الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الفلاح الفصيح| الحاج بدران.. طالب إعدادية "سبعيني" بقلب شاب

الحاج بدران
الحاج بدران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قضى حياته فى تربية أبنائه وأحفاده، ليقرر بعدما دخل العقد الثامن من عمره أن يكمل تعليمه، ويكون زميلا لأحد أحفاده، ويؤديا معًا امتحانات الشهادة الإعدادية بمدرسة محمد على زاهر، فى الصالحات ببنى عبيد، محافظة الدقهلية، وينهياها أمس الأول الخميس، وما يتمناه الحاج محمد بدران الآن أن يكون قادرًا على مواصلة التقدم إذا كتب الله البقاء أكثر بين أحبابه من أبناء قريته الذين يطلقون عليه «الفلاح الفصيح».
الحاج «بدران» الذى يبلغ من العمر ٧٣ عاما، يعيش فى قرية كفر الصالحات بمركز بنى عبيد، بالدقهلية، وهو متزوج، وأدى الخدمة العسكرية، ولديه ولدان «وسام» و«بدران»، وبنتان، وكلهم متعلمون، كما أن لديه أحفادًا، أبرزهم «محمد، وسام، بدران»، وهو طالب فى الصف الثالث الإعدادي، وكان يذاكر مع جده ويتبادل معه استعارة الكتب والمذكرات.
«البوابة» التقت الحاج محمد بدران، الذى قال إنه يعمل فلاحًا، وخرج من التعليم بعد أن حصل على الشهادة الابتدائية عام ١٩٥٦، ولكنه عندما وجد أن الزمن يتطور وأنه لا يستطيع إيصال صوته وصوت الفلاحين للمسئولين، قرر أن يستكمل تعليمه ليتمكن من مواكبة تطورات الحياة أكثر.
ويوضح «الفلاح الفصيح» أن علاقته بالتعليم بدأت عندما توفيت زوجته عام ٢٠٠٩، إذ حاول مراجعة القراءة والكتابة، وشجعه حفيده على ذلك، فقرر أن يستكمل التعليم رسميًا، وتوجه إلى الإدارة التعليمية، وتقدم بالأوراق المطلوبة، وبالأمس أنهى امتحانات الشهادة الإعدادية. ويضيف الحاج بدران، أنه لن يقف عند هذا الحد، وينوى مواصلة المشوار لاجتياز الثانوية العامة، ومن ثم الدخول إلى التعليم الجامعي، منتظرا أن يكلل الله مجهوده بالنجاح، وأن يكتب له العمر ليكمل طريقه الذى عاد إليه سابحًا ضد تيار السنين.
من ناحيتهم، عبر شباب مركز بنى عبيد، عن سعادتهم عندما علموا بقصة كفاح الحاج محمد؛ حيث أكدوا أنه نموذج مشرف يجب على المسئولين تكريمه على شجاعته فى تحدى العمر، وإصراره على استكمال دراسته.