السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"كتيبة من البشر" ترسم خريطة بيانات جديدة لمصر

التعداد السكانى يسابق الزمن

اللواء أبو بكر الجندي
اللواء أبو بكر الجندي و الدكتور حسين عبدالعزيز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد التعداد السكانى الجديد بمثابة إعادة لرسم خريطة بيانات ومعلومات عن البشر والأماكن، فى جميع أرجاء الجمهورية، لتضع أمام متخذى القرار المعلومات الدقيقة كافة حول حجم ونوعية رأس المال البشرى السكان، والذى يعتبر من أهم الثروات التى يمتلكها المجتمع، فالهدف الحقيقى من التعداد كشف خصائص السكان وطبيعة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وغيرها فى المجتمع. كذلك مدى وصول المرافق الأساسية «مياه الشرب، الكهرباء، الغاز»، ومدى توافر وسائل الاتصال الحديثة، وما نوعية وطبيعة الأنشطة الاقتصادية والخدمية والتطوعية الجارية فى المجتمع والمنشآت بأنواعها.
يتطلب ذلك إجراء حزمة متكاملة من الأنشطة فى إطار تعداد السكان والإسكان والمنشآت، وتعداد مجمل السكان، وعملية جمع البيانات الديموجرافية والاقتصادية، كذلك تعداد المبانى، وهو مجمل عملية جمع البيانات عن كل المبانى والوحدات السكنية وغير السكنية وشاغليها فى الدولة أو فى جزء محدد منها، تحديدا دقيقا وفى فترة زمنية معينة، وتصنيف تلك البيانات الإحصائية وعرضها وتحليلها ونشرها أو توزيعها بشكل آخر.

توزيع ٤٥ ألف جهاز «تابلت» على غرف العمليات
حصر 15.5 مليون مبنى.. و24 مليون أسرة
كشف اللواء أبو بكر الجندي، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، عن الانتهاء من العمل الميدانى، المرحلة الثانية من التعداد السكانى ٢٠١٧، وفقًا للخطة التى ستنتهى ٢٥ مايو الحالي، والتى شملت حصر السكان وخصائصهم من خلال نوعين من الاستمارات، إحداهما مختصرة والأخرى مطولة.
وقال إن مندوبى التعداد حققوا ٨٩.٩٪ من الأسر المستهدفة فى جميع المحافظات، باستثناء محافظتى القاهرة والإسكندرية، والتى تعتبر الأقل تعاونًا مع مندوبى التعداد، ومن ثم سنضطر إلى مدّ أجل حصر السكان وخصائصهم فى هاتين المحافظتين لما بعد الانتهاء من حصر السكان فى جميع المحافظات. وأشار إلى أن محافظات الصعيد كانت واجهة مشرِّفة للتعداد؛ حيث حققت أعلى نسبة فى الاستجابة لمندوبى التعداد والتعاون معهم فى عملية الإدلاء بالبيانات وتسهيل مهام أعمالهم فى التعداد. على عكس الأمر كثيرًا فى محافظة القاهرة التى وصل الأمر فى بعض المناطق بها إلى رفض بعض المواطنين التعامل مع مندوبى الجهاز أو استقبالهم.
ضبطية قضائية
وقال: إن العلاقة بين مندوبى الجهاز والمواطنين حدَّدها القانون؛ حيث تُلزم المواطن بالإدلاء ببيانات صحيحة لمندوب الجهاز، موضحًا أن كبار العاملين فى الجهاز لديهم ضبطية قضائية.
ولفت إلى أنه على تواصل مستمر مع النائب العام الذى أعطى تعليماته لكل النيابات فى محافظات الجمهورية، بضرورة استخدام الحسم وكل أشكال الجدية فى التعامل مع أى بلاغات تُقدَّم من جهاز الإحصاء بشأن التعداد السكاني، ومع كل من يحاول أو يتسبب فى تعطيل أعمال التعداد وتطبيق القانون بحذافيره مع كل من يرتكب أى مخالفة قانون فى التعداد، سواء من المواطن أو من مندوبى التعداد، لافتًا إلى أن المرحلتين السابقتين تأكد تمامًا تنفيذ هذه التعليمات، وكان هناك تعاون من كل النيابات للتعامل مع المشكلات التى تواجه مندوبى الجهاز فى تعاملهم مع المواطنين.
