الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أحلامي الوردية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أتساءل لماذا تسعى كوريا الشمالية لاستفزاز الولايات المتحدة؟.. هل فاض بـ «كيم» الكيل من فرض عقوبات على كوريا الشمالية من قبل مجلس الأمن الذى يكيل بمكيالين حيال ما يرتكب ضد البشرية من جرائم، والذى يفرض عقوبات على دول بعينها ويطلق العنان للولايات المتحدة وأعوانها فى تدمير البشر والأرض؟!.أم أن كوريا الشمالية تسعى لجس نبض الولايات المتحدة وإبراز نفسها كقوة عظمى يجب أن تكون لها كلمتها المؤثرة فى المجتمع الدولى أسوة بالقوى العظمى؟. أم أنها تسعى لجر العالم لحرب عالمية ثالثة؟ كما يقول البعض إن «كيم» مثله مثل ترامب وماكرون تابعون للتنظيم الماسونى الذى يسعى لإشعال فتيل الحرب لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية، كلها احتمالات تستحق البحث والتعامل معها بجدية.
مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأم المتحدة نيكى هايلى تصرح بأن واشنطن مستعدة للحوار مع كيم أون فى حال أوقف الأخير تجاربه الصاروخية وفى الوقت نفسه تؤكد أن هناك اتجاهات لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية وعلى الدول الداعمة لها أيضا!!
بمعنى (هنتحاور واحنا حاطين سكينة على رقبتك !) ضد المنطق.
وكان رد كيم أيضا فى اتجاهين الأول يشير لرغبة كوريا الشمالية فى رفع العقوبات عنها والثانى أنها قد تستخدم الصواريخ الباليستية كوسيلة انتقام.. أسلوب كيم جونغ أون لهجته وإدارته السياسية الداخلية للبلاد تؤكد أن الرجل لا يعرف التراجع والانهزام أو يقبل بسياسة لوى الذراع الذى يكيل به مجلس الأمن فى التعامل مع القضايا المختلفة.. فهو يعنى جديا أنه لو لم ترفع العقوبات سيلجأ للانتقام!
الرجل يرفع وتيرة الوعيد وهو يمسك أخطر خيوط اللعبة ويراهن على الثغرات فى تقنيات التكنولوجيا الحديثة، فكل الاحتمالات تشير بوضوح أن كوريا الشمالية وراء الهجوم الإلكترونى العالمى الأخير.. وبالرغم من أنها ليست المشاكسة الأولى التى تقع من كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وخرقها لقرارات مجلس الأمن إلا أنه فى ظل قيادة ترامب أعتقد الأمر سيختلف. فعدم حسم ترامب لنواياه تجاه ما يحدث من تجارب لكوريا الشمالية برده «سنرى» حينما سئل عن احتمالية وجود رد عسكرى من الجانب الأمريكى تجاه التجارب التى تجريها كوريا الشمالية.. ولم يكن رده مثلا لن ندفع العالم لمزيد من الحروب والضربات العسكرية.. وترامب يعنى جيدا ما يقول فهو الرئيس الذى استهل حكمه بتوجيه ٧٠ صاروخا من التوماهوك نحو سوريا ردا على هجوم خان شيخون المزعوم.. جولات ترامب فى المنطقة العربية الأيام المقبلة أيضا لها دلالات فهو سيذهب للسعودية ٢٣ مايو المقبل وسيتقابل هناك مع الرئيس السيسى والملك عبدالله وسيذهب بعدها مباشرة لإسرائيل، وفيما يبدو أن ترامب يسعى لدعم عربى لخطوات ستتخذها الولايات المتحدة الفترة المقبلة.. إذا أردنا إنقاذ العالم وإنقاذ أنفسنا أولا من حفنة رؤساء قد يودون بالعالم إلى الهاوية فلا ينبغى أن تؤدى مصر دورها كتابع فى صناعة القرار وعليها أن تأخذ تعهدات على ترامب وأن تستغل مقعدها فى مجلس الأمن فى تقديم مشروع قرار برفع العقوبات عن كوريا الشمالية وروسيا وإيران أيضا واحترام الجميع كدول قوية لها استقلاليتها ووضعها الإقليمى والدولى ودعوة الجميع للتحاور والتفاهم والكف عن التعامل مع ما يدور حولنا كمعسكرين علينا أن ننحاز لأحدهما وإلا فمن العدالة أن نقدم مشروع قرار لمجلس الأمن بتوقيع عقوبات أيضا على أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية على مر التاريخ.
لا أدرى سر ذلك الصمت المطبق من النظام الحالى عما يحدث فى العالم حولنا وإصرارنا على أن نكون تابعين وكان ما يدر حولنا مسلمات غير قابلة للتغيير.. لماذا لا نستغل تاريخ مصر وحضارتها فى أن يكون لنا كلمة مسموعة فى المجتمع الدولى؟ وأن ندعو الجميع للحوار وتحقيق العدالة؟ وأن نستغل مقعدنا فى مجلس الأمن لنكون مؤثرين لا كتابعين؟.. حتى لو لم تتحقق الأسطورة فى وقتنا الحالى وينتصر الحق، يكفينا شرفا الانحياز إلى الإنسانية والعدل.
أحلامى الوردية متى تتحققين؟