الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

إيران تنتخب الرئيس.. بين المتشدد والإصلاحي طهران لن تغير سياستها

دوائر غربية ترصد المشهد فى الجمهورية الإسلامية

انتخابات إيران- صورة
انتخابات إيران- صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
برغم انقسام جمهور الناخبين فى إيران حول اختيار الرئيس القادم للبلاد، إلا أنهم يتوحدون خلف الموقف السياسى الخارجى لبلادهم.
وتأتى انتخابات الرئاسة الإيرانية، متزامنة مع زيادة حدة الانتقادات والتدقيق فى تصرفات إيران من قبل الرئيس الأمريكى دونالد «ترامب» بشأن تدخلها فى سوريا والعراق ولبنان، لا سيما أن «ترامب»، الذى يستهل أولى رحلاته الخارجية منذ تنصيبه بزيارة منطقة الشرق الأوسط الأسبوع القادم، حذر إيران بالفعل بأنها أصبحت فى دائرة الاهتمام.
وتواصل الإدارة الجمهورية سعيها لتحجيم إيران من خلال العقوبات الاقتصادية المتعلقة بالبرنامج النووى، وفرضت واشنطن عقوبات جديدة على مسئولين دفاعيين إيرانيين وشركة إيرانية وأعضاء شبكة مقرها الصين لدعمهم برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانى.
وتطول العقوبات عدة مسئولين منهم، «مرتضى فاراساتبور»، و«رحيم أحمدى»، حيث يتهم الأول بتنسيق عملية بيع وتسليم متفجرات ومواد أخرى لوكالة حكومية سورية، فيما يدير الثانى مجموعة «شهيد بيكرى» للصناعات الإيرانية المسئولة عن برنامج الصواريخ الباليستية فى إيران.
وترى صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أن العقوبات تعد رسالة شديدة اللهجة للإدارة الإيرانية القادمة، وذلك على الرغم من تجاهل الإيرانيين للمواقف الخارجية المحيطة بهم، وتقديم الدعم للمتشددين على الإصلاحيين.
ظاهريًا، يحتدم الصراع بين المرشحين لسدة الرئاسة فى إيران، كما يحدث فى أى تجربة سياسية، يختار خلالها الناخب رئيسه، ولكن على أرض الواقع يرى العديد من الخبراء الدوليين، أنه أيًا كان الرئيس الإيرانى القادم، فيداه ستبقيان مكبلتين بقواعد وأطر تحددها هيئات المؤسسة الدينية، وولاية الفقيه، بينما السلطة، وبلا منازع، تظل للمرشد الأعلى، هكذا حللت شبكة «سكاى نيوز» الأمريكية.
فيما تعتقد شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية أنه ليس بالأمر المهم من يكون الرئيس القادم الإصلاحى «حسن «روحانى»» أو المحافظ «إبراهيم رئيسى»، فالسياسة الإيرانية الخارجية أو الداخلية لن تتغير كثيرًا، حيث تسلك إيران خطًا واضحًا معروفًا لدى الجميع، حيث ستبقى إسرائيل هى العدو الأول والمعلن، وعلى الرغم من أن الطرفين لم يخوضا حربًا عسكرية حتى الآن، إلا أنهما سبق أن واجها بعضهما فى حروب بالوكالة فى سوريا، فى مثال على التدخل الإيرانى الفج فى دمشق، حيث أرسلت الأسلحة ومئات الملايين من الدولارات إلى حزب الله الذى يعادى إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس».
ووصلت العداوة بينهما للأساطير والقصص التى يقرأها الصغار، وترددت الأقاويل إن إسرائيل سوف تضرب إحدى المنشآت النووية الإيرانية، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن.
وفى البيت الأبيض، تتصدر أزمة «تحجيم نفوذ طهران» أجندة الرئيس «ترامب» حين يزور إسرائيل الأسبوع القادم، وحين يجتمع مع القادة العرب فى السعودية، بالإضافة إلى مناقشة مسألة التحالف الذى تقوده السعودية لقتال المتمردين الحوثيين فى اليمن، الذين يُعتقد بأنهم يتلقون تمويلًا من إيران.
المرشح المحافظ «رئيسى» هو عالم دين تحول إلى السياسة، لم يعط أى إشارات عن مواقفه فى ملف السياسة الخارجية، حيث يقول أحد الدبلوماسيين لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية : «إننا لا نملك أى فكرة حول نية «رئيسى»، فهو رجل دين متعلم محليًا، وتعد آفاقه وخبراته محدودة للغاية وغير معروف نسبيًا للعالم الخارجى.
وتعهد المرشحان بحماية الاتفاق النووى، الذى أدى إلى رفع العديد من العقوبات عن طهران ويعد الإنجاز الرئيسى فى الفترة الأولى من حكم «روحانى» لإيران.
وتعود «فايننشال تايمز» لرصد رد فعل طهران حول تصريحات «ترامب»، وتصفها بأنها تحاول أن تكون هادئة للغاية، وتتجنب زج البلاد فى توترات جديدة، وظلت طهران حذرة فى الرد على خطب ««ترامب»» العدائية حيالها منذ أن دخل البيت الأبيض، زاعمة أن النظام يسعى إلى تجنب استفزاز واشنطن، وفى هذا، يبدو أن «روحانى» يسعى إلى استغلال المخاوف من تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، لا سيما بين أوساط الطبقة الوسطى، من خلال الترويج إلى أن معارضيه المتشددين يرغبون فى إعادة إيران إلى العزلة الدولية.
ووسط اتفاق عام بين المحللين والخبراء الدوليين على أهمية الانتخابات، فما زالت إيران بعيدة تمامًا عن الديمقراطية الحقيقية، والرئيس ليس أقوى شخصا فى البلاد ولا يستطيع إدارة البلاد، ولكن المهمة تقع على عاتق المرشد الأعلى آية الله على خامنئى البالغ من العمر ٧٧ عامًا، وهو الرئيس الحقيقى غير المنتخب، ويُنظر إليه على أنه الوصى على الجمهورية الإسلامية ومبعوث الله على الأرض.