مشكلات يومية
ذكر أنه منذ يومين تعرَّض أحد مندوبى الجهاز لموقف مؤسف من مسئول يعمل بجهة مهمة وسيادية؛ حيث رفض الإدلاء ببياناته، ورفض أى تعاون مع مندوبى التعداد، وفشلت معه كل المحاولات لإقناعه بأهمية التعداد السكاني، خاصة أن رئيس الجمهورية نفسه شدد على ذلك، وأدلى ببياناته وبيانات أسرته، إلا أن المسئول لم يقتنع ولم يتجاوب إلا بعد أن أجريت اتصالًا هاتفيًّا شخصيًّا برئيس الجهة التى يتبعها هذا المسئول، لشكواه.
ونوَّه إلى أن الجهاز لن يتهاون مع الأسرة المثقفة، ويقوم على الفور بالإبلاغ عن أى محاولات منهم لتعطيل التعداد وعمليات الحصر، مشيرًا إلى أن الفئات الأقل مستوى فى الثقافة والعلم، خاصة فى المناطق الشعبية، يتم التعامل معهم بكل أشكال الود والإقناع للحصول على بياناتهم وإزالة أى مخاوف لديهم من الحصول على هذه البيانات، مؤكدًا أن أى جهة من التأمينات أو الضرائب أو التموين لا تستطيع بأى حال من الأحوال أن تقترب للحصول على أى بيانات فردية، طبقًا لقانون وتشريعات الإحصاء لحماية البيانات الفردية للمواطنين، موضحًا أن المندوب أو موظف الجهاز الذى يسرِّب بيانات فردية، سيتعرض للحبس ٦ أشهر فورًا؛ تنفيذًا لصريح القانون.
وأوضح الجندى أن أعمال العدّ والحصر ستمتد أيام عدة فى القاهرة والإسكندرية؛ لعدم وجود تعاون بصورة كبيرة مع مندوبى الجهاز، فضلًا عن الكثافات السكانية فى هاتين المحافظتين. وأشار إلى أنه تم الانتهاء من حصر ١٥.٥ مليون مبنى منها، و٣٣ مليون وحدة سكنية، و٥.٥ مليون منشأة، بالإضافة إلى ٢٤ مليون أسرة.
شكوى مندوبى الجهاز 
وحول شكوى بعض مندوبى الجهاز العاملين فى الميدان من عدم الحصول على مستحقاتهم المالية، قال إنه طبقًا للتعاقد يحصل كل فرد على ألفى جنيه شهريًّا، وتم الانتظام فى أشهر يناير وفبراير ومارس، ولكن مع مرحلة حصر السكان فى إبريل كان هناك تفاوت كبير فى أداء العاملين، ما دفع الجهاز لربط الأداء بالأجر، خاصة أن المستهدف حصر ٢٥ استمارة يوميًّا. وتابع أن البعض كان ينهى ٥٠ استمارة يوميًّا، بينما آخرون ينهون استمارتين فقط، مشيرًا إلى أن البعض حصل على أعلى من راتبه؛ لما حققوه من إنجاز. وقال إن عددا من المعاونين قد اشتكوا من بعض المشكلات التى تواجههم من المفتشين والمراقبين من ناحية، والمشكلات التى تواجههم فى العمل الميدانى من ناحية أخرى.. كشف عن أنهم يواجهون مشكلة فى العمالة بمحافظتى القاهرة والجيزة، حيث إن العاملين فى البحث الميدانى يعملون لمدة يومين ثم يتركون العمل، وأنه قد تذمر عدد من المشاركين.

