الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الإرهاب يضرب بريطانيا من جديد.. 70 قتيلًا ومصابًا في حادث مانشستر.. مركز بحثي: "داعش" ينتهج سياسة "دفع الثمن" تجاه الغرب.. وباحث إسلامي: الذئاب المنفردة "الخطر القادم" لتهديد العالم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الدقائق الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، شهد حفل للمغنية الأمريكية أريانا جراندي بمدينة مانشستر في شمال إنجلترا انفجارًا كبيرًا، أدى إلى مقتل 19 شخصًا على الأقل وإصابة نحو 50، فيما قالت الشرطة البريطانية إنها تتعامل معه باعتباره حادثًا إرهابيًا.
وقالت كاثرين ماكفارلين، التي حضرت الحفل: "كنا نمضي في طريقنا وعندما وصلنا إلى الباب وقع انفجار هائل وبدأ الجميع يصرخون، وكان المشهد فوضويًا، الجميع كانوا يركضون ويصرخون ويحاولون الخروج".
ومانشستر أرينا هي أكبر قاعة احتفالات مغلقة في أوروبا وافتتحت في 1995 وتستضيف حفلات موسيقية وأحداثًا رياضية.
في حين ذلك احتفل أنصار تنظيم "داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب وقوع الانفجار إلا أن التنظيم لم يعلن المسئولية رسميًا عن الحادث.
واستخدمت حسابات مرتبطة بالتنظيم، على "تويتر" والمنتديات الجهادية التابعة لها، تشير إلى الانفجار لنشر رسائل احتفالية وشجع بعض المستخدمين على شن هجمات مماثلة في مناطق أخرى، كما نشروا تسجيلات مصورة للتنظيم تهدد الولايات المتحدة وأوروبا.
ونشر آخرون لافتة كتب عليها "من باريس وبروكسل البداية وبلندن نقيم الولاية" في إشارة إلى هجمات "منفردة" مشابهة في بلجيكا وفرنسا أعلن التنظيم المسئولية عنها.

التهديدات مستمرة
وقبل وقوع الانفجار بدقائق معدودة كانت "البوابة" نشرت تقريرًا عن تحريضات من قبل التنظيم لعناصره لاستهدافه الدول الأوروبية خلال الأيام القادمة، وتركهم للعمل الإعلامي الذي كانوا يقومون به خلال السنوات الماضية، منذ تأسيس التنظيم، بقولها: "فبماذا تجيب ربك غدا وأنت ترى أصحاب الأعذار والشيوخ والأطفال في دولة الإسلام يحملون السلاح ويقودون المفخخات ويزودون عن ديننا وأعراضنا وأنت قاعد أمام شاشة الحاسوب أو الجوال وتظن نفسك تفعل ما تستطيع لنصرة دينك".
وبحسب ما تداوله حساب يُدعي أبو البراء المصري، عبر أحد المنتديات الجهادية، والذي قال فيها: "أنت تعلم أنك تستطيع فعل الكثير أسألك بالله كيف يطيب لك العيش كيف تأكل وتنام وتتمتع بزوجتك وإخوانك المسلمون فى كل مكان يتجرعون العلقم ويواجهوا الأهوال وقد توفر لك كل شيء، ولهذا يجب أن تتعلم الاغتيال والتخريب وصناعة المتفجرات وغيرها تملأ الأفاق والسلاح متوفر بأيدينا أو يمكنك الحصول عليه بسهوله والكفار من حولك في كل مكان فلا ينقصك إلا المبادرة بالعمل وإرادة القتال والإيمان".
كما وعد أبو البراء، بنشر طرق الحصول على السلاح وتصنيع العبوات الشعبية والكواتم وتكتيكات الاغتيال والنسف والتخريب هنا وفى موضوع دورة الإعداد".
استراتيجية التنظيم
وفي تقرير صادر عن مركز المزماة الإماراتي، قال إن تنظيم داعش، يتبنى استراتيجية جديدة في التعامل مع الدول الأوربية، من خلال العمليات الإرهابية المتكررة، وذكر التقرير، أن السياسة التي يتبعها التنظيم المتشدد تسمى بسياسة "دفع الثمن"، وهي تعتمد على أن يقوم عناصر التنظيم بضرب مصالح الدول الأوروبية، في مناطق لا تخضع لسيطرة "داعش"، للرد على قيام هذه الدول بالمشاركة في الحرب على التنظيم في مناطق سيطرته مثل سوريا والعراق، ويفضل أن يقوم بعملية "دفع الثمن" مجموعات أخرى، غير التي وقع عليها العدوان من هذه الدول وتسمى هذه المجموعات بالذئاب المنفردة.
وأشار التقرير، إلى أن التنظيم يهدف من هذه الاستراتيجية، إلى إشعار هذه الدول بأنها مكشوفة ومحاصرة ومخترقة من قبل التنظيم الإرهابي، وغير قادرة على حماية وتأمين مواطنيها، كما يربك حسابات هذه الدول، لا سيما إذا كانت عمليات "دفع الثمن" في مناطق تخضع لسيطرة أنظمة الكفر أو الردة ـ 


