يبدو أن ارتفاع أسعار الياميش خلال العام الحالي لم يشفع لبعض التجار معدومي الضمير من رحمة المواطنين من بطش فساد منتجات رمضان، وتجلى هذا بصورة واضحة مؤخرًا عقب ضربات قوية شنتها مباحث التموين على التجار الذين يخزنون الياميش في أماكن غير مرخصة تمهيدًا لبيعه بأسعار مرتفعة داخل الأسواق، وهو الأمر الذي يتكرر كل عام، ومن خلال الأخبار المتداولة التي تؤكد ضبط كميات هائلة من الياميش الفاسد.
وظهرت كميات كبيرة من الياميش الفاسد الذي يباع داخل المنافذ في العديد من المناطق الشعبية، حيث إنه في الأزبكية تم ضبط مخزن به 2 طن بلح وطن جوز الهند و8800 طن نشا و500 كيلو سوداني و200 طن زبيب و300 لفة قمر الدين وجميعها مجهولة المصدر وغير مصحوبة بأية مستندات تدل على مصدرها، فيما نجحت الحملات التموينية بالقاهرة والجيزة فى ضبط 151 طن ياميش منتهى الصلاحية و43 طن مجهول المصدر و16 طن داخل مصنع غير مرخص، وبلغ إجمالى المضبوطات 211 طن ياميش فاسد ومجهول المصدر، وكذلك ضبط 66 طنًا فاسدًا من ياميش رمضان بمصنع غير مرخص داخل الزراعات بمدينة 6 أكتوبر.
ويجعلنا هذا نطرح تساؤلات حول كيفية الوقاية من الوقوع في براثن أحد التجار معدومي الضمير وكيفية التأكد من صلاحية الياميش والأضرار الصحية للياميش الفاسد ولماذا يتم ضبط كميات كبيرة بتلك الصورة كل عام.
وقال الدكتور سيد قطب، خبير النباتات والأعشاب الطبية: إن أكثر من أكثر السلع الرمضانية التي تغش من قبل بعض التجار معدومي الضمير هو قمر الدين والتين، لافتًا إلى أن قمر الدين لندرة صناعة المشمش والبلد الوحيدة التي تشتهر بزراعته هي سوريا، ونظرا للأوضاع السياسية في سوريا فهناك ندرة في التصدير، مشيرًا إلى أن قمر الدين السيئ يصنع من ماء وسكر ونشا وألوان صناعية مكسبات طعم ورائحة، وهناك من يأتي بالجزر أو اليقطين ويستخدمه، علاوة على انخفاض سعره الملحوظ، ويكون لونه غامق.
وأضاف أن الأسواق بها الكثير مما يغش ويوجد أيضا التين ويوجد منه كثير جدا مغشوش، مشيرًا إلى أنه كلما كان لون التين غامقًا كلما دل هذا على فساده، بينما كلما كان لون التين فاتحًا جدًا كلما كان جيدًا.
وأكدت الدكتورة وفاء وافي، أستاذة التغذية العلاجية، أنه من الأجدى والأفضل أن يتم صناعة ياميش رمضان في المنزل بدلًا من شرائه من مصادر غير معروفة أو مجهولة، وخاصة أنه حينما يتم صنعه في المنزل يكون أكثر ضمانًا وأفضل، مشددة على أنه من الصحي أن يتم صناعة الياميش في المنزل، خاصة أن نسب السكريات فيه يمكن التحكم فيها مقارنة بما يتم شراؤه من الخارج والذي من الممكن أن يكون مملوءًا بالسكريات وهو ما يعد مضرا بالنسبة لمن يواجه مرض السمنة أو يحتاج للحفاظ على رشاقته.
وأضافت وافي، أن كل ما علينا القيام به هنا هو استغلال الفاكهة المناسبة كالمشمش أو العنب واختيار الثمار الصحيحة الناضجة واتباع التعليمات الخاصة بصناعة الياميش، لافتة إلى أنه يمكن الاستعانة بالعصائر بدلًا من وضع السكر على الياميش.
وقال الدكتور محمد عز العرب، استشاري الكبد والجهاز الهضمي: من الخطر تناول الياميش منتهي الصلاحية، فمن الممكن أن يكون مخزن من أعوام سابقة من قبل بعض التجار معدومي الضمير، لافتًا إلى أن التخزين السيئ للياميش يؤدي إلى فساده ويجعله بيئة خصبة للتلوث، خاصة إذا كان يوضع في مناطق رطبة.
وأضاف عز العرب، أنه إذا ما تم تناول الياميش الفاسد فهذا من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة بالمشكلات الصحية التي تصيب الجهاز الهضمي، مؤكدًا أن الميكروبات والفطريات مثل فطر الإفلاتوكسين هو أحد مسببات سرطان الكبد، خاصة بالنسبة للمصابيين بالالتهاب الكبدي الوبائي.