٢٠٠٠ جنيه الراتب
فقد كشف اللواء أبو بكر الجندى أن راتب العاملين فى التعداد السكانى يصل إلى ٢٠٠٠ جنيه شهر التعداد، لكن الجهاز أقر ألف جنيه كمكافأة لتحفيز المجتهدين، فقد طلبنا من المشتغلين حصر كل مشتغل ٧٠٠ أسرة فى ٢٥ يوما لكن عددًا من المشاركين فى التعداد أظهروا الكفاءة، وبالتالى تمت مكافأتهم. وأشار إلى أن الجهاز يأخذ بنظام التحفيز، وذلك لتحفيز المقصرين، وأكد أن تأخير بعض المستحقات لا يحدث لكن عملية الصرف تأخذ وقتا بسبب وصول تقرير العمل من ٢٧٠٠ مفتش على مستوى الجمهورية.
وأضاف أنه تم الانتهاء من توزيع ٤٥ ألف جهاز حاسب لوحى «التابلت» على غرف عمليات التعداد فى كل المحافظات تمهيدًا لتسليمها للمعاونين البالغ عددهم ٣٥ ألف معاون، سيتولون مهمة جمع بيانات المواطنين خلال مرحلة حصر السكان، كما يوجد ٤٥ مليون منشأة سيتم تسليمها الرقم المكانى للمنشأة على مستوى مصر. ولفت إلى تبنى الجهاز خطة تدريب مستمرة لتلافى مشكلة نقص أعداد المعاونين، والتى أثرت فى أداء المرحلة الأولى من التعداد والمتعلقة بحصر المباني، ما ترتب عليه مد فترة العمل الميدانى لفترة أطول تعويضًا للعجز فى أعدادهم.

43 ألفًا حاصلون على الدكتوراه و54 ألفًا حاملون للماجستير
4.5 مليون حاصلون على المؤهل الجامعى.. والمؤهل المتوسط 8.7 مليون
تمكنت «البوابة» من دخول غرفة التعداد، فالغرفة موجودة فى الدور الأول بالجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، ويعمل بها ٣٠ شخصًا، تصل كل الأرقام والبيانات التى يجمعها المندوبون المنتشرون فى ٢٧ محافظة، وبداخلها شاشات عرض كبيرة يتم تحديثها تلقائيًّا بما يصلها من أرقام جديدة، وهذه الشاشات محملة ببرامج عليها خريطة إلكترونية لمصر، تدخل من خلالها على أى منطقة تريدها على مستوى الجمهورية، لتصل إلى ما تريده من أرقام وإحصائيات داخل الغرفة المركزية لتعداد مصر ٢٠١٧، التى تدار بشكل علمى وحديث، ومليء بالنشاط الشبابى كما أنشئت هذه الغرفة للمتابعة الدقيقة لكل ما يجرى فى الميادين خلال مراحل التعداد المختلفة، والوقوف بصفة مستمرة على ما يتم تنفيذه من أعمال وحصر للسكان فى كل المنشآت لحظة بلحظة.
داخل الغرفة يتم تحديث البيانات الجغرافية بشكل دورى لإنتاج أول خريطة رقمية لمصر، حيث يعمل على هذا الجهد حاليًّا ١٢٠٠ باحث جغرافى، مهمتهم استكمال الخريطة وترقيم الوحدات السكنية والمنشآت.
فأول مكتب إحصائى فى مصر كان عام ١٨٧٨، وتحول إلى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام ١٩٦٤، وكان الجهاز من أوائل المؤسسات المصرية استخدامًا للكمبيوتر، فى أواخر الستينيات، فداخل قاعة IBM كان يقبع جهازان للكمبيوتر بحجم الغرفة بالكامل. 