تفجيرات سابقة
ولم يكن هذا هو التفجير الوحيد الذي وقعت بريطانيا فيها، حيث سبقه العديد من التفجيرات الكبيرة، حيث شهدت سلسلة عمليات انتحارية متزامنة حدثت في لندن مستهدفة المواطنين اثناء ساعة الذروة، في صباح يوم الخميس 7 يوليو 2005، أسفرت الهجمات عن مصرع 50 شخصًا وإصابة ما يقرب من 700 آخرين.
وفي 22 مارس 2017 وقع على جسر وستمنستر، في ساحة البرلمان بالقرب من قصر وستمنستر بوسط لندن، كان المهاجم يقود مركبة دفع رباعي دهست مجموعة من المارة على جسر وستمنستر وحشدًا من الناس بالقرب من بوابات القصر، ثم قام المهاجم بطعن ضابط شرطة. بعدها أطلق رجال الشرطة النار على المهاجم. 
وفي تعليقه قال حسن أبو طالب مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إن داعش ستعتمد خلال الأيام المقبلة على الذئاب المنفردة في الدول الأوروبية لوقف الإمدادات التي تقوم بها في محاربتها في سوريا والعراق، لافتًا إلى أن التنظيم وضع الدول المشاركة في التحالف الدولي على رأس أولويات الاستهداف خلال شهر رمضان المبارك.



واتفق معه علي بكر، الباحث في الحركات الإسلامية، بقوله: إن تنظيم "داعش" يسعى جاهدًا لتعويض انحصاره الداخلي والتغطية على التراجع في العراق وسوريا، بتكثيف العمليات الخارجية، حتى يثبت لأنصاره أنه لا يزال قادرًا على التوسع.
وأكد بكر، في تصريح له، على أن إطلاق التنظيم ذئابه المنفردة في الدول الأوروبية، يعود إلى أن التنظيم خسر العديد من المناطق ولم يعد أمامه سوى الاتجاه نحو الدول الأوروبية، لافتًا إلى أن العائدين من داعش هم الخطر القادم لجميع دول العالم، خاصة مع خروجهم بأفكار تفكيرية كبرى.


بينما قال سامح عبدالحميد حمودة، القيادي السلفي، إن هذا الحادث الخطير يدل على أن الجيش المصري هو حائط الصد المنيع الحائل دون توغل الإرهاب في المنطقة العربية ومن خلفها العالم كله، فمصر محاطة بالمراكز الرئيسية لجماعات الإرهاب مثل داعش وغيرها، ومصر هي العقبة أمام انتشارهم في المنطقة ومن بعدها أوروبا.
وأضاف حمودة، في تصريح خاص، التفجير يؤكد أن الإرهاب ليس بعيدًا عن بريطانيا، وأنه ظاهرة عالمية، وأن هناك مَن نجح في اختراق الاحتياطات الأمنية الدقيقة في بريطانيا، وقامت مجموعة بتصنيع المتفجرات أو إدخالها بطريقة محكمة، كما أن اختيار الموقع والتوقيت وطريقة الهجوم كلها أمور تشير إلى أن هناك خطورة من تكرار مثل هذه الكارثة، فعلى دول العالم دعم مصر للتخلص من جذور الإرهاب.

الأزهر والافتاء
استثمرت المؤسسة الدينية في مصر، أحداث "مانشستر" للتأكيد على ضرورة وضع استراتيجية عالمية لمواجهة الإرهاب، لافتة إلى أن التعاون بين الدول يحصنها من خطر التطرف. 
وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، المتواجد بمدينة برلين الألمانية للمشاركة في احتفالية حركة الإصلاح الديني في أوروبا التي تقيمها الكنيسة البروتستانتية بمناسبة مرور 500 عام على تأسيسها، أن الأزهر يرفض بشكل قاطع مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تخالف تعاليم الإسلام السمحة وكافة الأديان السماوية والتقاليد والأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية، مجددًا دعوته إلى ضرورة وضع استراتيجية عالمية عاجلة لمواجهة الإرهاب من أجل القضاء عليه وتخليص العالم من آفاته وشروره.
من جهته، أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن تلك العمليات الإرهابية التي تُسفك فيها الدماء ويرُوَّع بها الآمنون لا يقرُّها أصحاب الفطرة الإنسانية السليمة، ولا أي دين من الأديان؛ لأن الأديان جميعها تدعو إلى عمارة الأرض وليس الإفساد فيها، لافتًا أن هذه الجماعات المتطرفة التي تتستر زورًا برداء الدين تضر بالإسلام ضررًا بالغًا بتشويه صورته، خاصة في الغرب؛ مما يزيد من وتيرة الإسلام وفوبيا وتؤثر على المسلمين هناك.
وشدد المفتي، على ضرورة التعاون الجاد بين جميع الدول وعلى كل المستويات من أجل تحصين مجتمعاتنا من خطر التطرف والإرهاب الذي لم يعد مقتصرًا على منطقة بعينها.