكن من إنقاذ الغرقى الذين بلغ عددهم أكثر من 5 آلاف، ودفن مستقبلهم معهم في قاع البحر المتوسط".