جميع العاملين بالغرفة هم خريجو علوم رياضة، واقتصاد وعلوم سياسية، وتجارة إحصاء الموجودة فى جامعات بنها وحلوان والأزهر، وهندسة حاسبات ومعلومات، وآداب جغرافيا، ولزيادة خبراتهم وعلمهم يتم تشجيع العاملين على زيادة التحصيل العلمى من خلال التسجيل فى الدراسات العليا، حيث شهد ٢٠١٦ تسجيل ١٦٨ من العاملين فى الجهاز فى الدراسات العليا، فضلًا عن ١٩٦ مشاركة خارجية فى دورات تدريبية ومؤتمرات، كذلك فإن ١٠ من العاملين بالجهاز يحصلون كل عامين على منح للدراسات العليا فى جامعة السوربون بفرنسا.
حسابيًّا يتبع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ٤٦ مكتبًا فى المحافظات الـ٢٧، بينها ٣١ مكتبًا رئيسيًّا و١٥ مندوبية، وقبل أن ندخل مقر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء كان يساورنا الشك فى أن تكون كل الإحصائيات والأرقام متاحة للجميع، فبعضنا ظن أن هناك أرقامًا يتم حجبها عن المواطنين، لكن اللواء أبوبكر الجندى قضى على هذه الشكوك، وأكد لنا نظريًّا وعمليًّا أن بيانات الجهاز متاحة للجميع، سواء من خلال البوابة الإلكترونية أو النشرات والبيانات التى تصدر بشكل دورى، مؤكدًا ذلك بقوله: «نحن جهاز مستقل ولا نعمل مطلقًا بالتعليمات».
بالإضافة إلى ٣ خبراء يمثلون العناصر الرئيسية للتعداد وهم: مندوب قطاع الإحصاءات السكانية والتعدادات، ومندوب قطاع تكنولوجيا المعلومات، ومندوب قطاع الفروع الإقليمية. فمن البيانات التى حصل عليها معاونو التعداد الآن فى المرحلة الثانية من التعداد السكانى التى يتم تنفيذها الآن على أن الحاصلين على شهادة الدكتوراه من السكان الذين تم حصرهم حتى الآن، ٤٢٨٨٤ حاصلون على الدكتوراه، و٥٤ ألفا حاصلون على الماجستير، والمؤهل الجامعى ٤ ملايين و٤٦٣ ألفًا والمؤهل فوق المتوسط مليون و١٢٣ ألفًا والمؤهل المتوسط ٨.٧ مليون.

عبدالعزيز حسين المشرف على تحديث بيانات السكان لـ«البوابة نيوز»: الأميون أكثر صدقًا فى التعداد.. والمتعلمون مراوغون.. وهدف التعداد كشف خصائص السكان وطبيعة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية 
اللواء الجندى طلب من البابا تواضروس ووزير الأوقاف حث المواطنين على المشاركة
أكد الدكتور حسين عبدالعزيز، المشرف على التعداد السكانى بالجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أستاذ الاقتصاد والإحصاء بجامعة القاهرة، والمستشار الإقليمى بصندوق الأمم المتحدة للسكان للمنطقة العربية سابقًا، أن هدف التعداد السكانى توفير خريطة بيانات دقيقة عن السكان وخصائصهم، لمتخذ القرار السياسى والاقتصادى عن وضع خطة التنمية لضمان وصول الخدمات إلى المناطق المحرومة، وقال فى حواره مع «البوابة» إن الجهاز خاطب البابا تواضروس ووزيرالأوقاف لحث المواطنين على أهمية المشاركة فى التعداد.. وإلى نص الحوار.
■ هل هدف التعداد هو معرفة عدد السكان فقط؟
- تجرى الدول التعداد السكانى لتضع أمام الحكومات معلومات كاملة عن حجم ونوعية رأس المال البشرى السكان، والذى يعتبر من أهم الثروات التى يمتلكها المجتمع، كما يقدم إجابات دقيقة عن عدد الأسئلة الأساسية التى نحتاجها، فهدف التعداد هو عدّ السكان، فهو لن يضيف جديدا بالنسبة للعدد، بل يؤكد ما إذا كانت حسابات الساعة السكانية صحيحة، وهذا هو المتوقع، أم لا، ولكن الهدف الحقيقى من التعداد كشف خصائص السكان وطبيعة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وغيرها فى المجتمع.
