منهج جديد لا يقتصر فقط على تقديم الخدمة التعليمية، إنما يمتد لتقديم خدمات اجتماعية، والمشاركة فى عملية التنمية، يتبناه القائمون على جامعة قناة السويس. عن هذا النهج، وخطط الجامعة للتطوير، يتحدث الدكتور ممدوح غراب، رئيس جامعة قناة السويس الذى تولى المسئولية فى سبتمبر 2014، وعلى مدار الثلاث سنوات الماضية، شهدت الجامعة تطورًا ملحوظًا على جميع الأصعدة، حيث جاءت جامعة قناة السويس فى المركز الأول فى إعلان موقع مؤسسة «تايمز هاير إديوكيشن»، البريطانية المتخصصة فى شئون الجامعات، عن أفضل 27 جامعة بالوطن العربى.
■ ما أهم الخطط والأفكار العلمية لتطوير وتجديد المبانى داخل الحرم الجامعي؟
- شهدت جامعه قناة السويس خلال العام الحالى بدء الدراسة بكليتى الألسن والتربية الرياضية بجامعة قناة السويس، ودخولها تنسيق الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة لهذا العام، وبالفعل بدأت المرحلة الأولى فى كلية الألسن بأقسام اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والصينية واللغات الشرقية التى تضم «الفارسية والتركية»، ونأمل العام القادم ضم كليتى الإعلام والعلاج الطبيعى، بالتعاون مع جامعة كندية لتطوير التعليم وإدخال مناهج ودراسات جديدة يستفيد منها الطالب والمجتمع، هذا بجانب الكلية التكنولوجية الجديدة بالتعاون مع دولة الصين لتتخصص فى التعليم الفنى للحصول على البكالوريوس التقنى، أما بالنسبة للأنشطة الجديدة، فاحتفلنا منذ أيام بموسم القمح من خلال حصاد ٢٣ فدان قمح بمزرعة كلية الطب البيطرى، وأؤكد أن الجامعة مستعدة لأن تكون بيت خبرة لمشروع المليون ونصف المليون فدان الذي أعلن عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فيما يتعلق بالمساحات الخاصة بمنطقة القناة وسيناء التى تقع بها الجامعة، ومن المقرر منح قروض للكليات التى تمتلك وحدات إنتاجية ذات طابع خاص لتحقيق الاكتفاء الذاتى للجامعة من مختلف المنتجات فى إطار تنفيذ برنامج «الجامعة المنتجة» بهدف ترشيد موازنة الجامعة وتحقيق موارد تعود على الجامعة والبحث العلمى والعاملين بالخير، إضافة إلى توفير احتياجات المستشفى الجامعى من الألبان والزبادى للمرضى من مزرعة كلية الطب البيطرى، وتوفير القمح اللازم لمخبز كلية السياحة والفنادق.
■ هل يعنى ذلك أن جامعة قناة السويس تحاول أن تعمل فى مجال الخدمة المجتمعية بجانب التعليم؟
- لم يعد دور الجامعة يقتصر على التعليم فقط، حيث يعمل فى الجامعة قرابة ٧ آلاف موظف وعامل، نسعى إلى توفير احتياجاتهم الغذائية من مزارع الجامعة بأسعار مخفضة، وبيع المتبقى فى منافذ الجامعة داخل محافظة الإسماعيلية، ولا نسعى أبدًا إلى الربح، لكن هدفنا توفير منتج عالى الجودة بأسعار مناسبة، وبالفعل استطاعت الجامعة توفير منتجات الألبان والخضراوات والفاكهة واللحوم والدواجن بأسعار رمزية جدًا للعاملين بالجامعة، ولم تكتف الجامعة بذلك، لكن يتم توجيه قوافل طبية وبيطرية للقرى الأكثر احتياجا والمدن القريبة لتقديم خدمة طبية مجانية للمواطنين بمنازلهم، وهناك لجان مختصة فى طور الانعقاد الدائم تدرس خفض أسعار منتجات الجامعة بنسبة ٣٠٪ على الأقل، ونجاحنا فى هذا المجال أعتبره إنجازًا حقيقيًا، حيث إنه لدينا مدن جامعية تضم ٣ آلاف طالب يحتاجون إلى مواد غذائية بأسعار مخفضة، إضافة إلى المستشفيات الجامعية التى تحتاج ٤ آلاف دجاجة يوميًا للمرضى سيتم توفيرها من خلال كلية الطب البيطرى بأسعار التكلفة، ومن المقرر أن يشارك طلبة الجامعة فى هذه الأنشطة خلال فترة الإجازة بمقابل مادى مناسب لاكتساب الخبرة.
