الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو والصور.. وحدة الغسيل الكلوي بالبياضية في الأقصر "أجهزة معطلة" ومرضى ينتظرون الموت.. المسئولون للأهالي: "هنعمل أيه مفيش فلوس".. وجمعية خيرية تقوم بدور الصحة فى توفير المستلزمات الطبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

معاناة يومية يعيشها مرضى الفشل الكلوى فى محافظات مصر أثناء عملية الغسيل، يقضون ساعات طويلة ما بين عملية الغسيل وبين ضعف التجهيزات والخدمة المقدمة لهم، فتدهور الخدمات الصحية والعلاجية بقرى محافظة الأقصر بشكل كبير، يتسبب فى تعرض الآلاف من المرضى إلى الفشل الكلوى أو الموت.
وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى البياضية التابعة لمركز البغدادى بمحافظة الأقصر، يعتبره المرضى طوق نجاة يتعلقون لنجدتهم من آلامهم، ولكن ضعف الإمكانيات والخدمات بها أصبحت سببا رئيسا فى معاناتهم، لعدم قدرتهم على الذهاب إلى مستشفيات أخرى لبعد المسافة بينهم وبينها أو لكلفتها الباهظة والتى لا يستطيعون تدبيرها.
"البوابة نيوز" رصدت فى التحقيق التالى ما يعانيه أهالى قرية البياضية بسبب قلة الإمكانيات بداخل وحدة الغسيل الكلوى وإهمال المسئولين لشكاواهم، الذى يتسبب فى تعرض حياتهم للخطر.


الأهالي تستجير من إهمال المسئولين في صيانة أجهزة الغسيل الكلوي
 بقالى 5 سنين بغسل كليتى فى الوحدة بالبياضية، وتحس إن اللى بنشوفه من معاناة يشبه البكاء على الميت من نقص الخدمات بها"، هكذا بدأ الحج مصطفى إبراهيم، أحد مرضى وسكان قرية البياضية التابعة لمركز البغدادى محافظة الأقصر حديثه، لافتا إلى أنهم لجأوا للكثير من المسئولين لمساعدتهم، ولكن لا حياة لمن تنادى.
وأضاف إبراهيم، أن وحدة الغسيل الكلوى بالبياضية مجهزة منذ 18 عاما تقريبا، والأجهزة منذ تلك الفترة لم تجدد، فكافأتها أصبحت ضعيفة جدا ولم تعد تعمل مرة أخرى وتعطلت، موضحا أن قطع غيار تلك الأجهزة مكلفة جدا، ولذلك لم يقم المسئولون المختصون بالمحافظة بتوفيرها.
واستكمل أن المشاكل بوحدة الغسيل الكلوى بالبياضية ليست مقتصرة على الأجهزة المعطلة فقط بل يوجد الكثير غيرها مثل انقطاع الكهرباء والمياه المتكررة، وذلك يؤدى إلى إعاقتهم فى أخذ جلساتهم فى موعدها ويؤثر عليهم بالسلب، إضافة إلى التكيفات المتهالكة التى لا تعمل بشكل طبيعى، لافتا إلى أنهم طالبوا طاقم التمريض بعمل مذكرة للمختصين بالتقصيرات المتواجدة بالمستشفى ولكنهم رفضوا خوفا من معاقبتهم من المسئولين إذا فعلوا ذلك.
وأكد محمد أحمد عبد المجيد، أحد سكان مركز البغدادي، أن الوحدة لا يتوافر بها أجهزة للغسيل الكلوى لعطل الكثير منها، مضيفا أن المرضى يعانون الأمرين لنقص الأجهزة وعدم توافر العلاج لهم، موضحا أنهم تقدموا بالكثير من الشكاوى لكافة الجهات المسئولة ولا يوجد أى استجابة.


والأمر ذاته، أكده محمود على، أحد أهالى قرية البياضية، مضيفا أن وحدة الغسيل الكلوى بالبياضية يأتى إليها الكثير من كافة مراكز وقرى الأقصر للعلاج، ورغم ذلك لا يجدون أجهزة تعالج آلامهم فمعظم الأجهزة معطلة، مؤكدا أنهم تقدموا بالكثير من الشكاوى لنجدتهم ولكن المسئولون لا يجدون منهم غير كلمة واحدة "مفيش ميزانية".