فالهدف معرفة كم يبلغ عددنا، ومن نحن من حيث التوزيع العمرى والنوعى والمستوى التعليمى والمهنى والنشاط الاقتصادي، وأين وكيف نعيش من حيث المساكن بجميع أنواعها، ومدى وصول المرافق الأساسية، مياه الشرب، الكهرباء، الغاز ومدى توافر وسائل الاتصال الحديثة، وما نوعية وطبيعة الأنشطة الاقتصادية والخدمية والطوعية الجارية فى المجتمع والمنشآت بأنواعها، وبالتالى الإجابة على هذا الأسئلة تضع أمام المخططين ومتخذى القرار الصورة الرقمية الدقيقة للمجتمع على مختلف المستويات.
■ كيف يمكن للجهاز المركزى للتعبئة العام والإحصاء والدولة تحقيق ذلك؟
- يتطلب ذلك إجراء حزمة متكاملة من الأنشطة فى إطار تعداد السكان والإسكان والمنشآت، من حيث تعداد السكان وتعداد المبانى والسكان، وتعداد السكان مجمل عملية جمع البيانات الديموجرافية والاقتصادية التى تخص فى فترة زمنية معينة جميع الأفراد سواء كانوا مصريين أو أجانب فى الدولة، أو فى جزء محدد منه تحديدا دقيقا، وتصنيف هذه البيانات وعرضها وتحليلها ونشرها وتوزيعها بأشكال متعددة، ويؤكد ذلك على التغطية الشاملة والتزامن والعد الفردى والدورية.
ومن حيث تعداد المبانى وهو مجمل عملية جمع البيانات عن جميع المبانى والواحدات السكنية وغير السكنية وشاغليها فى الدولة أو فى جزء محدد منها.
■ هل رفض غير المتعلمين التعامل مع التعداد؟
- على العكس تمامًا، الأميون كانوا أكثر تعاونًا وصدقًا، وأقل مراوغة من المتعلمين، وتقر الدراسات هذا الوضع، ونحن على علم مسبق به، ونحاول التعامل معه. فالمتعلمون يخشون مردود منح تلك البيانات، رغم أننا نؤكد عليهم أن سريتها حق مكفول ومحمى بالقانون، ولا يجوز استخدامها فى غير الغرض الإحصائي.
■ ما الأسباب التى تساعد فى إنجاح التعداد؟
- يوجد عدد من المرتكزات التى تساعد فى إنجاح التعداد، منها أن توجد منظومة متكاملة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للتعداد، ووجود عناصر بشرية مؤهلة بشكل جيد وقادر على تنفيذ مهمة جمع البيانات وتعاون وتجاوب المجتمع بجميع أطيافه.
فبناء منظومة تكنولوجيا متكاملة لإجراء التعداد وفقا للأسس العملية الإحصائية المستقرة دوليًا وبناء آليات تكنولوجيا متابعة تنفيذه من خلال الخرائط الرقمية والتطبيقات الإلكترونية لجمع البيانات وإدارة العمل والتابلت وشبكات نقل البيانات ومركز البيانات، وتأمين هذه البيانات ودعم المستخدمين والتواصل الفورى مع المستغلين.
■ كيف تعمل المنظومة التكنولوجية والتطبيق الإلكتروني؟
- تعمل من خلال تنظيم وتشغيل التطبيق الإلكترونى الذي يقوم على الميكنة الكاملة لدورة العمل وإدارة وتنفيذ جميع أعمال التعداد خلال مراحل التخطيط والإعداد وجمع البيانات ومتابعة العمل واستخراج النتائج عبر أجهزة التابلت والإنترنت ويعتمد على استخدام الخرائط الجغرافية المكانية حتى مستوى المبني.