■ ماذا عن إنشاء كلية حقوق وسياسة واقتصاد بالجامعة؟
- لم ندرج إنشاء كلية الحقوق فى الخطة الحالية، لأننا نريد إنشاءها بصورة مختلفة، حيث ندرس حاليًا هل ستتم دراسة المواد التقليدية أم سنقوم بتخصيصها لدراسات قانونية دولية، فلا بد من دراسة كل الخطوات بعمق حتى تكون جامعه قناة السويس متميزة فى كل شيء. أما عن كلية السياسة والاقتصاد، فتعتبر موازية لقسم علوم سياسية بكلية التجارة، ولذلك عندما تقدمنا بطلب إنشاء كلية للإعلام والدراسات السياسية فى إبريل ٢٠١٦، طلبت اللجنة إعادة النظر فى قسم الدراسات السياسية ومن المتوقع زيارة قريبة من اللجنة للمعاينة ودراسة الإمكانيات البشرية والمالية وبمجرد حصولنا على الموافقة، سنبدأ فى إنشاء الكلية ونقل قسم العلوم السياسية من كلية تجارة إلى إعلام.
■ هل هذا السبب وراء تأخر افتتاح قسم الإعلام بكلية الآداب؟
- الأمر يتعلق بتفاصيل فنية خاصة بلجنة القطاع فى الوزارة، وحصلنا على الموافقة لإنشاء القسم، لكن بعد ذلك وجدنا أنه من الأفضل إنشاء كلية خاصة بالإعلام لتصبح إعلامًا ودراسات سياسية إذا ما جرت الموافقة على إنشاء الكلية بشكل مستقل.
■ ماذا عن الأنشطة الطلابية بالجامعة خلال فترة الإجازة؟
- بناء على توجيهات وزير التعليم العالى، سنطلق مشروع توفير دراجة لكل طالب بالتعاون مع أحد البنوك، كما سنخصص مساحة بجانب سور الجامعة لعمل ممشى رياضى بطول كيلومترين لكل العاملين وطلاب الجامعة، وسيتم دعم الطالب بنصف ثمن الدراجة، والباقى يسدد على أقساط لتشجيع الطلاب على الرياضة، كما تم الاتفاق مع وزارة الثقافة على إقامة ليالٍ رمضانية ومسابقات وحفلات داخل الحرم الجامعى للطلاب بحضور وزير الثقافة ووزير التعليم العالى لتشجيع الطلاب واستغلال شهر رمضان فى أنشطة هادفة.
■ كيف تساهم الجامعة فى مشروع الاستزراع السمكى الخاص بهيئة قناة السويس؟
- اتفقنا مع الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية، على توفير زرّيعة البلطى الأحمر للمشروع وهى فصيلة غير موجودة فى مصر، ويتم استيرادها بملايين الدولارات كما سيتم تطوير ماكينة صناعة الأعلاف لتوفير العلف لزريعة البلطى الأحمر وفى نهاية العام نستطيع توفير أعلاف الأسماك والجمبرى للمشروع.
■ أصبحت محافظة الإسماعيلية نواة لانطلاق معظم المشروعات القومية كيف تدعم الجامعة هذه المشروعات؟
- من المؤكد أن جامعة قناة السويس تشارك بخبراتها العلمية فى كل المشروعات القومية التى تقام فى الإسماعيلية ومنها مشروع حفر قناة السويس الجديدة، وكذلك مشروع الاستزراع السمكى، وأنفاق قناة السويس ومساكن منطقة كوكاكولا، وترميم وتحديث المدارس بالمحافظة.
■ ما رأيك فى خروج مصر من التصنيف العالمى للتعليم؟
- طبقا لأى مؤشر عالمى، هناك أسس يستند إليها لاحتلال أى ترتيب، لا أنكر تأخرنا خلال الفترة الماضية، لكن هذا لا يعنى خروجنا من التصنيف، نحتاج بعض الجهد لتغيير ما فى العقول أولًا من سياسات تعرقل نهوضنا كما نحتاج إلى نظرة لتغيير المنهج الذى يدرسه الطالب فى كل مرحلة ومدى استفادته منه، وأعتقد أنه خلال فترة ليست طويلة سنعود بقوة إلى الريادة ليس فى مجال التعليم بحسب بل فى جميع المجالات.