واتفق معهم أحمد عبدالقادر رئيس مجلس أمناء الإدارة التعليمية بالبياضية، قائلا "بضم صوتى للمرضى لأنهم لا يجدون عناية صحية كافية لتساعدهم وتخفف عنهم آلامهم"، مضيفا أن الإمكانيات ضعيفة جدا بالوحدة وكل ما نريده يد مساعدة لتخفف أنين الآلام عند المرضى، لافتا إلى أن الأجهزة كثيرة بالوحدة ويعمل بها 3 أو 4 أجهزة فقط والباقى معطل.
وأضاف أن قلة الإمكانيات بالوحدة هى التى تتسبب فى تعرض حياة المرضى للخطر، ولذلك يجب على الجهات المختصة توفير سبل الراحة للمرضى ونجدتهم من معاناتهم الدائمة بسبب الأجهزة المعطلة وعدم تمكنهم من غسيل كليتهم، قائلا: "الناس تعبت وحرام اللى بيشوفوه والمسئولين مش بيستجيبوا لاستغاثة حد".


وفى السياق ذاته، قال محمود جاد أحد سكان القرية والمتضررين: إن الأقصر لا يوجد بها مكان وأسرة كافية لمرضى الغسيل الكلوى، مستكملا: عندما نذهب للمسئولين لتوفير مكان لنا يرفضون ويتعللون بأن الأجهزة تحتاج لصيانة، ويرسلونا لمكان بعيد جدا وهذا يشكل خطرا على المريض، مشيرا إلى أنهم إذا رفضوا الذهاب بعيدا يطلبون منهم الذهاب إلى المستشفى الدولى والتى تبلغ الجلسة بها 250 جنيها ما يعادل 4500 شهريا، وهم لا يستطيعون توفير ذلك المبلغ.


وكيل المستشفى يؤكد كلام المرضى بتعطل الأجهزة
لم تكتف كاميرا "البوابة" بالحديث مع الأهالى فقط، وقمنا بالبحث عن أحد المسئولين بوحدة الغسيل الكلوى بالبياضية للحديث معه، والتقينا بالدكتور محمد أحمد يوسف، وكيل مستشفى البياضية حاليا ومديرها سابقا، وقال إن وحدات الغسيل الكلوى على مستوى محافظة الأقصر بها مشاكل وليست البياضية فقط، وذلك أدى إلى تكدس فى الوحدات.
واستكمل يوسف حديثه قائلا: "بالنسبة لمشاكل الغسيل الكلوى بالبياضية ترجع إلى عدة أسباب منها نقص بعدد الأطباء المتخصصين فى الغسيل، ونقص أيضا فى الأجهزة الخاصة بالغسيل، إضافة إلى عدم الانتظام فى التوريد بالمستلزمات الطبية الخاصة بالغسيل، وعدم الانتظام من قبل شركات الصيانة الخاصة بالماكينات والخاصة أعمال الصيانة المنوطة إليها، لافتا إلى أن وحدة الغسيل بالبياضية تعمل 4 شيفتات على مستوى مديرية الصحة بالأقصر نظرا لتكدث المرضى وقلة عدد الأسرة.
وأوضح يوسف أن الوحدة يتواجد بها 15 ماكينة غسيل كلوى و5 احتياط، والمشكلة التى تواجهنا هو تكهن معظمها، لافتا إلى أنهم أخطروا الشركة الخاصة بالصيانة بذلك وجار توفير ماكينات بديلة التى لم تصل حتى الآن بسبب أن المستشفى قيد التطوير وهذا ما يتسبب فى مشكلة تأخير إرسال الأجهزة حتى الانتهاء من التطوير واستلام المبنى الجديد بتجهيزاته.
وأكد أن الشركات الخاصة بالصيانة تتباطأ فى صيانة الأجهزة غير الصالحة للعمل والتى تم تكهينها، وذلك لاحتياج الأجهزة لقطع غيار مكلفة، وهذا يتسبب بالسلب فى استقبال المرضى للعلاج، لافتا إلى أنه لا يمكن استقبال أى مريض بدون أى ضمان يضمن له استكمال جلسات الغسيل الخاصة به، قائلا: "نحن نعمل على استقبال الحالات وفقا للإمكانيات المتاحة لنا".
وأشار إلى أن المشاكل الأخرى التى تواجههم هى جلب المستلزمات الطبية، والتى يعانى بها كافة الوحدات على مستوى الجمهورية، مضيفا أننا كنا نقوم بمد المستشفيات المجاورة بالمستلزمات الفائضة لدينا، ولكن الآن نعانى فى جلبها من التموين الطبى بوزارة الصحة وتوفيرها، موضحا أنه من المفترض أن يتوافر بالمخازن مخزون 3 أشهر، ولكن ما يحصلون عليه يكفى لـ10 أيام فقط ولا يفى بالغرض.
وتابع: أن النقطة الأخرى التى تواجهنا هى التكيفات لأن شأنها شأن ماكينات الغسيل من كثرة استخدامها أدت إلى كثرة أعطالها، وجار عقد صيانة لها بمديرية الشئون الصحية بالأقصر.
وأكد يوسف أن الخروج من تلك الأزمات التى نواجهها من خلال توفير أطباء بأعداد كافية مقيمين بالوحدة، وتوفير الماكينات اللازمة والبديلة للماكينات المعطلة وقمنا بعمل مخاطبات بذلك للرؤساء وحتى الآن لم يتم توفيرها، مع مخاطباتنا للتموين الطبى بتوفير أصناف الغسيل التى نحتاجها، ووكيل وزارة الصحة وعدنا بتوفير سيارات لتوريد المستلزمات اللازمة.