■ ما الخرائط الرقمية.. وكيف تستخدم؟
- تم إنتاج خرائط جغرافية رقمية محدثة لجميع المناطق الحضرية والريفية فى البلاد لضمان الدقة والتغطية الشاملة لجميع المناطق، خلال أعمال التعداد، وذلك على المستويات المختلفة وتجهيز خرائط رقمية جاهزة للتحميل على التابلت للعناصر البشرية العاملة فى التعداد خاصة المفتش والمعاون، واستكمال عملية الإسناد المركزى والخرائط لفرق العمل الميدانية. 
■ وهل يوجد تفتيش على طرق استخدام هذه الخرائط؟
- يوجد حوالي٢٥٣٧ مفتشًا يقومون بالإشراف على المعاونين واعتماد أية تعديلات على خرائط العمل لمناطقهم وعدد حوالى ٣١ ألف منطقة معاون وفقًا للمستهدفات المحددة لمراحل التعداد المختلفة سوء المبانى أو الواحدات والأسر والمنشآت، وكذلك استخراج الرقم التنظيمى للخدمات لجميع الوحدات السكنية وغير السكنية.
■ وهل توجد استجابة من المواطنين؟ 
- ما زالت هناك حالة من عدم الاستجابة من المواطنين، خوفا من كشف بياناتهم، وكلما زاد مستوى التعليم ازدادت المشكلات فى إعطاء المعلومات لمندوبى التعداد. عزاؤنا الوحيد فى ارتفاع تكلفة عملية التعداد هو أن البند الأساسى الذى يحصل على نصيب الأسد من ميزانية التعداد هو بند الأجور للعاملين والمشاركين.
■ وما أدوات جمع البيانات؟
- يتم استكمال تعداد٢٠١٧ من خلال ثلاث مراحل مختلفة من البيانات منها حصر المبانى ومكوناتها وتوفير البيانات ومرحلة حصر السكان والظروف السكانية، وتوفر بيانات تفصيلية عن الأسر والمعيشة والأفراد وخصائصهم من خلال استمارتين، استمارة مختصرة ويتم تطبيقها على حوالي ٩٠٪ من الأسر المعيشية التى تم حصرها، وفى مرحلة حصر المبانى ومكوناتها ٢٦ سؤالا واستمارة مطوالة وتضم جميع أسئلة الاستمارة المختصرة وبعض الأسئلة الإضافية وتطبق على عينة عشوائية منتظمة تمثل حوالى ١٠٪ من الأسر المعيشية ٤١ سؤالا، ويتم فى هذا المرحلة تجميع بيانات استمارة القاطنين بالمساكن العامة مثل الفنادق والسجون والأديرة والدور الخاصة بفئات معينة واستمارة حصر المنشآت وتوفر بيانات تفصيلية عن المنشآت العاملة والمغلقة مؤقتا.
■ هل واجهتم مشاكل مع المشاركين فى التعداد؟
- بالفعل واجهنا مشكلة فى الاستجابة لمبادرة المشاركة فى التعداد، وكنا أمام عجز فى القوى البشرية، المطلوبة لإجراء التعداد، خاصة من سكان القاهرة الكبرى، الذين لم يشعر أغلبهم بجدوى المبادرة، أو العائد المادى المقابل لها، كانوا يحتاجون أعمالا أكثر سهولة، وغير مدركين لأهمية المشاركة فى التعداد.. وعلى العكس تماما وجدنا مبادرات كثيرة من شباب الصعيد والوجه البحرى، لدرجة أننا استعنا بعدد منهم بعد الإيفاء باحتياجات محافظاتهم كعدادين احتياطى، لسد العجز فى محافظات القاهرة الكبرى.
■ هل طلبتم دعما من شيخ الأزهر والبابا تواضروس؟
- بالطبع .. فقد قام رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء اللواء أبوبكر الجندى بلقاء البابا تواضروس، وطلب منه التأكيد فى الكنائس على المواطنين على أهمية المشاركة فى التعداد، كما خاطب وزير الأوقاف للتنويه على المواطنين بذلك فى خطب الجمعة، بالإضافة إلى الحملات الدعائية فى الصحف والطرق ووسائل المواصلات والراديو والتليفزيون.