السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"الخيمية والخشب والنحاس".. فوانيس تتحدى المستورد

رمضان بطعم مصرى

فوانيس خيمية
فوانيس خيمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أيام معدودة تفصلنا عن شهر رمضان الكريم، شهر ينتظره المصريون كل عام لإحياء مظاهر الاحتفالات وتزيين الشوارع بفوانيس رمضان، ومع انحسار استيراد الفوانيس الأجنبية باعتبارها أحد المنتجات التى يلجأ إليها التجار لرخص ثمنها وبيعها فى الأسواق، انتشرت خلال هذه الأيام صناعات مصرية عبارة عن فوانيس مصنوعة من النحاس والخيم والخشب، فى لفتة تبين عودة الإنتاج المصرى بشكل قوى ليتحدى المستورد، برسم السعادة على وجوه الأطفال.
توجهنا إلى صناع الفوانيس لرصد الأوضاع التى يمر بها المنتج ومراحل التصنيع والصعوبات التى يتعرضون لها، فضلًا عن متابعة حال المنتج المحلى أمام المستورد.
فى البداية، يقول نجاتى محمد، أحد صانعى فوانيس الخيمية: «أعمل فى هذا المجال منذ ٥ سنوات، وكل عام نجد أشكالا جديدة، منها فانوس على شكل سيارة الترمس، والحمص، مشيرًا إلى أن هيكل الفانوس يأتى فارغًا، وإلى وجود أدوات يدوية بسيطة تستخدم فى تشكيل هيكل الفانوس، منها «مسدس الشمع، والمقص».
ويتابع نجاتى: «المواطنون كانوا يشترون المستورد؛ لأن سعره أرخص من المصرى دون النظر إلى جودته الرديئة»، مؤكدا أن الدقة والخامات الجيدة التى تستطيع التحمل على المدى البعيد هى التى تميز الصناعة المصرية مقارنةً بمختلف الصناعات. 
وعن مراحل التصنيع، يقول محمد: «تمر صناعة الفانوس بعدة مراحل أولها السلك، ثم التشكيل على حسب نوع هيكل الفانوس الذى تريده»، موضحًا أن هيكل الفانوس يأتى فارغًا، ويبدأ تغطيته وتشكيله بالخيم وكماليات الزينة، مشيرا إلى أن أشكال فانوس رمضان تختلف أيضًا على حسب شكل الهيكل السلكى التى منها على شكل ترابيزة، أو كرسى، أو طبلية، بجانب الفانوس العادى.
وقال أحمد محمد: «أعمل فى تصنيع الفوانيس الخيمية منذ ١٢ عامًا، وأسعار الفوانيس هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة، وإحنا بنخسر عشان ننافس الصين»، موضحًا، أن أسعار خامات «الشمع والسلك» مرتفعة وزادت الضعف مقارنةً بالأعوام الماضية، ويرى أن المنتج المحلى أفضل بكثير من المستورد لما فيه من جودة عالية تستطع التحمل على المدى البعيد، معربًا عن حزنه الشديد لعدم تمكنه من منافسة الصين، قائلا: «مش قادر أنافس المستورد بيه عشان تكلفته عالية والزبون بيفضل الرخيص».
وقال وليد المغربى، أحد العاملين بورش الفوانيس الخيم، إنه يصنع أشكال خيم من القماش منها أحمر وأزرق وأخضر، فضلًا عن الرسومات الكرتونية التى منها بكار، وبوجى وطمطم، وفطوطة، وهلال رمضان، وأيضًا يتم تشكيل صينية، وأطباق من الخيم، متابعًا: «الإقبال هذا العام كبير على الفانوس الخيم؛ لارتفاع سعر الفانوس النحاس، والزجاج، نظرا لارتفاع سعر تكلفته»، مشيرًا، إلى أن موسم شراء الفوانيس يبدأ مع دخول شهر رمضان، ويعد الفانوس العادى هو أبرز الأشكال التى يحبها المواطن مقارنةً عن باقى الأشكال المختلفة.