وكيل وزارة الصحة يمنعنا من التصوير ويرفض الرد على البوابة
عقب الانتهاء من الحديث مع المرضى ووكيل المستشفى، طلبنا منه السماح لنا بتصوير الوحدة من الداخل والأجهزة، ولكنه رفض ذلك، وطلب منا الاتصال بوكيل وزارة الصحة بالأقصر واستئذانه، وبالفعل قمنا بالاتصال به ولكنه قام بمنعنا من التصوير، متحججًا بعدم تواجد تصريح من وزارة الصحة للسماح لنا بذلك، وعندما أجبناه بأن ما نفعله لمساعدتكم ومساعدة المرضى، ولكنه أصر على الرفض، وتحدث بأسلوب شديد اللهجة وقام بإغلاق الهاتف فى وجههنا، ولم يسمح لنا بالحديث معه فى أى شيء.


جمعية تنقل المستلزمات الطبية.. والصحة محلك سر
عقب قيام وكيل وزارة الصحة بالأقصر بمنع كاميرا "البوابة" من التصوير داخل الوحدة، قال لنا أحد الأهالى إن سبب المنع يرجع لخوفه من كشف التقصير بالمكان التى من الممكن أن تؤدى إلى معاقبته، ومن ضمن تلك التقصيرات هو قيام إحدى الجمعيات الخيرية وتسمى "البر والرحمة" بتوفير سيارات لجلب المستلزمات الطبية التى من المفترض قيام الصحة بذلك، ولذلك تحدثنا مع بغدادى محمد حسن رئيس جمعية البر والرحمة الخيرية بالبياضية لمعرفة صحة هذا الكلام من عدمه.
وتحدث بغدادى قائلا: "إن وحدة الغسيل الكلوي بالبياضية تعانى الكثير من المشاكل التى طالما سعينا جاهدين لحلها ولكن دون جدوى، فلم نجد أى أحد من المسئولين بالاستماع إلينا أو النظر إلى حال المرضي التى تتعرض حياتهم للخطر بسبب قلة الإمكانيات، فنحن لا نجد منهم غير كلمة واحدة "مفيش فلوس".
واستكمل بغدادى، نحن منذ زمن نقوم باستئجار سيارة تقوم بنقل المستلزمات الطبية من الخدمات الطبية بالعباسية، وذلك من خلال تبرعات أهل الخير، وعندما ارتفعت الأسعار أصبحت التبرعات التى نحصل عليها غير كافية لاستئجار السيارة، ولذلك أصبحنا نواجه صعوبة كبيرة فى جلب مستلزمات المرضى ومساعدتهم، مؤكدا أنهم تقدموا بطلبات كثيرة للصحة ولعضو مجلس الشعب عن دائرة البياضية فى مساعدتهم بتوفير سيارات ولكن لا حياة لمن تنادى.
وتابع: أن مصاريف نقل المستلزمات من المفروض أن تتكفل بها الحكومة وتقوم بتوفير وسائل لنقل مستلزمات المرضى وليست الجمعيات الخيرية، ولكن عندما وجدنا لا مبالاة من المسئولين فى توفير ذلك قام أهل الخير بدفع مصاريف الانتقال من خلال الجمعية وقمنا بنقلها، مشيرا إلى أن حياة المرضي أصبحت تواجه خطورة شديدة بسبب تهاون المسئولين فى حل أزمة الوحدة من توفير أجهزة صالحة وسيارات لنقل المستلزمات.
وأكد بغدادى أن رفض أى مسئول للصحفيين التصوير بداخل المكان ناتج عن تقصيره وخوفه من كشف ذلك وتعرضه للتحقيق معه من قبل النيابة الإدارية، لأن من يثق فى نفسه وكفاءته لا يمنع أحد من كشف الحقائق، قائلا: "المسئولين عندنا بالأقصر يتعاملون مع الناس كأنهم يمتلكون عزبة لا يسمحون للأحد غيرهم التجول بها ويستمعون لأنفسهم فقط".