الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

معًا نقضى على الغلاء والاحتكار.. والفقر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الشعب المصرى بطبيعته؛ شعب مبدع ومبهر؛ والأمثلة لا حصر لها. قديمًا شيّد حضارة خالدة أبهرت الدنيا وما زالت. وحديثًا بنى السد العالى، وحفر قناة السويس القديمة والجديدة.
ونسلط شعاعًا من الضوء على القناة الجديدة؛ فما إن أطلق السيسى الدعوة ؛ ليستجيب الشعب على الفور، ويدفع أكثر من ٦٤ مليارًا من الجنيهات فى غضون ثمانية أيام، بما يزيد ١٥ بالمائة علي المبلغ المطلوب. وبالعزم والتصميم والإرادة الوطنية؛ تم إنجاز القناة فى أقل من سنة بأيدى ومعدّات وخبرات مصرية، لم يكن العالم أجمع بخبرائه وعلمائه ليصدّق هذا الحدث المدوّى، ولكن القناة أصبحت حقيقة ماثلة وواقعًا ملموسًا أهداها الشعب المصرى للعالم أجمع.. وقفة نادرة ومشرقة، لقد نادى الزعيم ولبّى المصريون النداء. وليس هذا بجديد على الشعب المصرى العريق.
هذه بعض أمثلة، ولسنا بصدد الحصر؛ وإلا استغرقنا العمر كله. بذات الأسلوب، وعلى نفس الوتيرة، وبتضافر أبناء الشعب؛ يُمكننا إنجاز مشروعات مماثلة، من ناحية؛ نحلّ معظم مشاكلنا، ومن ناحية أخرى؛ تستطيع الحكومة أن تلتقط أنفاسها، وتتفرغ والجهاز الإدارى والتنفيذى للمشروعات الكبرى والعملاقة؛ ما يتصل بالصناعة والزراعة والتعليم والصحة والإسكان.. وهلمّ جرّا.. إلى جانب محاربة الإرهاب الخارجى والداخلى، واقتلاع الفساد من جذوره، واسترداد أراضى الدولة «الشعب» والقضاء على البطالة، ورفع مستوى المعيشة، واستكمال أهداف الثورة بتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، وغيرها من ضبط الشارع، وتطبيق القانون بحزم وحسم، ودون تراخٍ وتباطؤ أو تمييز.. وبلا هوادة. ومن أهم المشروعات فى الوقت الراهن: القضاء على الغلاء والاحتكار.. وبنظرة سريعة نرى المساجد ودور المناسبات والمدارس عام وأزهرى، تـُشيد كل يوم؛ خاصة فى القرى فى سائر المحافظات.. وكلها من تبرعات الأهالى وتعاونهم وتكاتفهم. وبالنسبة للمدارس الخاصة؛ فلن نخوض طويلا؛ فيما يتكبده أولياء الأمور من نفقاتها الباهظة وتكاليفها التى لا تنتهى؛ بما لا يطيقه متوسطو الدخل.. ألا يستدعى هذا أن يقوم أهالى القرى بالتمويل لإقامة مدرسة أهلية «حضانة وابتدائى»؛ كنواة للمراحل التعليمية الأخرى؛ من خلال التبرعات المالية والعينية «أرض، ومواد بناء، وأثاث.. وخلافه» من أبناء القرية المقيمين بها أو خارجها.. تـُسند المهمة برمّتها من ناحية الترويج والإشراف والمتابعة؛ إلى أعضاء مجلس الشعب بالدائرة. تـُجمع تلك الأموال لمرة واحدة للتأسيس ؛ ثم تـُُنفق المؤسسة التعليمية على نفسها.. المشروع بالقطع لا يهدف إلى الربح على الإطلاق، ويُعنَى باستعادة هيبة المدرس، وإعادة الثقة فى المدرسة كصانعة أجيال، وتحقيق المعادلة الصعبة التى يتطلع إليها المواطن، من مصروفات مدرسية مناسبة وشاملة تحددها لجنة مختارة من ذوى الخبرة من المعلمين والموجهين القدامى، تعليم جيد يتحقق من خلال أجر مُجزٍ للمدرسين والعاملين؛ يضمن لهم عيشًا كريمًا. عدد التلاميذ من ٣٠ ـ ٤٠ على الأكثر فى الفصل.. أنشطة مختلفة رياضية، ثقافية، فنية، اجتماعية.
مجموعات لتقوية التلاميذ المتأخرين دراسيًا، دون أجر أو بأجر رمزى. امتداد الأنشطة وصقل المواهب الرياضية والفنية فى الإجازة الصيفية، هذا بخلاف إقامة المعسكرات والرحلات والندوات العلمية والثقافية والدينية والتربوية.
ما أكثر المشروعات الأهلية وفى جميع المجالات، السلع الغذائية، اللحوم، الخضراوات، المواصلات ووسائل الانتقال، الأجهزة الكهربية، السيارات وغيرها.
وهكذا نقضى على الجشع وغلاء الأسعار والاحتكار، والفقر فى النهاية تلك الوحوش التى تكشر دوما عن أنيابها، لتزرع الخوف وتبدد الأمان وتلتهم الفقراء.
وعسى أن تسرى العدوى هنا وهناك؛ ليُصبح مشروعًا قوميًا شعبيًا؛ يشمل كل أنحاء الجمهورية. وللمحتكرين والمستغلين، إما أن يرحلوا أو ويعودوا إلى صف الوطن والمواطنين.
ونذكر بكلام الله جل وعلا: «وفى السماء رزقكم وما توعدون».
وبحديث سيد الأنام: «ما نقص مال من صدقة».. وبكلام المنفلوطى: «ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء».. اللهم بلغت اللهم فاشهد.