وعن الفانوس الخشب، قال محمد رضا: «أنا اكتشفت فكرة تصنيع الفوانيس الخشب منذ عامين، عن طريق الإنترنت ورسومات أشكال هيكلة الفوانيس، لتطبيقها فى الواقع بأبسط الأدوات وإنتاج فانوس محلى شامل بعيدًا عن المستورد»، مضيفًا، أنه حاول أن يقترب إلى الزبائن بشكل أكبر بكتابة الأسماء وطبع الصور بجانب أغانى رمضان على هيكل الفانوس، فضلا عن مواجهة طرق تصنيع الفوانيس فى الأسواق، المتمثلة فى السيارات والعرائس وغيرها من المنتجات المسيئة لفانوس رمضان.
وانتقد محمد ذلك بأن رسومات «أبلة فاهيتا.. عم شكشك»، والعرائس لا يمكن أن تصبح فوانيس رمضان، ولا بد أن نعلم الأبناء ما هو فانوس رمضان، المتمثل فى رسومات المساجد فقط، وإن ما يشاهده فى الأسواق غرضه التسويق دون النظر إلى المضمون.
وأضاف أحمد رضا: نسعى إلى إصلاح الصورة الذهنية لأبناء الشعب، عن طريق رسومات المساجد على هياكل الفوانيس وتوصيل رسالة إلى الشباب، والفانوس الخشب صناعة مصرية بشكل متكامل، قائلًا: «بدل ما نستورد من بره والناس تتحكم فينا.. إحنا صنعنا فوانيسنا بإيدينا»، مشيرًا إلى وجود ٢٤ مرحلة يمر بها تصنيع الفانوس الخشبى، بمختلف الأحجام يبدأ بـ٢٥ سم و٣٥ و٥٥ و١١٠ وصولًا إلى ١.٦٥ متر، بأسعار متفاوتة أيضًا فى متناول الجميع، معربًا عن سعادته لزيادة حركة الإقبال على الفانوس الخشب بشكل كبير مقارنةً بالعام الماضى.
أما عن الـ «فانوس النحاس»، يقول أحمد السنى: «أنا أعمل بقالى ٤٠ فى الشغلانة دى، وكل سنة بتختلف عن اللى قبلها فى الأسعار»، مشيرًا إلى وجود العديد من الأشكال الجديدة، تجتاح السوق منها تاج الملك، وأبو طاردة، والقدس، وإلى أن الفانوس النحاس يعتبر أغلى الأنواع ويقبل على شرائه أصحاب الشقق الفخمة، مقارنةً بباقى الأنواع الأخرى، ويرى أن الفانوس النحاس الصغير يكون سعره فى متناول الجميع، واصفا إياه بـ«فانوس المواطن الفقير»، الذى يريد أن يدخل الفرحة لأبنائه فى شهر رمضان، متابعًا: «الشغل حلو والخامات بتاعتنا كويسة وأسعارها مرتاحة».
وأضاف السنى: «لن تستطع الصين صنع فانوس من النحاس ينافس الفانوس المحلى»، مؤكدا وجود وفد صينى قام بتصويره أثناء مراحل الصناعة لتقليده، ولكن لم يتمكن من إخراج هذا المنتج بالجودة نفسها، متابعًا: «المستورد خد فترة فى السوق، ولكن التجار زهقوا منه نظرًا لسوء خاماته»، موضحًا أن الخامة المصرية تتحمل الكثير، ويمكن أيضًا إدخال صيانة به حال تلفه، قائلًا: «الفانوس الصينى بيتكسر نص الكمية أثناء النقل، حتى الزباين مجرد ما بيشتروه بيتكسر مع أول وقعة أو خبطة، على عكس الفانوس المحلى بيستحمل وحتى لو اتكسر بيتلحم»، واصفًا الخامات الصينى بـ«البلاستيك».
وأشار السنى، إلى أن الأقبال هذا العام متوسط إلى حد ما، بنسبة ٣٥٪ زيادة من المصريين و٥٠٪ من العرب، مقارنةً بالأعوام الماضية، لافتًا إلى أن دفعات التصدير بدأ شحنها منذ شهرين، ولا يزال حتى بداية شهر رمضان الكريم، مؤكدا أن العرب هما أكثر الجنسيات التى تشترى الفانوس المحلى، مردفا: «العرب بياخدوا مننا شغل كتير خاصة هذا العام، جالنا ناس من السعودية والإمارات والكويت، ولكن البحرين أكتر ناس سحبت شغل كتير».