■ من وجهة نظرك ماذا يحتاج الشباب خلال فترة التعليم ما قبل الجامعى لتأهيلهم للجامعة وسوق العمل؟
- الثانوية العامة ليست مقياسًا لدخول الطالب الجامعة، ونحتاج وسيلة أخرى لتقييم الطالب قبل دخول الجامعة بشرط ألا تكون هذه الوسيلة التحايل على سنوات الثانوية العامة وجعلها تراكمية، رأيي أنه يجب إلغاء الثانوية العامة ووضع طرق أخرى لاختبار الطالب وتأهيله للكلية المناسبة وتم بالفعل تقديم دراسات نأمل تنفيذها وترجح هذه الدراسات بدء تأهيل الطالب بعد المرحلة الإعدادية ووضعه فى مسارين على سبيل المثال مع ترك حرية الاختيار وإمكانية العدول عن اختياراته بالشكل الذى يناسبه، وخلال هذه المرحلة يقوم الطالب بدراسة المواد التى تؤهله للالتحاق بالكلية التى يتمناها، وهذا يحتاج إلى دراسة طويلة جدًا لتنفيذها، أنا أؤمن أن تطوير التعليم لن يأتى من الجامعة، ولكنه من التعليم قبل الجامعى.
■ هل يتعارض مشروع إنشاء الجامعة الصينية فى العاصمة الإدارية الجديدة مع الكلية الصينية المزمع إنشاؤها بالجامعة؟
- مشروع إنشاء الجامعة الصينية فى العاصمة الإدارية، هو مشروع مختلف، حيث سيتم إنشاء جامعة صينية مستقلة مثل الجامعة البريطانية والألمانية والروسية، لكن بالنسبة لجامعة القناة، تم توقيع الاتفاقية النهائية لإنشاء الكلية الصينية لتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع مصر الخير ومعهد بكين، وقد زار الجانب الصينى ومصر الخير الجامعة وتم الاتفاق على مبان معينة وجارٍ الآن تجهيزها وتسليمها لهم حتى يتم تأهيلها، ونأمل أن تنتهى قبل نهاية عام ٢٠١٧ لتخريج فنى على مستوى عالٍ جدًا حاصل على بكالوريوس فى تخصصات تحتاجها مشروعات محور تنمية قناة السويس.
■ ما سبب اختيار الصين لجامعة قناة السويس؟
- جامعة قناة السويس تتميز بالجدية، خلال زيارتى الأخيرة لدولة الصين كان لى لقاء مع السفير الصينى استعرضت خلاله أنشطة الجامعة وتميزها فى مجال الآداب، واللغات ورغبتنا فى التميز بمجال التكنولوجيا والصناعات. ولذلك نجحت فى توقيع اتفاقية مع الجانب الصينى لإنشاء الكلية التكنولوجية على أرض جامعة قناة السويس لأول مرة فى مصر وستقوم الصين بمدنا بالخبرات والإمكانيات على اعتبارها أكبر دولة اقتصادية وتكنولوجية وعلمية فى العالم.
■ ما الجديد الذى سيضاف لإمكانيات مستشفى جامعة قناة السويس؟
- خطة مستشفى جامعة قناة السويس خلال عام ٢٠١٧ تشمل افتتاح مستشفى الأطفال بأسرع وقت، وتشمل عناية مركزة للأطفال تضم ٢٠ سريرا، إضافة إلى توفير بعض الاحتياجات مثل أجهزة التنفس الصناعى والحضانات، وسيتم قريبًا الإعلان عن افتتاح مستشفى أطفال جامعة قناة السويس بتكلفة ١٥ مليون جنيه، كما نستعد فى نهاية العام الجارى لافتتاح قسم العناية المركزة ليضم ٥٠ سريرًا ستكون طفرة لخدمة أهالى الإسماعيلية ومدن القناة، وخلال أسبوعين سيتم افتتاح غرف عمليات الطوارئ بعد تجهيز ٧ غرف لإجراء عمليات الطوارئ على أعلى مستوى، هذا بالإضافة إلى إنشاء غرفة عمليات خاصة بالحروق لاستقبال الحالات الحرجة وجارٍ تجهيز بنك دم مركزى لمد المنطقة بأكياس الدم كما سيتم افتتاح مستشفى الأمراض النفسية وعلاج الإدمان وافتتاح مستشفى خاص للأسنان أيضًا.
