الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ترامب والمسئولون التسعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الزيارة التى قام بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الرياض ويفتتح بها نشاطه الخارجى الدولى تسبب قلقًا كبيرًا لإيران وكل من ارتبط معها. وفى هذا السياق اشترك تسعة من كبار المسئولين فى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما فى مقال كتبوه ونشر فى موقع «بوليتيكو»، موجه لترامب يستبقون فيه زيارته للسعودية، يحذرون ترامب من أن تتسبب زيارته للسعودية ونتائجها فى الإضرار بالاتفاق النووى JCPOA أو فى التورط الأمريكى فى اليمن إرضاء للسعوديين والإماراتيين، كما كتب المسئولون التسعة.
كلنا نقدر أن الزيارة مهمة، وهى توجه رسائل سياسية لعدد من الفرقاء فى المنطقة وخارجها، كما أن الرئيس ترامب أقدم على خطوات أكدت جديته، والمسار السياسى الذى اختطه للولايات المتحدة، ويختلف كثيرا عن سلفه الرئيس أوباما، آخرها القصف الأمريكى الجوى للقوات السورية وميليشيات إيرانية فى المنطقة القريبة من الأردن، راسمًا بذلك حدود الحركة ومهددًا بشكل صريح النظام السورى وإيران بعدم التعرض للأردن. وقبل ذلك قصف مطار الشعيرات فى رسالة مهمة ضد تمادى النظام السورى عندما استخدم الأسلحة الكيماوية. كما صحح الجانب الأمريكى سياسته فى اليمن وأصبح داعمًا للسعودية والتحالف الذى يحارب الانقلابيين، ففعل عمليات التفتيش البحرية، واستأنف إرسال الذخيرة، وأعاد التعاون الاستخباراتى العسكرى فى اليمن المهم جدًا للتحالف.
لكن هذا كله لم يكن يعنى أن دول الخليج تريد فتح جبهة حرب مع إيران، ولا إلغاء الاتفاق النووى الغربى مع إيران، لسبب واحد، أنه ليس فى مصلحة هذه الدول، وقد أعلنت عن موقفها رسميًا. المشكلة التى يعرفها كتّاب المقال التسعة أن إيران قامت بأخذ الولايات المتحدة رهينة فى فترة أوباما الرئاسية الثانية، عندما حرصت واشنطن حينها على عدم إغضاب النظام فى طهران حتى توقع على الاتفاق النووى. وكانت النتيجة أن إيران انتشرت عسكريًا فى العراق وسوريا ولبنان واليمن. لقد أغدقت إدارة أوباما الهدايا على إيران من أجل هذه الاتفاقية على حساب أمن دول المنطقة، وتسببت فى هذا الانفلات الخطير وحدوث أسوأ مأساة فى تاريخ المنطقة.
الكّتاب حذروا ترامب من إغضاب إيران، خاصة أن زيارته للرياض توافق الانتخابات الرئاسية، وأن ذلك قد يعنى هزيمة الرئيس «المعتدل» حسن روحانى ووصول منافسه المتطرف إبراهيم رئيسى. ومع أن هؤلاء المسئولين الأمريكيين السابقين يناقضون أنفسهم فى مقالهم بالاعتراف بأن الانتخابات قد يتم تزويرها لصالح المرشح المتطرف، ففى الوقت نفسه يخشون من ردة الفعل بسبب زيارة ترامب للرياض. إيران يحكمها المرشد الأعلى والحرس الثورى وبالتالى ليس مهمًا من يفوز بالرئاسة. تذكروا أن كل الانتشار العسكرى الإيرانى الذى ترونه أمامكم، والحروب الإيرانية فى المنطقة التى لا سابقة لها حدثت فى عهد «المعتدل» روحانى وتحت نظر الإدارة الأمريكية السابقة. وبالتالى أين الاعتدال الرئاسى فى طهران وما قيمة الإغراءات الكثيرة التى دفعتها واشنطن آنذاك؟
أعتقد أن بإمكان الإدارة الأمريكية الحالية وضع إيران أمام الواقع الجديد، وأن عليها أن تتوقف عن نشر الفوضى والعنف فى المنطقة والعالم، وأن هذا سيقابل إيجابيًا بالانفتاح ليس من الولايات المتحدة والغرب وحدهم بل كذلك من دول المنطقة وجيران إيران. من دون إرسال رسالة واضحة، فإن طهران ستستمر فى نشر الأزمات فى العالم وتخلق التوترات وتدعم الجماعات الإرهابية وتهاجم حلفاء الولايات المتحدة. لقد أخذت إيران المنطقة رهينة وابتزت واشنطن لسنين طويلة والنتيجة أنها فى النهاية كوفئت لكنها لم تتوقف حتى بعد المائة مليار دولار وطائرات البوينج ورفع العقوبات الاقتصادية.
نقلا عن العربية نت